ما هي النوتة الموسيقية؟

سليمان محمد المنديل

TT

خلال هذا الصيف، وخلال توقفي عند تقاطعات شوارع الرياض الرئيسية، لاحظت أن لوحات الدعايات المنتشرة تروج لمنتج إحدى شركات الوجبات السريعة العالمية، وتذكر في الإعلان ان «الوجبة كاللحن لا ينسى» تساءلت في خاطري: هل راجع هذا الإعلان شخص يعرف البيئة المحلية؟ أم ان الإعلان قد ترجم كما ورد من الشركة العالمية، ونشر كما هو؟؟

ولكن قبل الرجوع للإعلان، دعوني أذكر تجربة شركة كوكاكولا، وهي التي تملك العلامة التجارية الأشهر، والأغلى في العالم.

قبل سنوات رأت إدارة شركة كوكاكولا ان الفارق بينها، وبين منافستها شركة بيبسي كولا بدأ يتقلص. ولذلك قررت الإدارة الاستثمار في منتج جديد صرفت على تطويره مئات الملايين من الدولارات، وصرفت مثلها على الدعاية والتسويق للمنتج، وطرح للجمهور تحت مسمى كـوك كلاسيك (Coke Classic) .

وكانت ردة فعل محبي المنتج الأصلي قوية، وعاصفة، وغاضبة، حيث رفضت أن يستخدم المنتج الجديد اسم الكلاسيكي، لأن المنتج الأصلي أولى بذلك الاسم، وقاطعت المنتج الجديد، واضطرت الشركة إلى سحب المنتج الجديد، واختفى رغم المبالغ التي صرفت على تطويره.

وأصبحت تلك الحالة تدرس في دروس التسويق، للتدليل على ان قدرة الشركات على صرف الملايين، لا يعني بالضرورة إرضاء المستهلك، أو معرفة نبض الشارع.

في السعودية صناعة الدعاية، والتسويق، والتشويق، هي جديدة لدينا، ولكنها نامية، وهذا من حظ المستهلك، لأنها تعني وجود عدة بدائل متاحة للمستهلك، وستجعل المنتجين، والمسوقين أكثر اهتماما بمتطلبات المستهلك، ولذلك سيستثمرون أكثر في الدعاية والإعلان.

وبالعودة إلى اللوحات الإعلانية المتعلقة بإعلانات الشركة العالمية في شوارع الرياض، فقد افترضت انه من الواضح ان الوكيل المحلي قد ترجم الإعلان المقترح من الشركة العالمية، بدون إبداء رأي، وانه لا يعرف البيئة المحلية كما يجب، وإلا كيف توصف الوجبة بـ«اللحن الذي لا ينسى» في بيئة لا تدّرس الموسيقى في مدارسها، بل هناك شريحة، قد نختلف على تقدير حجمها، ترفض وتحرم سماع الموسيقى، وكنت أظن انه كان يجب على الشركة المحلية، قبل نشر الاعلان، أن تعمل استفتاء بين زبائنها، وتسألهم ان كانوا يعرفون النوتة الموسيقية، وكان اعتقادي أن أغلب الزبائن، لا تعرف ما هي النوته الموسيقية. ولكن عندما سألت أصغر أبنائي عنها قال إنها (دو ري مي فا سول لا سي دو)، وعندها توقفت وسألت نفسي، هل يمكن أن تكون الشركة التي صممت الدعاية، على معرفة بجيلنا الجديد أكثر مما نعرفه نحن؟!! ربما، ولكنني مع ذلك سأكابر، وسأدعي أن الشركة قد جانبها الصواب في اختيار ذلك الإعلان.

[email protected]