رئيس مجلس إدارة «القلعة»: سنبني مصفاة للنفط في مصر بقيمة 2.4 مليار دولار بمشاركة خليجية

د. أحمد هيكل لـ«الشرق الأوسط»: 55% من استثماراتنا لسعوديين وإماراتيين

د. احمد هيكل
TT

قال الدكتور احمد هيكل رئيس مجلس إدارة «القلعة» للاستثمارات في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» في مكتبة بالقاهرة إن استثمارات القلعة بلغت خلال السنوات الثلاث الماضية نحو 8 مليارات دولار تغطي العديد من المشروعات وأن 55% (حوالي 4.4 مليار دولار) من تلك الاستثمارات هي مساهمات من خلال مستثمرين سعوديين وإماراتيين.

وأكد د. هيكل أن القلعة ستبدأ مطلع شهر سبتمبر (ايلول) المقبل إنشاء مصفاة نفط باستثمارات تبلغ 2.4 مليار دولار يسهم فيها بـ 70% مستثمرون أفراد من السعودية والإمارات كما تسعى القلعة للاستحواذ على شركه بترول (رالي) الكندية وتقيم حاليا مصنعا للاسمنت فى إثيوبيا وتسعى لبناء آخر فى ليبيا وكونت أخيرا شركة للتعدين في السعودية وتعمل على إقامة مصنع للأسمدة في الجزائر. وقال هيكل إن تأثير أزمة الرهن العقاري الأميركية ينتقل إلينا فقط من خلال صناديق الاستثمار العالمية وليس لنا علاقة مباشرة بالأمر.

واعتبر أن أسعار الأسهم في بورصات الخليج والسعودية في الوقت الراهن جاذبة للاستثمار. وقال الدكتور هيكل «إن مجموعة القلعة تنظر الى قطاع البترول والغاز على انه قطاع واعد نظرا لان اتجاه الأسعار العالمية لكل ما هو متعلق بالطاقة سواء كان بترول أو غاز في زيادة متوقعة هذا على المستوى العام وفي مصر فإننا نواجه تحديات كبيرة في مجال الطاقة فنحن نستورد نحو 3 ملايين طن سنويا من الديزل وكذلك نستورد البوتاجاز فضلا عن الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء لهذه الأسباب نرى حاجة لمزيد من الطاقة وبالتالي الاستثمار في هذه المجال وبالتأكيد فان عائده سيكون جيدا».

وكشف احمد هيكل إن «القلعة» في انتظار موافقة الجمعية العامة لشركة «رالي» الكندية في منتصف الشهر القادم (سبتمبر) على عرض الاستحواذ عليها بالكامل وقال «نعتقد أننا سنحقق عوائد جيدة من وراء الاستحواذ على (رالي) فالشركة لديها استثمارات في مصر وباكستان وسيتم تمويل الصفقة بقرض يبلغ 550 مليون دولار وباقي رأس المال مكون من كونسورتيوم من المستثمرين تقوده القلعة للاستشارات المالية وتعمل رالي في مجال التنقيب وانتاج البترول والغاز الطبيعي حيث تمتلك نسبة 100% حق امتياز حقل «عسران» في مصر والذي يوفر فرصة هائلة لانتاج البترول الثقيل. كما تمتلك 30% من امتياز في منطقة «صافد كوه» بباكستان حيث تشارك في التنقيب وانتاج وتكثيف حقل كبير للغاز الطبيعي. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لرالي حاليا 7000 برميل يوميا».

وحول استثمارات القلعة فى مجال الاسمنت قال هيكل «لدينا 22% من مصنع مصر قنا للأسمنت ونحن مهتمين بزيادة الحصة اكثر من ذلك في الفترة القادمة».

واعتبر أن قرار الحكومة بزيادة أسعار الطاقة قراراً صائباً وبنسبة 100% لأنه من غير المعقول أن تدعم الحكومة الطاقه لكبار المنتجين كما أن أسعار الأسمنت التي تدور حول 400 جنيه للطن تنطوى على ربح معقول جدا حتى في ظل الزيادة المنتظرة في أسعار الطاقة.

وأعلن هيكل تأسيس شركة في السعودية في الوقت الراهن تعمل في مجال التعدين، مشيراً إلى إن الطاقة الانتاجية للاسمنت في السعودية ستزيد 75 بالمائة في السنتين القادمتين وهذا يعني إن المعروض كبير وهناك اكتفاء ولذا قررنا أن ننظر إلى القطاعات الأكثر احتياجاً للطاقات الجديدة مثل قطاع التعدين.

وأضاف هيكل في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» انه على مستوى المنطقة فالقلعة لديها توسعات في الجزائر تشمل مصنعا للأسمنت بطاقة إنتاجية 3 ملايين طن سنويا وكذلك مصنعا في سورية باستثمارات 90 مليون دولار ونقيم مصنعاً في إثيوبيا بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن سنويا باستثمارات تبلغ 200 مليون دولار، وكذلك نقيم مصنعاً في ليبيا بطاقة إنتاجيه 3 ملايين طن سنويا فضلا عن مصنع كردستان العراق بطاقة إنتاجية 1.5 مليون طن سنويا.

وأضاف الدكتور احمد هيكل «أن القلعة استثمرت في خلال الثلاث سنوات الماضية نحو 8 مليارات دولار في العديد من المشروعات وتمثل مساهماتنا في ذلك نحو 3 مليارات دولار منها 55% أي نحو 1.7 مليار دولار قادمة من الخليج (خصوصاً السعودية والإمارات) حيث لدينا علاقات استثمارية قويه هناك وأضاف ان سياسة القلعة الاستثمارية تعتمد على الدخول بنحو 20% من قيمة الصفقة والباقي مساهمات معظمها من الخليج ـ حيث شركائنا الرئيسيين ـ كما أن لدينا استثمارات في الإمارات وقطر كذلك في مجال توزيع الغاز».

وحول تأثير أزمة أسواق المال العالمية على مصر والمنطقة قال الدكتور هيكل «إن التأثير ينصب كله من خلال صناديق الاستثمار العالمية العاملة في تلك الأسواق إذ ليس لنا علاقة مباشرة والى حد كبير بأزمة الرهن العقاري الأميركية لكن التأثير يتأتى وينتقل من خلال تلك الصناديق التي عادة ما تلجأ للبيع في مثل تلك الظروف وأستطيع القول بخصوص أسواق المال في منطقة الخليج العربي أن الصورة إيجابية فأسعار أسهم الشركات هناك رخيصة إلى حد ما ومعقولة خصوصاً في أسواق مثل السعودية التي هبطت خصوصاً ان أسعار البترول موجودة بما هي عليه الآن. وفيما يخص مصر لا أستطيع إنكار الدور الذي قامت بها تلك الصناديق فى الفترة الماضية فى تمويل زيادة رأسمال العديد من الشركات المصرية لتغطيه التوسعات».

وحول ما إذا كان من الوارد طرح حصة من مجموعة القلعة القابضة فى البورصة المصرية قال هيكل «إن الفكرة مطروحة ويتم بحثها ولكن لا اعتقد أن يتم ذلك خلال السنة والنصف القادمة وربما يحدث بعد ذلك». وأوضح الدكتور هيكل السبب الرئيسي وراء قيام القلعة ببيع «المصرية للأسمدة» لـ«أبراج كابيتال» الإماراتية في شهر يونيو (حزيران) الماضي رغم إن الشركة تحقق أرباحا قوية فقال «انه لم يكن هناك أي فرصة لزيادة التوسعات نظراًً لان الحكومة المصرية أوقفت إبرام عقود غاز جديدة لمشروعات الأسمدة فضلا عن أن سعر البيع كان جيدا (1.4 مليار دولار) وحقق أرباحاً رأسمالية كبيرة لنا وللمساهمين وما زال لدينا حصة في الشركة التابعة للمصريه للأسمدة في الجزائر بنسبه الثلثين وندخل حالياً في مزايدة على إنشاء مصنع للأسمدة في الجزائر.

وقال الدكتور هيكل «ستبدأ القلعة مطلع الشهر القادم في بناء مصفاة للنفط في مصر بتكلفة استثمارية تبلغ نحو 2.4 مليار دولار بمشاركة تبلغ نحو 70% لمستثمرين أفراد من السعودية والإمارات ـ رفض الكشف عن أسمائهم ـ وهو ما يعد اكبر استثمار خاص في مصر على الإطلاق وتم تأسيس شركة خاصة للمشروع برأسمال 550 مليون دولار ونعتزم زيادته أكثر من ذلك وسيتم تمويل باقي الصفقة من خلال قروض من بنوك عالمية ومحلية ويستغرق بناء المصفاة نحو 4 سنوات».