أزمة طاقة جديدة بين موسكو وكييف تثير مخاوف الاتحاد الأوروبي

روسيا: الوضع لن يؤثر على المستهلكين الأوروبيين

TT

أعرب العديد من الدوائر والأوساط الأوروبية أمس عن قلقه البالغ، بعد ان هدد عملاق الغاز الروسي «غازبروم»، بقطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا، والعابرة إلى القارة الأوروبية، في حالة عدم تسديد حكومة كييف لديونها. وفي هذا الاطار وصل وزير الطاقة الاوكراني يوري بويكو أمس الى موسكو لاجراء مفاوضات مع مجموعة غازبروم الروسية التي تهدد بخفض امدادات الغاز الى كييف بسبب تأخرها في الدفع، حسبما ذكر مصدر قريب من الشركة الروسية للغاز. واوضح المصدر لرويترز ان الوزير الاوكراني سيلتقي مسؤولين في غازبروم.

وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، الذي يتولى أيضا رئاسة مجلس إدارة شركة غازبروم الروسية العملاقة، أن أزمة الغاز مع أوكرانيا لن تكون لها عواقب على المستهلكين الأوروبيين.

ونقلت وكالة «انترفاكس» عن ميدفيديف قوله في ختام مفاوضات في موسكو مع وزير الطاقة الأوكراني، يوري بويكو، إن «المستهلكين الأوروبيين لن يتأثروا. سيبقى الوضع على حاله بالنسبة الى المستهلكين الأوروبيين».

وكانت غازبروم اعلنت فجأة اول من امس انها قد تعمد الى خفض امدادات الغاز الى اوكرانيا في حال لم تسدد كييف بحلول نهاية الشهر الحالي متأخرات قدرها 1.3 مليار دولار موضحة في الوقت ذاته ان المفاوضات جارية في هذا الشأن.

واستغربت الشركة الاوكرانية العامة «نفتغاز» هذا التهديد الذي يأتي مع ترجيح فوز المعسكر الموالي للغرب في الانتخابات التشريعية الاوكرانية التي جرت الاحد.

وتتزامن تهديدات الشركة الروسية الحكومية، مع تصريحات المفوض الأوروبي للطاقة اندرياس بيبالغس والتي وصف من خلالها إمكانية انقطاع إمدادات الغاز الروسية، عبر الأنابيب العابرة لأوكرانيا، إلى أوروبا بـ«المحتملة».

وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن إمدادات النفط تتركز بشكل متزايد، في عدد قليل من الدول وان مخاطر تعطل الإمدادات في المستقبل تتزايد، وتغطي إمدادات الغاز الطبيعي الروسية 25% من احتياجات الاتحاد الأوروبي. ويجدد هذا التطور مخاوف أوروبية من أن تتأثر إمداداتها من الغاز في فصل الشتاء المقبل خصوصا أن أزمة مماثلة انفجرت بين موسكو وكييف في فصل الشتاء قبل الماضي إثر خلافات بشأن الأسعار، كما ان أزمة بين روسيا وبيلاروسيا وقعت الشهر قبل الماضي قد أثارت ايضا مخاوف دول المجموعة الأوروبية الموحدة قبل ان يتم تسويتها.

وقالت المصادر الأوروبية ان الاتحاد الأوروبي، الذي كان يأمل توقيع اتفاقية إستراتيجية في مجال الطاقة مع روسيا، سيكتفي بالسعي الى إقامة نظام للإنذار المبكر حول الإمدادات الروسية من الغاز الى أوروبا، وكخطوة أولى قبل رفع التحفظات البولندية.