سوق الأسهم السعودية تدخل مساراً جانبياً مع انتظار تأكيد الاتجاه

مع صلابة الحاجز النفسي 8000 وقوة دعم 7900 نقطة

TT

تفاوت أداء سوق الأسهم السعودية في تعاملات أيام الأسبوع الحالي بين الارتفاع تارة والانخفاض تارة أخرى. حيث تمكن المؤشر العام أمس من تقليص 77 في المائة من الخسارة التي لحقت بالسوق في تداولات أول من أمس، والتي بدورها كانت قد قلصت مستوى الأرباح المحقق في تعاملات السبت الماضي.

ويبرز هذا التردد في الصعود مع وقوف المؤشر العام على مشارف منطقة نفسية، تؤدي إلى تعاظم حجم البيوع مع كل محاولة للسوق في اختراق هذه المنطقة بعد المحاولة الثالثة التي قامت بها أمس للوصول إلى مستوى 8000 نقطة لتخفق عن ملامستها بعد أن وقفت في أعلى مستوى محقق في تعاملاتها عند مستوى 7980 نقطة.

ومع تأكيد هذا المستوى النفسي لصلابته إلا أنه بالمقابل تظهر في سطح التعاملات قوة منافسة تتمثل في مستوى 7900 نقطة والتي أثبتت أنها مستويات دعم مهمة داخل فترة التداولات، والتي أعطت ثقة أكبر لحركة المؤشر العام خلال تراجعاته في مشواره الفاشل للوصول إلى الخانة السعرية الجديدة.

حيث كشفت هذه المستويات عن رغبة في إلزام المؤشر العام ليس على اختراق مستوى 8000 نقطة بل على الأقل للثبات فوق مستوى 7900 نقطة والذي نتج عنه استقرار السوق فوق هذه المستويات لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي يعكس وقوع السوق في مسار جانبي ضيق بين مستوى 7910 و7980 نقطة تقريبا. هذا النطاق الأفقي أدى إلى تعزيز سلوك المضاربة لدى المتعاملين، إذ تنافست أسهم بعض الشركات على تحقيق النسبة القصوى في التداولات، ليأتي يوم جديد لتبحث شركة أخرى عن نصيبها من النسب العليا، هذا المسار الذي يكشف عن الحيرة التي تسيطر على المتداولين حول الاتجاه المتوقع للسوق، بين إغراء الأسعار والتخوفات من الهبوط الذي يردده البعض.

ويبقى على المتعاملين ترقب أداء السوق مع كل تعاملات جديدة ليحسم المؤشر الموضوع بتوضيح اتجاهه الحقيقي، فباختراق المستوى الأعلى للنطاق الأفقي تكون السوق أكدت على خروجها من المسار الجانبي وتنوي مواصلة البحث عن مستويات أعلى أو التراجع عن مستوى 7900 نقطة يعني الرجوع إلى مستوى الدعم السابق المتمثل في 7800 نقطة. هذا التحرك دفع أسهم بعض الشركات إلى التحرك حسب رغبة المضارب من دون النظر إلى اتجاه المؤشر العام في حالة تراجعه، بينما عند أي اخضرار للسوق تتهافت أسهم الشركات على الارتفاع والتسابق على تحقيق أعلى نسبة صعود على الأقل داخل فترة التداولات. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية يعيش في اتجاه أفقي يحاول من خلاله كسب ثقة المتعاملين لجذب سيولة أقوى تدفع التداولات إلى مواصلة الصعود الذي يجبر مستوى 8000 نقطة للرضوخ لرغبات المؤشر العام الذي يحاول بإصرار الوصول إليها.

ويؤكد السعيد على أن السوق لا تملك أي مبرر للهبوط خصوصا على المدى المتوسط والبعيد الأمر الذي يدفع السيولة إلى الدخول والذي يحجب المؤشر العام عن تحقيق مستويات دنيا جديدة، وعلى وجه الخصوص في أسهم الشركات التي لم تتماش مع تحرك السوق في الفترة الماضية والتي يعتبرها المضاربين تمثل فرصتين للمضاربة في حال الاستمرار الحالي أو الاستثمار في حال التراجع أو الارتفاع. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» علي السنيدي مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تعوم في موجة مضاربية في ظل ثبات المؤشر العام عند هذه المستويات مع استقبال السوق لتداولات شهر رمضان المبارك، والذي يتخوف البعض من أن تكون دافعا إلى خمول التداولات، مفيدا أن توقيت فترة التعاملات له دور في صرف رغبة المتداولين للبقاء داخل السوق.