الإسترليني يتراجع والأسهم الأوروبية تهوي بسبب مشاكل «نورذرن روك»

تواصل طوابير المودعين .. والحكومة البريطانية تدعو الى الهدوء

TT

قال اليستير دارلنغ وزير المالية البريطاني امس الاثنين، ان السلطات ستبحث كل الخيارات في سعيها لحل أزمة بنك «نورذرن روك» للقروض العقارية، موجها نداء جديدا للمدخرين المودعين في بنك «نورذرن روك» دعاهم فيه الى الهدوء، بينما كانت طوابير الانتظار طويلة صباحا أمام فروع البنك لليوم الثالث على التوالي.

وأضاف الوزير في حديث مع راديو هيئة الاذاعة البريطانية، أن المودعين في نورذرن روك يمكنهم سحب أموالهم إذا شاءوا.

وقدرت صحف بريطانية أن المودعين سحبوا خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين نحو 2 مليار جنيه استرليني (4 مليارات دولار)، وقدرت أن يرتفع عدد الأموال المسحوبة من قبل المودعين الى 12 مليار جنيه استرليني (24 مليار دولار) أي نصف الودائع الموجودة لدى البنك.

ونقلت رويترز عن دارلنغ، قوله «أدرس كل خيار متاح. وما أود أن أقوله للناس في الوقت الحالي هو ان بوسعهم سحب أموالهم من نورذرن روك اذا كان هذا ما يريدونه».

وهوت أسهم نورذرن روك بنسبة 34 في المائة في المعاملات الصباحية، امس، لتزيد الضغوط على ادارة البنك والسلطات المالية.

وكانت أسهم البنك قد فقدت نحو ثلث قيمتها يوم الجمعة الماضي بعد أن أصدر تحذيرا من أنه يتوقع أن تتأثر الارباح بالمشاكل الائتمانية التي تواجهها الصناعة المصرفية، واعترف بأنه اضطر الى الاقتراض من بنك انجلترا المركزي.

وتراجعت قيمة المجموعة في البورصة الى 1.27 مليار جنيه استرليني (1.83 مليار يورو).

وقال دارلنغ انه سيبحث الأزمة التي تعاني منها أسواق الائتمان العالمية مع وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون في وقت لاحق من اليوم، لكنه شدد على أن الاقتصاد البريطاني قوي بما يكفي لتحمل العاصفة. وأضاف «أساس المشكلة في الاسواق العالمية وفي أميركا بصفة خاصة. أما في بريطانيا فوضعنا الاساسي هو أن لدينا اقتصادا قويا وأسعار فائدة منخفضة وتضخما منخفضا وهو ما لم نشهده في الماضي وسينفعنا».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دارلنغ، قوله لمحطة «جي ام تي في» التلفزيونية «ان همي هو العمل على إبقاء النظام المصرفي مستقرا، وان يتمكن الناس من الوثوق فيه (..) ولهذا السبب قلت ان بنك انجلترا يمكنه ارجاع الاموال المتوافرة لبنك نورذرن روك وتحديدا لتمكين الناس الذين يرغبون في سحب اموالهم من القيام بذلك».

وتهافت مئات الاشخاص في وقت مبكر من صباح أمس امام فروع البنك في كل ارجاء البلاد لسحب مدخراتهم كما فعلوا الجمعة والسبت الماضيين.

وفتحت صناديق البنك قبل موعدها المحدد بساعة، اي عند الساعة الثامنة (السابعة بتوقيت غرينيتش).

من جهة أخرى، واصلت الأسهم الاوروبية انخفاضها في المعاملات الصباحية امس الاثنين؛ إذ أثر هبوط حاد من جديد لأسهم بنك نورذرن روك البريطاني للإقراض العقاري سلبا على أسهم القطاع المالي، بينما تزايد قلق المستثمرين على توقعاتهم لأرباح البنوك.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 1.4 في المائة ليصل الى 1485.85 نقطة. وكان المؤشر قد انخفض بنسبة 1.1 في المائة يوم الجمعة الماضي. ويشعر المستثمرون بالقلق أيضا قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) الذي يتوقع على نطاق واسع أن يقرر خفض أسعار الفائدة للمرة الاولى منذ أكثر من أربع سنوات للحيلولة دون تأثر النمو الاقتصادي باضطرابات الاسواق المالية.

وانخفض مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 1.5 في المائة ومؤشر داكس الالماني بنسبة 0.6 في المائة ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.4 في المائة.

ومن أبرز الاسهم الهابطة رويال بنك أوف سكوتلند الذي انخفض 5.2 في المائة وبنك اتش.بي.أو.اس المنافس لنورذرن روك والذي انخفض 4.7 في المائة وكذلك بنك باركليز الذي هبط 3.7 في المائة. وقال المحللون لدى مؤسسة بير ستيرنز في تقرير «الاسواق الاوروبية ما زالت تحت تأثير الاحداث التي أحاطت بقطاع البنوك في بريطانيا وما اذا كان هذا ايذانا ببداية تراجع كبير في سوق الاسكان».

من جهة أخرى، انخفض الجنيه الاسترليني الى أدنى مستوياته منذ نحو عام وارتفع الين الياباني امس الاثنين؛ اذ أكدت المشاكل التي يعاني منها بنك نورذرن روك البريطاني اتجاه العزوف عن المشاكل ودفعت المستثمرين الى الحد من عمليات الاقتراض بعملة منخفضة الفائدة لتمويل استثمارات بعملات أعلى عائدا. واستقرت العملة الاميركية على مسافة نصف سنت تقريبا من المستوى القياسي الذي سجلته الاسبوع الماضي مقابل اليورو الاوروبي، بينما تترقب الاسواق خفض أسعار الفائدة الاميركية اليوم الثلاثاء.

وارتفع اليورو الى 69.51 بنس ليسجل أعلى مستوى مقابل العملة البريطانية منذ يوليو (تموز) 2006. وأمام سلة من العملات الرئيسية انخفض الجنيه الاسترليني الى 102.1 ليسجل أدنى مستوى منذ عام.

وارتفع الين الياباني منخفض العائد واحدا في المائة مقابل الجنيه الاسترليني الى 229.20 ين، كما صعد بنسبة 0.4 في المائة مقابل الدولار الى 114.91 ين.

وانخفض اليورو ا الى 1.3861 دولار، لكنه ظل قريبا من المستوى القياسي الذي سجله الاسبوع الماضي عند 1.3927 دولار.