الارتفاعات غير المقنعة تجبر سوق الأسهم السعودية على التراجع

على الرغم من انفلات أسهم بعض الشركات من زمام المؤشر العام

TT

عادت سوق الأسهم السعودية للتراجع أمس، بعد أن تمسكت بالارتفاع الطفيف في التعاملات الأخيرة بداية من الأربعاء الماضي، والتي كان فيها المؤشر العام يعكس ضعفا في الحركة، بصعود لم يتجاوز 9 نقاط في اليوم الواحد، مع انخفاض قيمة التعاملات التي تنازلت عن حاجز 5 مليارات ريال أول من أمس لأول مرة منذ أكثر من شهرين. وبالتالي جاءت تعاملات الأمس، كنتيجة طبيعية، لتدفع السوق للبحث عن مستويات تكون جاذبة السيولة، وتغري المحافظ على الدخول، لإنعاش حركة التعاملات اليومية، التي تعكس نوعا من الخمول تزامنا مع دخول السوق في تعاملات شهر رمضان الفضيل، لربما تكون المستويات السعرية لأسهم شركات السوق أكثر إغراء، من النظر لتوقيت الشراء، واحتمالات الهبوط.

في المقابل، ظهر الاتجاه العكسي بين أسهم شركات قطاع التأمين، والمؤشر العام، حيث اتضح هذا التباين منذ تعاملات أول من أمس والتي عانت فيه أسهم جميع شركات التأمين من التراجع في ظل ارتفاع المؤشر 9 نقاط، ليعزز سيناريو التعاملات أمس هذه الظاهرة بعد، ارتفاع أسهم معظم شركات التأمين، مع تراجع المؤشر العام.

وكان الأداء الذي أظهرته أسهم شركات التأمين أمس، ينبئ عن مدى قناعة المتداولين بهذه الأسعار الحالية، ولو على سبيل المضاربة، خصوصا بعد أن عانت هذا الأسهم من التراجعات الحادة والتي أفقدتها معظم مكاسبها الماضية. إذ تمكنت أغلب أسهم التأمين من الارتداد من مناطق سعرية اقتربت فيها من النسب الدنيا، لتذهب إلى ارتفاعات جيدة. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7773 نقطة بانخفاض 44 نقطة تعادل 0.56 في المائة، عبر تداول 110.3 مليون سهم بقيمة 5.3 مليار ريال (1.44 مليار دولار)، لتتماشى حركة القطاعات مع اتجاه المؤشر العام، بعد أن انخفضت جميع القطاعات باستثناء قطاع التأمين المرتفع بمعدل 2.4 في المائة واستقرار قطاع الكهرباء. وعلى صعيد إغلاقات المؤشر العام، فإن السوق أنهت تعاملاتها أمس عند مستويات لم تغلق عندها منذ تراجع السوق في بداية الشهر الجاري، بعد ملامسة القمة المتمثلة في مستوى 8310 نقاط، إذ كان مستوى 7799 نقطة، هو الأدنى لتكون مستويات الأمس كأدنى جديد على صعيد الإغلاقات.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، رغم التراجع الذي أصابه في تعاملات الأمس إلا أنه بالنظر إلى تحركات السوق في الأيام الأخيرة، يلاحظ زيارة المؤشر لمستوياته الحالية في تداولات الأربعاء الماضي، بعد ملامسته لمستوى 7728 نقطة، والتي حقق بعد ملامستها ارتدادا دفع السوق للإغلاق فوق مستوى الدعم عند مستوى 7800 نقطة.

وأفاد الخالدي أن الهبوط الحالي يعتبر ضمن مسار معتاد داخل نقاط ليست جديدة، مفيدا أن هذا السلوك يأتي كمحاولة من المؤشر العام لاختبار مستويات الدعم. ويضيف المحلل الفني أن أي تنازل عن مستوى 7728 نقطة تعد نتيجة لفشل السوق في الاستقرار فوق مستويات الدعم وبحثها عن منطقة دعم أخرى يتمثل أولها في مستوى 7620 نقطة. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية عاكسة نوعا ما حركة المؤشر العام، مفيدا أن هذا السلوك غالبا ما ينبئ عن بداية خروج أسهم الشركات عن فلك المؤشر العام الذي يتحكم فيه عدد قليل من الشركات.

وأضاف أن المؤشر العام يخضع لحركة الأسهم القيادية وبمجرد فتح الطريق للأسهم الأخرى في الحركة، يكون النظر لأسهم الشركة بعيدا عن اتجاهات السوق.

ويرى السالم أن تخلص أسهم الشركات الأخرى من هيمنت الأسهم القيادية، يعني بداية عودة الثقة للسوق، وبداية التركيز على أسهم معينة بغض النظر عن أي مؤثرات تنال من حركة السوق، موضحا أن هذا السلوك اتضح سابقا قبل دخول السوق في موجة الارتفاع الحالية.