«المضاربات» ترفع قيمة الريال السعودي مقابل الدولار لأعلى سعر له منذ 21 عاما

وسط دعوات مستشار أمير قطر لربط العملات الخليجية بسلة عملات عالمية

مبنى مؤسسة النقد العربي السعودي في الرياض («الشرق الاوسط»)
TT

عاد الريال السعودي لتسجيل معدل ارتفاع سعري قياسي جديد مقابل الدولار إذ صعد أمس إلى أعلى مستوياته منذ 21 عاما مقابل الدولار الأميركي مع تصاعد التكهنات بان السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم سترفع قريبا قيمة عملتها المربوطة بالدولار.

وتزامن ذلك مع خفض الإمارات أمس سعر الفائدة على شهادات الإيداع لأجل ثلاثة أشهر للمرة الثانية خلال أسبوع ليبلغ الخفض المجمع نحو نصف الخفض الذي أعلنه مجلس الاحتياطي الاتحادي بمقدار 50 نقطة أساس.

وذكرت كارولين جرادي الاقتصادية في دويتشه بنك عن ارتفاع الريال أن أموالا أجنبية تدفقت على السوق لان البنك المركزي قال بوضوح إنه لن يتبع خطى مجلس الاحتياطي الاتحادي في خفض الفائدة، مضيفة لـ«رويترز» بأن التكهنات تشير إلى أن ذلك سيدفع إلى رفع قيمة العملة.

وتأتي هذه الاحداث مع توجه الكويت التي تربط عملتها بسلة عملات يمثل الدولار أكبر مكون فيها لعملتها، بالارتفاع للمرة الثانية في 3 أيام لتبلغ مكاسبها المجمعة أمام الدولار منذ التخلي عن ربطها بالعملة الأميركية في مايو (أيار) الماضي 3.32 في المائة.

وقال حمد السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) يوم الأربعاء الماضي إنه بعد دراسة وضع السيولة والوضع الاقتصادي فان البنك لا يرى حاجة للتغيير، في حين لم يتسن منذ ذلك الحين الاتصال بالسياري أو نائبه محمد الجاسر.

وأدت هذه التكهنات إلى انخفاض العملة الأميركية إلى 3.7300 ريال أمس وفقا لبيانات رويترز وهو أدنى مستوى لها منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 1986 العام الذي ربطت فيه السعودية عملتها بالدولار على سعر 3.74 ريال، بينما بلغ سعر الريال في التعاملات الفورية 3.7340 ريال للدولار في الساعة 11:15 بتوقيت جرينتش.

واستبعدت كل من السعودية والإمارات والبحرين وعمان مرارا رفع قيمة العملة قائلة إن التضخم الذي اقترب من مستوياته القياسية في المنطقة يرجع أساسا إلى عوامل محلية مثل ارتفاع الإيجارات وليس تكاليف الواردات.

وسجل التضخم في السعودية أعلى مستوياته في سبع سنوات في أغسطس (آب) وبلغ أعلى مستوياته في 19 عاما في الإمارات، في حين ارتفع سعر الدرهم الإماراتي إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات إلى 3.6682 أول من أمس الاثنين قبل أن يتراجع إلى 3.6700 في الساعة 11:08 بتوقيت جرينتش امس.

من ناحيتها، قالت مونيكا مليك المحللة المختصة باقتصاد الشرق الأوسط في المجموعة المالية القابضة ـ هيرميس«في دبي ربما يستهدفون أصحاب المراكز الدائنة... هناك مصلحة للمؤسسات الأجنبية والأوروبية في شراء العملات المحلية مراهنين على رفع قيمتها».

إلى ذلك، دعا إبراهيم الإبراهيم المستشار الاقتصادي لأمير قطر في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى إعادة النظر في ربط الريال القطري بالدولار، مشيرا إلى ضرورة إجراء تقييم موضوعي لتجربة الكويت في فك ربط الدينار بالدولار موضحا الآثار السالبة لربط العملة القطرية وبقية العملات الخليجية بالدولار».

ولفت الإبراهيم إلى إنه لا بد من موقف واضح وصريح يبين الآثار المترتبة على الارتباط بالدولار، مشيرا بالقول «إذا كان تصديرنا بالدولار مرتبط بالدولار، فوارداتنا ليست كلها بالدولار.. نحن نستورد من أسواق الين والإسترليني واليورو .. آن الأوان للتفكير في ربط العملات الخليجية بسلة عملات عالمية».