انحسار أزمة «نورذرن روك» بعد تدخل الحكومة البريطانية رغم المخاوف على بنوك أخرى

أسهم البنك تسترد جزءا من عافيتها والطوابير تتراجع أمام بعض الفروع

الطوابير بدأت تنحسر نسبيا امام بعض فروع بنك «نورذرن روك» (أي بي ايه)
TT

بدأت نتائج التدخل الحكومي لإنقاذ بنك «نورذرن روك» تظهر للعيان بعدما ارتفع سعر سهم البنك في بداية تعاملات امس ببورصة لندن بنسبة 11%. وجاء ذلك رأسا بعد إعلان الحكومة البريطانية تعهدها بضمان كافة مستحقات المودعين لدى البنك بدون حد أقصى في محاولة لتأكيد الثقة بالقطاع المصرفي بشكل عام. وكان سهم البنك قد خسر في بورصة لندن منذ يوم الجمعة الماضي نصف قيمته السوقية بسبب مشاكل في تأمين السيولة والتمويل. واكد بنك إنجلترا المركزي امس انه ضخ 4.4 مليار جنيه إسترليني (7.9 مليار دولار) إلى أسواق المال بسعر فائدة مخفضة بهدف الحد من المخاوف من حدوث أزمة سيولة نقدية في البلاد. وبادر «بنك نورذرن روك» الى القيام بحملة دعائية في جميع الصحف البريطانية لطمأنة زبائنه ومواصلة الثقة بالقطاع المصرفي. كما فتحت فروع البنك ساعات طويلة لمساعدة المدخرين على سحب ما يريدون من اموال. وفيما لا تزال بعض فروع البنك محاصرة بطوابير المدخرين، اختفت هذه الطوابير في بعض مناطق مدينة نيوكاسل اثر التطورات الاخيرة. وذكرت «الغارديان» ان هناك محاولات عدة تجري للاستحواذ على البنك اهمها محاولات بنك «اتش اس بي سي» وبنك «لويدز تي اس بي» اللذان يسعيان لذلك بدعم حكومي. ويؤكد الخبراء ان «اتش اس بي سي» اقدر البنوك «على القيام بمهمة الإستحواذ على «نورذرن روك» وحل مشاكله على المديين القريب والبعيد. وكان لويدز «قد حاول قبل ايام ابرام اتفاق للاستحواذ على البنك لكن خلافات مع الحكومة حول بعض الضمانات المالية افشلت المشروع. واكد الخبير الاقتصادي في بنك «نيشن وايد» ستيف كالدري لـ«الشرق الاوسط»: «ان التدخل الحكومي سيساهم في انحسار الازمة والامور ستعود الى طبيعتها في المستقبل القريب».

وفي الإطار ذاته، ارتفعت اسهم بنك «اللايانس اند ليستر»، وهو ثامن بنك بريطاني بنسبة 24.75 في المائة بعد تراجع مضطرد منذ بدء ازمة «نورذرن روك» بنسبة 31 في المائة أي ما قيمته 1.2 مليار جنيه (2.16 مليار دولار) كما ارتفعت قيمة اسهم بنك «برادفورد اند بينغلي» بنسبة 9 في المائة قبل ان تتراجع مجددا بشكل طفيف.

وكانت الأوساط المالية في لندن تتخوف من ان تطال ازمة الإئتمان بنوك بريطانية اخرى مثل «اللاينس اند ليستر» و«بينغلي» بعد خسارة الاول ثلث قيمة اسهمه في البورصة. واتجهت الأنظار الى البنك لأنه يعتبر ثاني اكبر بنك او مؤسسة اقراضية عقارية في بريطانيا إذ لديه ما لا يقل عن 5.5 مليون عميل.