الخطوط السعودية تتنازل عن23 خطا من إرثها الداخلي لطيران «ناس»

بعد «أبوة جوية» دامت عدة عقود

مسافرون يستعدون لإنهاء إجراءات سفرهم («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن قوائم المسافرين على الرحلات الداخلية في السعودية، باتوا على خلفية مشهد جوي جديد، وأن العبارة الشهيرة التي كانت تتردد في الجو على مئات الرحلات: «السعودية تعتز بخدمتكم»، ستصبح من ذكريات الماضي، في عدد من المحطات الداخلية، إثر توقيع طيران «ناس»، والخطوط الجوية العربية السعودية، اتفاقية لبداية عصر التدرج في نهاية علاقة «السعودية» بالنقل الداخلي. وتشمل اتفاقية «ناس» و«السعودية» 23 خطا داخليا، ستنتقل من «السعودية» إلى «ناس» تدريجيا ضمن خطة المسارات الإلزامية لشركات النقل الجوي، تمهيدا لتوقف الخطوط السعودية عن تسيير رحلاتها لهذه الوجهات بنهاية أكتوبر المقبل. يأتي ذلك وسط توقعات من طيران «ناس» بقدرتها على مضاعفة عدد المسافرين من العاصمة السعودية الرياض بنسبة 300 في المائة، عطفا على التقديرات المتوقعة، والطلب على الرحلات الداخلية من عدد من المحطات الداخلية والرياض ذهابا وإيابا. ومع زيادة الخطوط الداخلية ستزداد الرحلات من 70 رحلة الى 358 رحلة أسبوعية، أي بمعدل زيادة يصل إلى 500 في المائة. وقال طاهر عقيل الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للخدمات الجوية «ناس» لـ«الشرق الأوسط»، أن المسارات الإلزامية التي أقرتها هيئة الطيران المدني، تقضي بأن تتولى «ناس» التشغيل من محطة الرياض الى الوجهات المحددة لها، وأن تتولى «سما» التشغيل من محطة الدمام لمحطاتها المكلفة بها، على أن تظل «السعودية» تشغل رحلاتها داخليا من محطة جدة للمحطات المكلفة بها، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يهدف لأن يقوم كل مشغل بمهامه بما يغطي المرحلة الحالية دون أن تتأثر أي من المحطات الداخلية بعملية التدرج في تحويل النقل الداخلي من «السعودية» الى مشغلين آخرين.

وأضاف عقيل، أن النظام يسمح في حال ارتأى أحد المشغلين الطيران إلى محطات أخرى غير الإلزامية أن يتقدم بطلبه للموافقة عليه، فيما قال أن «لديهم خطة لتنشيط السياحة الداخلية عن طريق تقديم أسعار مخفضة، تنعكس على مستوى إقبال المسافرين».

وأشار في بيان صحافي «نتوقع مع بدء تشغيل الرحلات على الوجهات الجديدة ارتفاع عدد المسافرين من الرياض على طيران ناس الى ثلاثة أضعاف خلال أقل من عام، حيث شهدت الشركة تطوراً ملحوظاً خلال أقل من ستة أشهر».

وتوقع عاملون في قطاع النقل الجوي، أن تنعكس ثقافة الطيران الاقتصادي، على نظرة المسافرين للتنقل جوا بين المدن السعودية كخيار أمثل، فيما يرون أن التنافس السعري، الذي بدأت ملامحه تتشكل من إطلاق حملات مخفضة هنا وهناك، بدأت بإعلان ناس إطلاق رحلات موسمية بسعر محدد هو 99 ريالا خلال شهر رمضان، كما يرى المراقبون أن كعكة إعلانية أكبر من تلك التي كانت تقدمها الخطوط السعودية، ستنعش السقف الإعلاني في مجال النقل الجوي، وتوجه بوصل المسوقيّن إليها خلال العامين القادمين.

وبموجب هذا التنظيم منحت الهيئة العامة للطيران المدني تراخيص الطيران الاقتصادي لشركتين من القطاع الخاص، وتم كذلك تحديد الوجهات الإلزامية لكل شركة من الشركات العاملمة داخل المملكة. يشار إلى أن طيران «ناس» دعمت اسطولها بخمس طائرات من طراز ايرباص A320 وبوينج 737 بالإضافة إلى طائرتي ايرباص A320 والتي في الخدمة الآن. ومع زيادة الخطوط الداخلية ستزداد الرحلات من 70 رحلة الى 358 رحلة أسبوعية في جدول زمني منظم.