أسعار النفط تقفز إلى أرقام قياسية جديدة بعد كسر الـ 81 دولارا

TT

كسرت أسعار النفط أمس حاجز الـ81 دولارا بعد أن سجل خام غرب تكساس المتوسط الاميركي 81.24 دولار أثناء التعاملات الالكترونية أمس في نيويورك في الجلسة الخامسة على التوالي التي تشهد وصول الأسعار الى ذروة غير مسبوقة. لكنه عاد ليسجل 80.73 دولار للبرميل وهي زيادة بمقدار 16 سنتا عن سعر الإقفال أول من أمس. وتترقب الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي لخفض أسعار الفائدة وسط توقعات بأن يمنح هذا القرار الاقتصاد فرصة للانتعاش في أكبر دولة اقتصادية في العالم.

وفي لندن كان التعامل أكثر هدوءا وسجل برميل النفط الخام من مزيج برنت بحر الشمال 76.75 دولار بانخفاض قدره 23 سنتا عن سعر إقفال الاثنين. ويتوقع الخبراء تراجع كميات المخزون الاحتياطي الاميركي من النفط الخام والبنزين بشكل قد يدفع الأسعار إلى أرقام قياسية جديدة عند صدور البيانات الرسمية بعد ظهر اليوم. وأدت المشاكل الفنية التي يتعرض لها أحد أكبر حقول استخراج النفط الاميركي في آلاسكا إلى خفض كميات الانتاج اليومية خلال الشهر الجاري بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك لم يستبعد خبراء مركز رصد الاعاصير تكون إعصار بمناطق المنشآت النفطية في خليج المكسيك وهو الآمر الذي قد يزيد المخاوف في أسواق النفط.

يذكر أن منظمة الأوبك قررت زيادة حصص الإنتاج اليومية اعتبارا من مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بنحو 500 ألف برميل في محاولة لتهدئة الأسواق وكبح جماح الأسعار.

ويشير تقرير لوكالة رويترز حول أسباب ارتفاع أسعار النفط الى أعلى مستوياتها محددا إجابات على ذلك من بينها استئناف تدفقات الاستثمارات من صناديق المعاشات وصناديق التحوط على السلع الاولية بما فيها النفط في الأشهر القليلة الماضية بعد توقف في وقت سابق هذا العام بسبب مخاوف تتعلق بسير الاقتصاد العالمي. حيث ازدهرت المضاربات في أسواق الطاقة في السنوات القليلة الماضية مع تطلع المستثمرين لتحقيق عائدات أعلى من التي يحققونها في أسواق الاسهم والسندات. وحددت الوكالة السبب الثاني بأنه قيود الانتاج التي تفرضها أوبك. إذ ساعد تراجع معروض أوبك في السوق على ارتفاع الاسعار هذا العام. ويخشى مسؤولو أوبك أن يفضي ارتفاع السعر الى تحجيم الطلب على الامد البعيد. وذكر مصدر بالمنظمة أمس ان أوبك ربما تجري مشاورات بشأن زيادة الانتاج ثانية اذا استمرت أسعار النفط فوق 80 دولارا للبرميل لاكثر من 15 الى 20 يوما. وأشارت الوكالة إلى أن السبب الثالث هو ضعف الدولار، وتوضح أن تراجع قيمة العملة الاميركية مقابل عملات رئيسية أخرى نال من القدرة الشرائية لايردات أوبك وزاد القدرة الشرائية لبعض المستهلكين المسعرة وارداتهم بعملات أخرى غير الدولار.

وذكرت أن السبب الرابع هو الطلب، مفيدة أنه في حين كانت الارتفاعات السابقة في الاسعار تنتج عن اضطرابات في الامدادات فان الطلب من دول مثل الصين والولايات المتحدة هو المحرك الرئيسي للارتفاعات الراهنة.

وعرجت الوكالة في السبب الخامس الذي ساقته إلى نيجيريا، حيث انخفضت امدادات الخام من نيجيريا ثامن أكبر بلد مصدر للنفط في العالم منذ فبراير (شباط) عام 2006 بسبب هجمات متشددين على صناعة النفط في البلاد. واوردت الشركات تفاصيل وقف انتاج نحو 547 الف برميل يوميا من انتاج نيجيريا بسبب الهجمات وعمليات تخريب. وحدد السبب السادس الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بحسب رويترز إلى اختناقات في مصافي التكرير مما زاد من مخاوف شح امدادات الخام النقص العالمي في الطاقة التكريرية. ذلك أن المصافي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للبنزين في العام واجهت صعوبات بسبب تعطيلات مفاجئة هذا العام الامر الذي زاد السحب من المخزونات قبيل موسم الصيف ذروة استهلاك وقود السيارات في السفر.

وفي أحدث أرقام أسبوعية من الحكومة الاميركية صدرت في 12 سبتمبر (أيلول) ارتفعت مخزونات نواتج التقطير وزيت التدفئة لكنها لاتزال دون معدلاتها قبل عام. ولايزال الطلب على الوقود في ارتفاع رغم صعود الأسعار. والطاقة التكريرية محدودة بالفعل بسبب نقص الاستثمارات على مدى سنوات. وتضرر قطاع النفط الاميركي بفعل موسم الأعاصير عام 2005 وأفضت عواصف هذا العام الى وقف الإمدادات. فيما أشارت الوكالة إلى أن السبب السابع هو ايران، فقد أصبح مستهلكو النفط يشعرون بالقلق بشأن تعطل الإمدادات من ايران رابع أكبر مصدر له في العالم والمنخرطة في صراع مع الغرب بسبب برنامجها النووي.

وآخر الأسباب بحسب رويترز هو العراق، والذي يجاهد لانعاش صناعة النفط بعد عقود من الحروب والعقوبات وضعف الاستثمار.