بنك إنجلترا و«المركزي الأوروبي» يتركان الفائدة من دون تغيير

الإسترليني ينتعش أمام الدولار.. ومخاوف من هبوط نمو منطقة اليورو

TT

أبقى بنك انجلترا على سعر الفائدة الرسمي مستقرا للشهر الثالث على التوالي امس لكن الكثيرين يتوقعون ان يخفض الفائدة في وقت لاحق هذا العام مع بدء أزمة الائتمان العالمية في التأثير على الاقتصاد.

وقال صناع القرار انهم يحتاجون لوقت لمعرفة أثر اضطرابات الاسواق في الفترة الاخيرة على النمو الاقتصادي والتضخم.

وقبل بضعة اشهر كان العديد من الاقتصاديين يتوقعون رفع الفائدة مرة أخرى هذا العام بعد رفعها خمس مرات منذ أغسطس (آب) عام 2006. لكن ذلك كان قبل ازمة الائتمان العالمية التي احدثت مشكلات كبيرة ببنك نورذرن روك البريطاني الشهر الماضي.

وفي السياق ذاته، ترك البنك المركزي الاوروبي امس سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند 4 في المائة للشهر الرابع على التوالي مثلما كان متوقعا. وكان 66 اقتصادياً استطلعت رويترز آراءهم قد تكهنوا ببقاء الفائدة دون تغيير بسبب قلق المستثمرين وأدلة على أن اضطرابات الاسواق المالية تحد من النمو الاقتصادي.

كما ان اليورو ارتفع الى مستويات قياسية امام الدولار ومقابل سلة من العملات الرئيسية مما قلص فرص النمو الاقتصادي، لكن صعود اليورو ساهم في تقييد الزيادة في تكلفة النفط الخام الذي يتم تسعيره بالدولار. وتخلى مجلس تحديد أسعار الفائدة في البنك الاوروبي المكون من 19 عضوا عن خطط لزيادة تكلفة الإقراض وسط مخاوف من أن يؤدي تصاعد حالات العجز عن السداد في قطاع التمويل العقاري الأميركي عالي المخاطر إلى حالة عالمية من عدم توافر السيولة اللازمة للإقراض وارتفاع أسعار الفائدة، مما سيؤدي بالتالي إلى إعاقة النمو الاقتصادي العالمي.

وقال جان كلود تريشيه، رئيس البنك المركزي الاوروبي، امس ان النمو الاقتصادي في منطقة اليورو مهدد بالخفض فيما يرجع جزئيا الى الاضطرابات في أسواق المال. ولكن بعد ان أعلن البنك ترك سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى اربعة في المائة، كما كان متوقعا، قال تريشيه ان المخاطر التضخمية ما زالت متزايدة والسياسة النقدية مستعدة لمواجهة هذه الضغوط.

وقال في مؤتمر صحافي «المخاطر على توقعات النمو تهدد بالخفض». وأضاف «هذه المخاطر بالخفض ترتبط أساسا باحتمال امتداد أثر تزايد المخاطر في أسواق المال على الثقة والاوضاع المالية والمخاوف من ضغوط حماية وتطورات غير متوازنة فيما يرجع الى الاختلالات العالمية فضلا عن استمرار الارتفاعات في اسعار النفط وسلع أخرى». وكان المحللون قد توقعوا ان يخفف تريشيه من ميله لرفع الفائدة مرة أخرى وهو ما تستبعده الاغلبية الآن. وتوقع البعض ان تكون الخطوة التالية باتجاه الخفض. وتوقع محللون ألا يغير البنك الفائدة في منطقة اليورو عام 2008 اذ تضرر اداء الاقتصاد والثقة في السوق من جراء اضطرابات الاسواق وأزمة الائتمان فضلا عن قوة اليورو.

وقد ارتفع سعر الجنيه الاسترليني الى اعلى مستوى خلال جلسة التعاملات أمام الدولار، في حين تخلت الاسهم البريطانية عن جزء من مكاسبها بعد أن قرر بنك انجلترا المركزي ترك سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى 5.75 في المائة.

ورغم ان المحللين الذين استطلعت رويترز آراءهم توقعوا جميعاً عدم تغيير الفائدة، إلا ان بعض التكهنات ثارت في السوق بشأن احتمال خفض مفاجئ في الفائدة. وقال ايان ستانرد المحلل في بي.ان.بي باريبا «الاسترليني ينتعش بعض الشيء بعد قرار بنك انجلترا الإبقاء على الفائدة مستقرة. كان ذلك متوقعا رغم تكهنات سابقة بان البنك قد يخفض الفائدة. قوة الاسترليني لن تستمر طويلا بالتأكيد». وارتفع سعر الاسترليني الى 2.0366 دولار بعد القرار. وهبط اليورو الى 69.32 بنس.