للأسبوع الثاني.. الأسهم السعودية تتمسك بالتراجع بخسارة 45 نقطة

مع هبوط المؤشر العام 5% في تعاملات سبتمبر

TT

تمسكت سوق الأسهم السعودية في التراجع للأسبوع الثاني على التوالي، بعد أن فقدت مع إغلاق هذا الأسبوع 45 نقطة تعادل 0.58 في المائة، مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي الذي كان عند مستوى 7853 نقطة، ولكن بأقل حدة عن الأسبوع السابق والتي هبط فيه المؤشر العام 373 نقطة بنسبة 4.5 في المائة.

وجاءت هذه النتائج بعد توديع السوق أمس للأسبوع الثاني من الشهر، تعاملات الشهر الجاري، لتنهي تداولاتها أمس عند مستوى 7807 نقاط بارتفاع طفيف بلغ 8 نقاط فقط عبر تداول 175.8 مليون سهم بقيمة 7.4 مليار ريال (1.97 مليار دولار). لكن رغم الارتفاع المتواضع، إلا أن المؤشر العام استطاع تعويض مجمل الخسائر المتحققة داخل تعاملات أمس، بعد أن لامست السوق مستوى 7726 نقطة متراجعة 73 نقطة بمعدل0.9 في المائة.

وتتضح انعكاسات التراجع التي اعترت المؤشر العام منذ بداية تداولات سبتمبر (أيلول) بالمقارنة مع إغلاق الشهر الماضي، حيث خسرت السوق 419 نقطة تعادل 5.09 في المائة مقارنة بإغلاق أغسطس (أب) الماضي، الذي كان عند مستوى 8226 نقطة.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد العنقري خبير استثماري، إلى أن ما تعكسه مجريات تعاملات سوق الأسهم السعودية في الآونة الأخيرة من تذبذب في الأداء، يأتي في سياق أهداف تتعلق بتصحيح الموجة الأخيرة التي قادت المؤشر العام من مستوى إعادة فحص القاع 6777 نقطة إلى مستوى 8310 نقطة، مفيدا بأن آخر مراحل الهبوط تكون مليئة بالتذبذبات التي تعطي إيحاء بأن الهبوط مستمر. وأفاد العنقري بأن التذبذب الحالي، يهدف أيضا إلى اختبار المتداولين الذين ما زالوا محتفظين بأسهمهم ومتمسكين برأي البقاء في السوق، مضيفا أن الموجة الرئيسية الصاعدة للسوق لم تنته بعد، إذ أن ما يحدث هو مرحلة تأتي ضمن مراحل موجات الارتفاع، حيث يلاحظ تقلص التداولات بشكل كبير مما يعني أن عدد البائعين تقلص جدا. وأكد العنقري على أهمية وعي المتعاملين بأن هذه المرحلة تتميز بإعادة توزيع المحافظ من جديد تزامنا مع اقتراب نتائج الربع الثالث، وبالتالي الوصول أسرع إلى نتائج العام ككل، موضحا أن هذا الاقتراب يدفع المحافظ لمحاولة التمركز بأسهم الشركات القوية ماليا وذات النمو مهما كان حجمها للاستفادة من توزيعاتها النقدية. ويصف الخبير الاستثماري ما يحدث حاليا في تعاملات السوق بأنه عبارة عن ضغط متعمد على المؤشر العام من خلال أسهم الشركات القيادية فقط، بينما يلاحظ أن أسهم الكثير من الشركات الجيدة ترتفع أو على الأقل تتماسك سعريا. وبين أن أسهم بعض تلك الشركات حققت أسعارا جديدة نتيجة قوة السيولة الداخلة عليها والناتج عن رغبة المحافظ الكبيرة في زيادة الكميات بمتوسطات سعرية منخفضة.

وأوضح العنقري أن السوق من ناحية مالية تبقى بمستويات مغرية جدا، ولا يوجد ما يستدعي القلق، خصوصا أن النمو المنتظر في النتائج المقبلة سوف تأتي أكبر من التوقعات وعلى وجه الخصوص على النتائج النهائية للعام التي أشارت إليها النتائج النصفية الماضية.

ويستدل الخبير على قوة وجاذبية السوق حاليا بالسيولة التي كانت قليلة قياسا بالأسابيع الماضية، التي دفعت المؤشر للارتداد من مناطق نقطية قوية كدليل على دخول سيولة من محافظ كبيرة، مما يعطي الارتداد دعما قويا من قبل السيولة الاستثمارية، مضيفا أن الدلائل الأخرى التي تشاهد إقفال أسهم إحدى الشركات التي تصنف من فئة الأحجام الكبيرة على النسبة القصوى. ويأمل العنقري أن تكون تعاملات الأسبوع المقبل مع تداولات شهر رمضان المبارك، نقطة تحول بالسوق للأفضل، والذي يعتبر فرصة كبيرة جدا، خصوصا أن أي قرار بتخفيض سعر الفائدة سينعكس إيجابا على السوق بسبب الرفع من نسبة العائد للاستثمار بالسوق، قياسا بسعر الفائدة، مفيدا بأن سعر الفائدة لن يقف عند حدوده الحالية بل سيستمر حتى يعطي أثرا فاعلا بالاقتصاد الأميركي. في المقابل يرى أحمد الحميدي مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تأثرت سلبا مع استقبال السوق لشهر رمضان المبارك، التي تزامنت مع رغبة بعض المتداولين في التخلص من بعض الأسهم بهدف توفير السيولة التي هم بأمس الحاجة لها مع متطلبات الشهر الجديد وبداية العام الدراسي.

وأضاف الحميدي، أن ما جرى على تعاملات أسهم شركة اتحاد الخليج أول من أمس، أعطى إشارة واضحة على تردي مسيرة قطاع التأمين، الذي يعاني حاليا من استمرار التراجع الحاد لأسهم بعض شركاته، مفيدا بأن الإدراجات الجديدة المنتظرة لهذا القطاع تعتبر من حوافز إنعاشه بعد تدهوره في التعاملات الأخيرة.