موجودات الذهب لدى السعوديات بقيمة 4 مليارات دولار.. وجدة الأولى في المبيعات

رئيس مجلس إدارة مجموعة غسان النمر لـ«الشرق الأوسط» : سنطرح 30 % للاكتتاب العام وسننشئ 6 مصانع جديدة

استفادت مصانع الذهب من إقبال النساء على اقتناء المجوهرات («الشرق الأوسط»)
TT

قدر غسان النمر المستثمر في مجال الذهب في السوق السعودية القيمة النقدية لمخزون الذهب لدى النساء السعوديات ما بين 10 و15 مليار ريال (2.66 و4 مليارات دولار).

وأكد النمر الذي يشغل رئيس مجلس إدارة مجموعة غسان النمر وعضو لجنة الذهب في الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية في السعودية أنه إذا تم استغلال مخزون الذهب لدى النساء السعوديات حاليا لأصبحت المملكة قوة اقتصادية ضاربة. واستشهد بمقوله لمحلل اقتصادي انجليزي عن الهند قال فيها «لو خرج مخزون الذهب والمجوهرات في الهند، لأصبحت الهند أقوى قوه اقتصاديه في العالم»، مشيرا إلى أن هذه المقولة تنطبق على السعودية. وقدر حجم استهلاك السوق السعودي من الذهب سنوياً بنحو 180 طناً، مفيدا أن مجموعته تنتج 35 في المائة في داخل السعودية، وتصدر من الناتج المحلي 6 في المائة، مشيرا إلى أن جدة تأتي في المرتبة الأولى من حيث استهلاك الذهب والمجوهرات والمصوغات الذهبية. وأرجع ذلك إلى توافد أعداد كثيرة من الزوار لهذه المدينة خصوصا في موسمي الحج والعمرة، بحكم أنها بوابة الحرمين، تليها الرياض للكثافة السكانية والقدرة الشرائية العالية، فالمنطقة الشرقية في المرتبة الثالثة.

وحمل النمر في حوار مع «الشرق الأوسط" جهات حكومية عدم تقدم أية تسهيلات لتنظيم معارض متخصصة في مجال الذهب والمجوهرات، مفيدا أن المعارض الحالية تكاد تكون معدومة بحكم البيروقراطية وعدم وضوح الرؤيا، مبينا أن إقامة المعارض تفتح آفاق واسعة أمام المصنعين والمستثمرين على مستوى العالم، وتسلط الضوء على السوق السعودي. وكشف النمر أن مجموعته في طور التحول الى مساهمة عامة، مفيدا أنه توجد دراسات اقتصادية بهذا الشأن وانه سيتم طرح 30 في المائة من اسهم المجموعة للاكتتاب العام المقبل 2008.

وذكر أن مجموعته التجارية لها استثمارات في عدد من القطاعات التجارية والصناعية، وتتركز أعمالها في تجارة الذهب والمجوهرات والعقارات، كاشفا أنهم بصدد إنشاء شركه خاصة لحماية المعدن الثمين رأس مالها يفوق 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار) مركزها الرئيسي في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى إنشاء 6 مصانع للذهب في داخل السعودية خلال الثلاث السنوات المقبلة. وأبان النمر أن هناك عدد من الاستثمارات الخارجية للمجموعة تتمثل في استثمارات عقارية، وإنشاء مصانع في دول شرق آسيا، مشيرا إلى أن حجم هذه الاستثمارات يتجاوز 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، موضحا أن استثمارات مجموعته في سوق الذهب تتجاوز ملياري ريال (533.3 مليون دولار).

وقال النمر إنه سيدخل مساهمون استراتيجيون في المجموعة وشركاء أجانب في عدة مجالات، مبينا أنهم يبحثون عن شركاء ذوي خبرات متراكمة، عادا عدم وفرة العمالة المتدربة بأنه من ابرز المعوقات التي تواجه مجموعته وهذا ما دفعهم للاستيراد من الخارج ـ بحسب وصفه.

وحول مجمع الدمام سنتر والذي خصص ليكون مجمعا تجاريا لمحلات الذهب والمجوهرات لكنه تم إغلاقه، أكد النمر أن هناك عدة عوامل ساهمت في فشل المشروع، منها: التأخر الذي صاحب عملية تنفيذ المشروع، والمشاكل الإدارية، وتسليم المحلات بطريقة عشوائية. وأضاف أن المساهمين ساهموا في فشل المشروع بسبب أمور شخصية، مرجعا المسؤولية الكبيرة في الفشل إلى التجار وعدم اتفاقهم مع البعض، دون أن يعطي تفاصيل حيال ذلك.

وعرج عضو لجنة الذهب في غرفة الشرقية إلى أن القطاع الخاص السعودي لا زال يعيش مراحل النمو في قطاع الذهب والمجوهرات, ولا يمكنه الدخول إلى الأسواق العالمية كمنافس لعدة أسباب أبرزها سوء التنظيم الداخلي في عدم وجود عماله متدربة بشكل جيد، إضافة إلى معوقات التصدير الى الأسواق العالمية، ومطالبا بإيجاد مناخ عملي وإعادة سياسة الهيكلة والابتعاد عن البيروقراطية.

وتوقع النمر أن يستعيد سوق الذهب السعودي عافيته، بعد تراجع طفيف لحجم المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنحو 3 أطنان من الذهب، في حين وصل منذ مطلع العام سعر الأونصة الذهبية لمستويات قياسية حيث لامس 680 دولاراً للأونصة، ومنذ عام 2005 والذهب يعاني من هبوط كبير في التصدير والإنتاج بحوالي 30 في المائة مقارنة في الأعوام السابقة.

وأعاد السبب إلى ارتفاع الذهب بشكل جنوني وانخفاض البورصة السعودية في المشتريات متوقعا أن يرتفع السوق نهاية السنة بنسبة 10 في المائة عن الأعوام السابقة، سيما إن السعودية تعتبر الدولة الرابعة في الاستهلاك، موضحا أن الدول التي كان يتم استيراد الذهب منهم يتم حاليا التصدير لهم عادا ذلك بأنه دليل على إن المستقبل واعد للسوق السعودي.

وحول توظيف المرأة، ذكر النمر أنهم أنشاوا مصنع الكوثر النسائي ليكون من أوائل المصانع السعودية في هذا المجال، مفيدا أنه تم اختيار 155 فتاة من أصل 11 ألف فتاة تقدمن للعمل، موضحا أنهن يشرفن على المصنع وعلى خطوط إنتاجه وتوظيفهن تم بالتنسيق مع صندوق تنمية الموارد البشرية وبرنامج الأمير محمد بن فهد لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي.

وكشف عن نيتهم إنشاء مصنعين نسائيين، الأول متخصص في تصميم وتغليف الهدايا والتحف والآخر في تصميم الموازاييك والفسيفساء، وسيكون مقر المصنعين النسائيين في المنطقتين الصناعيتين الأولى والثانية في الدمام. وأرجع فكرة إنشاء المصنعين للاستفادة من الطاقات النسائية وتوظيف مواهب الفتيات الراغبات في العمل، ورفع الإنتاج الصناعي، والحد من هدر الطاقات النسائية، وتشجيع الصناعة الوطنية.