«إم تي سي» الكويتية تتوجه لاستثمار ملياري دولار في سوق الاتصالات السعودية

بعد حصولها على الرخصة الثالثة للهاتف الجوال.. تحول علامتها التجارية إلى «زين»

TT

أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات المتنقلة الكويتية (إم تي سي) سعد البراك، التي باتت تعرف منذ أمس باسمها الجديد (زين)، أن مجموعته تنتظر تحديد هيئة سوق المال السعودية موعدا لتحديد الاكتتاب العام في أسهم الشركة التي سيتم تأسيسها في السعودية لتكون المشغل الثالث لخدمات الاتصالات المحمولة.

وتوقع البراك خلال مؤتمر صحافي عقدته المجموعة في العاصمة البحرينية المنامة امس لتدشين شعارها واسمها الجديد «زين»، أن يتم تحديد الموعد بعد شهر رمضان الذي يتوقع أن يدخل الخميس المقبل.

وكانت المجموعة قد فازت في يوليو (تموز) الماضي بعقد التشغيل الثالث للهاتف الجوال في السعودية. وتوقع البراك أن يبدأ التشغيل في شهر مارس (آذار) المقبل، تحت المسمى الجديد «زين».

وقال البراك إن السوق السعودية سوق كبير والمنافسة فيه صعبة وقاسية، وقال إن شركته لن تسعى لـ «حرب أسعار» مع الشركتين العاملتين في السوق وهما شركة الاتصالات السعودية واتحاد اتصالات «موبايلي».

في حين قال لـ «الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لشركة إم تي سي السعودية الدكتور مروان الأحمدي، ان الشركة ستستثمر1.3 الى 2 مليار دولار (4.87 – 7.5 مليار ريال) في السوق السعودية خلال السنوات الثلاث المقبلة، متوقعاً ان تحوز الشركة الجديدة في هذا السوق على حصة وافرة.

وبين أن تقديرات مراقبي السوق تشير إلى أن سوق الاتصالات السعودي من اكثر الأسواق نمواً حيث بلغ عدد المشتركين العام الماضي نحو 19 مليون مشترك، وبلغت عائدات سوق الاتصالات نحو 10 مليارات دولار، مفيدا أن تقديرات تشير الى أن السوق سيسجل نمواً في السنوات الخمس المقبلة حتى العام 2012 بنسبة 134 بالمائة.

كانت أم تي سي قدمت في نهاية يونيو (حزيران) الماضي 4.88 مليار دولار (18.33 مليار ريال) للحكومة السعودية تعادل 80 في المائة من قيمة الرخصة الثالثة لتشغيل الهاتف الجوال فيما المتبقي والبالغ 1.22 مليار دولار (4.58 مليار ريال) سيتم دفعه بعد انتهاء إجراءات تسجيل الشركة.

وكانت مصادر مصرفية قالت الأسبوع الماضي إن شركة الاتصالات المتنقلة «ام.تي.سي» وقعت على قرضين إسلاميين مجمعين قيمتهما الإجمالية 7.39 مليار دولار في عملية رتبتها بنوك بي.ان.بي باريبا وكاليون وسيتي جروب ومجموعة سامبا المالية. ووقعت ام.تي.سي على تسهيل مرابحة لأجل عامين بقيمة 18.328 مليار ريال (4.89 مليار دولار) لتمويل الرخصة التي فازت بها لتشغيل ثالث شبكة لاتصالات الهاتف الجوال في السعودية. كما أبرمت قرض مرابحة لأجل عامين بقيمة 2.5 مليار دولار يستخدم لإعادة تمويل تسهيل مرابحة سابق بقيمة 1.2 مليار دولار وقعته الشركة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي الى جانب أغراض التمويل العامة للشركة. وهنا عاد البراك مرة أخرى، ليعطي بعض الإحصائيات حول مجموعته، موضحا أن «زين» تغطي نحو 15 مليون كيلومتر مربع وهي تعتبر رابع أكبر شركة في العالم من حيث التغطية الجغرافية، ويبلغ عدد عملائها 32 مليون عميل، ويعمل في المجموعة 14 الف شخص.

وأضاف أن عدد المكالمات التي أجراها عملاؤها تبلغ نحو 120 مليون مكالمة يومياً، فيما تبلغ القيمة السوقية للمجموعة 30 مليار دولار، وإيراداتها العام الجاري 6.5 مليار دولار، في حين حققت أرباحا بلغت مليار دولار.

وستنتظم تحت مظلة العلامة التجارية الجديدة للمجموعة «زين» جميع شركاتها بعلامة تجارية موحدة، بالتزامن مع اعتماد الهوية الجديدة لشركاتها في أسواق الكويت والأردن والبحرين والسودان.

وقال البراك في المؤتمر الصحافي إن مجموعته ستتحول بالكامل الى شركة عالمية دون الحاجة للتحالف مع شركات أخرى، لكنه لم يستبعد أن تستحوذ المجموعة على حصص أو شركات أخرى في السوق.

وأبان ان حصول المجموعة على رخصة العمل في العراق لتصبح الشركة الثالثة المزودة للخدمة هناك يجعلها تزيد من حجم أعمالها في المنطقة، مشيراً إلى أن المجموعة تسعى لتقديم خدمة الشبكة الواحدة لعملائها في العراق والأردن، كما تخطط شركته أيضا لتقديم الخدمة ذاتها لعملائها في البحرين والسعودية، وهي خدمة تقدمها المجموعة حالياً في ست دول من القارة الافريقية.

وكانت المجموعة قد وحدّت عملياتها تحت اسم «سلتل» حالياً عبر حدود ست دول أفريقية هي جمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية والغابون وكينيا وتنزانيا وأوغندا، وذلك في إطار «الشبكة الواحدة» للاتصالات المتنقلة التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم. وتسمح «الشبكة الواحدة» لعملاء «سلتل» من أصحاب الخدمات المسبقة الدفع وآجلة الدفع على السواء بالتحرك بكل حرية عبر الحدود الجغرافية في هذه الدول الست من دون الالتزام بدفع تكاليف التجوال أو تكاليف تلقي المكالمات. ويحصل العملاء على الخدمات ذاتها التي يتمتعون بها في بلدهم الأم، كتحويل الرصيد للعملاء في خدمة الدفع المسبق. ويتم تشغيل الشبكة الواحدة آليا عند عبور الحدود في أي من الدول الست من دون الحاجة لأي تسجيل مسبق أو رسوم.

وقال البراك إن مجموعة «زين» تستحوذ حالياً على 65 بالمائة من حجم السوق في الكويت، واستبعد أن تحصل المجموعة على رخصة للعمل في قطر، مرجعا السبب لوجود شركات منافسة تقدم للعطاء باستراتيجية الشيك المفتوح، مضيفاً أن هذه ليست استراتيجية مجموعة الاتصالات المتنقلة. وذكرت المجموعة في بيان صحافي أن الهوية الجديدة التي ستطل بها على العالم بدأت رسميا في هذه الأسواق والتي تعمل فيها حاليا وهي الكويت والبحرين وكانت تعمل فيها تحت العلامة التجارية «إم تي سي- فودافون» والأردن تحت العلامة التجارية «فاست لينك» والسودان تحت علامة «موبي تيل». وأشارت المجموعة في بيانها الى أنها ستعمل على استكمال كامل عملية التحول لجميع شركاتها إلى الهوية الجديدة «زين» في سائر الأسواق التي تعمل فيها في المستقبل القريب.

وقال سعد البراك إن اعتماد المجموعة للعلامة التجارية الجديدة «تكون قد أسست منصة إطلاق قوية نحو بناء كيان قوي من شركاتها المنتشرة في 21 دولة في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، وهي بذلك تعمل في ذات الوقت على تحقيق هدفها الرئيسي الأول وهو خدمة العملاء بالصورة التي ترضي رغباتهم وطموحاتهم».

وكشف البراك أن المجموعة أرادات من اختيار «زين» أن تجسد للعملاء «عالما رائعا، يحتوي على الطاقة والإلهام والتنوّع ليتمتع به عملاء المجموعة وموظفوها ومساهموها».

وأضاف أن «ألوان الشعار الجديد تعكس حيويّة المجموعة وجرأتها ونضارتها، بينما تشكّل الحركة الالتفافية للألوان هالة من النمو والتقدّم والتنوع وهي عناصر أساسية لحياة الناس والأفراد».

وأوضح البراك أن الهوية الجديدة نتاج ثمرة تعاون مع شركات استشارية رائدة ووكالات إعلان عالمية، وكلمة «زين» في اللغة العربية تعني «جميل وجيد ورائع»، وهي متأصلة في ثقافة الشرق الأوسط. و«زين» كلمة بسيطة وجذابة وسهلة النطق بجميع اللغات، وقد اختير الاسم من بين لائحة ضمت أكثر من 400 مقترح بعد دراسة معمقة وشاملة أيدت جاذبيتها العالمية. وأضاف البراك «سيكون للهوية العالمية الجديدة وقع إيجابي للغاية على عملائنا، الذين سيستفيدون من خدمات فعّالة وممتازة وعالية الجودة أينما أقاموا أو تجولوا في الشرق الأوسط وأفريقيا، والعالم لاحقاً، خصوصا أن المجموعة ستستمر في توسيع نطاق عملياتها، وسيستفيد العملاء من المنتجات والخدمات الموحدة، المتوفرة حالياً والتي ستطرح في المستقبل».