الأسهم السعودية تسعى إلى استرداد مستوى 8000 نقطة بعد مغادرتها أمس

في ظل تقليص المؤشر خسارته بـ 68% بعد فقدانه 266 نقطة

TT

واصلت سوق الأسهم السعودية مسلسلها في نزف النقاط لليوم الثاني على التوالي والتي ابتدأته منذ تعاملات أول من أمس، ليدخل المؤشر العام مع افتتاح التعاملات أمس في تراجع قوي داخل فترة التداولات خسر من خلاله 266 نقطة تعادل 3.29 في المائة ليصل على مستوى 7807 نقاط بعد مرور 90 دقيقة من عمر التعاملات.

وبذلك سارعت أسهم أغلب الشركات إلى الهبوط الحاد الناجم من التدافع على البيع من قبل المتعاملين الذين هالهم حجم الهبوط لتتسابق أسهم الشركات إلى الانخفاض الذي أدى ببعضها إلى النسبة الدنيا، بعد أن لازم الهبوط أسهم الشركات القيادية والتي لم تُستثنى من موجة التراجعات التي اجتاحت السوق أمس. لكن في المقابل استطاع المؤشر العام أن يقلص الخسارة بمعدل 68 في المائة من مجمل النقاط السلبية بعد أن أغلق عند مستوى 7987 نقطة بانخفاض 85 نقطة تعادل 1 في المائة، لتساير المؤشرات المالية اتجاه السوق الهابط. حيث انخفضت كمية السهم المتداولة بنسبة 4.7 في المائة بعد أن سجلت 206.9 مليون سهم لتتراجع بذلك قيمة التعاملات بمعدل 24.5 في المائة مقارنة بقيمتها أول من أمس بعد أن خسرت 3 مليارات ريال (800 مليون دولار) إذ سجلت السيولة في تداولات الأمس مستوى 9.2 مليار ريال (2.45 مليار دولار). وتماشت حركة أسهم معظم الشركات مع أداء المؤشر العام في طريق تقليص الخسائر لتصل بعضها إلى حد المبالغة من الهبوط بنسبة فاقت 6 في المائة إلى الارتفاع بالنسبة القصوى كما حدث مع أسهم شركة فتيحي. إلا أن هناك أسهم 8 شركات لم تتمكن من التخلص من كابوس النسبة الدنيا الذي تملكها، 7 منها في قطاع التأمين. كما عانت أسهم شركة بدجت السعودية في تداولاتها لليوم الثاني من الانخفاض بالنسبة الدنيا مخالفتا بذلك عادة السوق في استقبال أسهم الشركات الجديدة وعلى وجه الخصوص في قطاع التأمين الذي أصبح في الوقت الحالي يقبع تحت وطأة الهبوط القوي بعروض دون طلبات نتيجة للارتفاعات القوية التي لحقت بهذا القطاع. ودفع ذلك المتعاملين من زيادة وتيرة التخوف في هذا القطاع بالتحديد وانعكس سلبا على مستوياته السعرية خلال اليومين الماضيين.

وبذلك تكون جميع قطاعات السوق قد لجأت للتراجع باستثناء القطاع الخدمي الذي ارتفع بنسبة طفيفة. إذ سجل قطاع التأمين أكبر خسارة على صعيد القطاعات بعد تراجعه بنسبة 5.2 في المائة يليه الاتصالات بـ 3.5 في المائة. لكن بالرغم من هذا التشاؤم في معظم حركة السوق أمس إلا أن آخر التعاملات كان لها الأثر الايجابي على التفاؤل في مساره أمس بعد أن أعطت السيولة التي تدفقت عند تدني الأسعار على السوق زخما جديدا يعطي المؤشر العام قدرة في العودة إلى منطقة 8000 نقطة التي تخلى عنها أمس بعد استقرار فوقها لمدة 10 أيام تداول.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام لسوق السهم السعودية تمكن من تحقيق قاعدة إعطاء النفس للتداولات بعد التراجع الذي حدث مع بداية تعاملات الأسبوع، مما يزيد من نسبة الطمأنينة في قدرة السوق على مواصلة الصعود في الفترات المقبلة.

وشدد الخالدي على أن تنازل السوق عن مستوى 8000 نقطة تعد مؤشر سلبي ينعكس على نفسيات المتداولين لكنه في المقابل يرى أن هذه المستويات يمكن تداركها في تداولات اليوم خصوصا، كسرها كان بكميات قليلة مقارنة في تعاملات الأسبوع الماضي. كما علق خالد الفهاد مراقب لتعاملات السوق، على أهمية الرجوع فوق حاجز 8000 نقطة بقوله «لا بد أن يكون استرجاع هذه المستويات من قبل السوق بسعة حتى لا تتأزم الأمور من ناحية نفسية لدى المتعاملين، خصوصا مع التزام شركات قطاع التأمين بالنسبة الدنيا والذي يزيد من هذا التخوف».