بعد 5 أشهر من المفاوضات.. «إعمار» و«دبي القابضة» تتراجعان عن صفقة تبادل أراض مقابل أسهم

الشركتان تلوحان إلى استثمارات مشتركة لتطوير مشاريع عقارية

جانب من المشاريع العقارية في دبي. («الشرق الأوسط»)
TT

بعد غموض لف الصفقة لمدة خمسة أشهر، وأثارت جدلا واسعا بين أوساط المستثمرين، تراجعت امس شركة اعمار العقارية ودبي القابضة الاماراتيتين عن اتفاق مبدئى ابرم في مارس (آذار) الماضي، كان يفترض بموجبه حصول الأولى على أراض في وسط مدينة دبي مقابل اسهم تصدرها للثانية المملوكة بالكامل لحكومة دبي. وقالت «إعمار» إن مبادلة الأراضي قد لا تخدم بالضرورة مصالح مساهميها، وبالتالي فإن عملية المبادلة لم تعد خيارا مطروحا. وذكرت الشركة انها شرعت مع «دبي القابضة» في مفاوضات لبحث إمكانيات إطلاق مشاريع تطوير عقاري مشتركة في مواقع مميزة في إمارة دبي، ومن المتوقع أن يعلن عن مشاريع محددة خلال الشهر المقبل. وعانى سهم «إعمار» المدرج في بورصة دبي من سلسة نكسات سعرية منذ اعلان الاتفاق في مارس (آذار) الماضي ليصل الى ادنى مستوياته خلال عامين الاربعاء الماضي قبل ان يعاود الارتفاع الخميس.

وبموجب الاتفاق كان على «إعمار» ان تصدر 2.364 مليار سهم جديد مقابل الارض، على أن تحول الصكوك الزاميا الى أسهم جديدة على دفعات متساوية خلال 5 سنوات تبدأ في العام المقبل 2008. وتضاربت آراء المحللين حول أنباء إنهاء الاتفاق، حيث اعتبر فريق ان «إعمار» خسرت فرصة الحصول على اراض مميزة في دبي بأسعار مخفضة، خاصة أن رصيدها من الاراضي في الإمارة كان سيزيد بنسبة 100 في المائة، فيما اعتبر فريق آخر، ان الاتفاق كان يعني رفع رأسمال الشركة نتيجة رفع حصة حكومة دبي فيها من 32% الى اكثر من 50%، مما كان يشكل عبئا اضافيا على «اعمار» بهذا النوع من رأس المال.

الا ان مصرفيا اماراتيا قال إن «اعمار» باتت تمتلك حاليا رصيدا كبيرا من الاراضي خارج الامارات، وان قيمة بعض الاراضي التي اشترتها وخاصة في الهند تضاعفت، مما يعزز من ملاءتها المالية. وقال المصرفي إن «مساهمي إعمار هم الرابحون في النهاية، بفضل توسع الشركة عالميا»، مشيرا الى ان الفرص الاستثمارية في القطاع العقاري بدبي باتت محدودة ولا تلبي طموحات شركة بحجم «اعمار». ومن المنتظر في هذا الاتجاه ان تعيد موديز للتصنيف الائتماني تقييمها لشركة اعمار، بعد الإعلان عن التخلي عن خطط مبادلة الاراضي بأسهم. حيث قالت الوكالة الاسبوع الماضي، انه يتعين عليها تقييم الحصة الأصغر التي تملكها الحكومة ومساحات الأراضي الأقل التي تملكها الشركة، لأنه قد يكون لها تأثير على التصنيف. ومنحت موديز شركة إعمار التنصيف A3 الشهر الماضي. من جهته تعهد محمد القرقاوي، الرئيس التنفيذي لدبي القابضة في بيان بأن يعود الاتفاق الجديد بين الشركتين بـ«فوائد كبرى على الشركتين»، إذ ذكر «وبالنظر إلى هذه المعطيات، نبحث في مشاريع مشتركة».

وقال إن المباحثات بين الطرفين وصلت إلى مراحل متقدمة للدخول بشكل مشترك في تطوير مشاريع عقارية عالمية المستوى، في مواقع مميزة في دبي. واعتبر القرقاوي ان «اقتصاد دبي، الذي يمتاز بالمتانة والقوة، يواصل توفير الثقة للمستثمرين، المحليين والدوليين، بقدرته على تحقيق النمو على المدى الطويل». وقال «تمتاز الشركتين بقواعد اقتصادية صلبة تعد بمستقبل زاهر، ولا يوجد ما قد يعيق أو يوقف مسيرة التعاون والعمل المشترك بين إعمار ودبي القابضة لدمج قواهما، واستشراف آفاق المستقبل».

محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار، قال في البيان ان التحالف بين الطرفين «سيعود بمنافع كبرى على الشركتين، إذ تمتلك دبي القابضة مجموعة واسعة من الأراضي الخصبة للاستثمار في مواقع متميزة في دبي، بينما تمتلك إعمار سجلاً حافلاً بالخبرة وإنجاز المشاريع العقارية الكبرى».

وقال «سنتمكن من خلال المشاريع المشتركة بين دبي القابضة، وإعمار من توظيف الإمكانيات والخبرات للعمل بشكل مشترك، ومواصلة مسيرتنا ومساهمتنا في تعزيز معجزة النمو والتطور الاقتصادي الكبير في دبي».

ودبي القابضة التي تأسست قبل ثلاثة اعوام تعتبر احدى المجموعات الضخمة في منطقة الشرق الاوسط، حيث تزيد قيمة اصولها على 30 مليار دولار فضلا عن استثماراتها الضخمة في الخارج والتي تشمل حصص في شركات ومشروعات عقارية وفندقية. ويمتلك الاماراتيون بمن فيهم حكومة دبي نسبة 81.3% من اسهم شركة اعمار، فيما تتوزع الحصص المتبقية على الخليجيين بنسبة 9.4% والأجانب بنسبة 6.4% والعرب بنسبة 2.6%.