توقعات بخسارة «باركليز» معركة الاستحواذ على مجموعة «أيه. بي. ان. امرو»

يشتري في مجموعة من أسهم البنوك الأردنية

TT

اقترب بنك «باركليز» البريطاني من اعلان هزيمته في المعركة الطويلة التي استمرت لمدة ستة اشهر مع تحالف بنكي ثلاثي آخر بقيادة «رويال بنك اوف اسكوتلند» (آر بي اس) للاستحواذ على مجموعة «أيه. بي. ان. امرو» المصرفية الهولندية.

ويتوقع ان يصوت المساهمون في البنك الهولندي اليوم الجمعة، لصالح العرض الذي قدم من قبل التحالف الثلاثي المؤلف من بنك فورتيس البلجيكي، ورويال بنك اوف اسكوتلند البريطاني، وبانكو ستاندارد الإسباني، الذي يزيد عن عرض باركليز (42.1 مليار جنيه ـ 84.2 مليار دولار)، والذي كان على صورة اسهم، بـ6 مليارات جنيه استرليني (12 مليار دولار). وتبلغ قيمة عرض التحالف 48 مليار جنيه (96 مليار دولار). وإذا ما تمت الصفقة، فإن فورتيس وبانكو ستاندرد، سيقومان بإدارة القسم الخاص بمنتوجات المفرد، وسيقوم رويال بنك اوف اسكوتلند، بإدارة قسم الجملة وبعض الفروع الخاصة بالبنك في آسيا.

وكانت سلطات مكافحة الاحتكار وحماية حرية المنافسة في الاتحاد الأوروبي امس، قد اعلنت عن السماح لبنك فورتيس بالاشتراك في العرض الثلاثي الذي يشارك فيه إلى جانب رويال بنك أوف اسكوتلند، وستاندارد للاستحواذ على مجموعة «أيه.بي.إن أمرو» التي تعتبر أكبر مجموعة مصرفية في هولندا. وذكرت المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد في بيان، أن هذه الموافقة مشروطة ببيع شركة الوساطة التابعة لمجموعة «أيه.بي. إن أمرو» في هولندا وجزء من قطاع الخدمات المصرفية التجارية في السوق الهولندية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد وافقت في 19 سبتمبر (ايلول) الماضي على عرض الاستحواذ المقدم من كل من التحالف الثلاثي.

وكانت قيمة سهم باركليز في اغسطس (آب) قد وصلت الى 7.6 جنيه استرليني ( 15.2 دولار)، أي تقريبا 16 دولارا للسهم، وهي قيمة كانت قادرة على تحصين موقع باركليز التفاوضي، لكن تراجع قيمة السهم لدى البنك الى 6 جنيهات (12 دولارا) بسبب ازمة الإئتمان الدولية التي أدت الى تراجع في قيمة اسهم الكثير من البنوك وصعوبة الحصول على القروض والسيولة المطلوبة. وقد شكك الكثير من المساهمين في بنك باركليز بجدوى صفقة الاستحواذ التي ستكون الأكبر في تاريخ القطاع المصرفي العالمي او الأوروبي، وارتفعت قيمة اسهم البنك بعد شيوع اخبار عن فشل الصفقة مع مجموعة «أيه. بي. ان . امرو». ويتوقع ان ترتفع قيمة الاسهم مرة اخرى في حال تمت الصفقة بين التحالف الثلاثي والمجموعة الهولندية. ويقول بعض المحللين ان ازمة الإئتمان الدولية افادت باركليز من حيث لا يدري، وان البنك سيكون في وضع افضل من دون الاستحواذ على المجموعة. الا ان القلق يبقى على ذراع او بنك الخدمات المصرفية الاستثمارية التابعة لبنك باركليز ويطلق عليه اسم باركليز كابيتال (الأول في قائمة بلومبيرغ للصكوك الإسلامية ـ متخصص في إدارة المخاطر والخدمات الإئتمانية) الذي يقوده المدير الاميركي بوب داياموند (يتقاضى اكبر معاش بين اوساط المصرفيين في بريطانيا). ويقوم داياموند عبر البنك بإدارة ثاني اكبر صناديق الاستثمار في العالم، الذي تبلغ قيمته 884 مليار جنيه (1.8 تريليون دولار).

وكان داياموند قد اكد قبل فترة بسيطة ان البنك رغم الاوضاع المالية الدولية السيئة ، يعمل بشكل جيد وقد تفادى ازمات عدة. وقد تعرض البنك لضغوط عدة كغيره من المؤسسات المالية الكبرى في يوليو (تموز) واغسطس، لكن ارباح البنك ارتفعت في هذين الشهرين بمعدل اعلى من ارتفاع السنة الماضية.

وقد ارتفعت عائدات باركليز خلال النصف الاول من هذا العام بحوالي 12 مليار جنيه (24 مليار دولار)، أي بزيادة قدرها 9 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.

وقد وصلت قيمة ارباح باركليز قبل الضريبة 4.1 مليار جنيه (8.2 مليار دولار)، معززة بارتفاع ارباح باركليز كابيتال الى 1.7 مليار جنيه (3.4 مليار دولار) أي بنسبة 33 في المائة.

من ناحية أخرى شهدت السوق المالية الاردنية أمس عمليات شراء اجنبية تركزت نحو اسهم البنوك خاصة الاستراتيجية منها في مقدمتها البنك العربي والبنك الاهلي الاردني والبنك الاسلامي.

وقالت مصادر مالية مقربة من الشركات التي نفذت اوامر الشراء لـ«الشرق الأوسط» ان بنك باركليز بدأ باستعادة نشاطه في بورصة عمان بعد توقف طويل واستهدف اسهم استراتيجية بنكية وخدمات مالية.

واسهمت عمليات الشراء النوعي امس في اقتراب مؤشر بورصة عمان الى مستوى 6000 نقطة وارتفعت معها اسهم الشركات التي لها ارتباط في اسهم البنوك.

وركزت طلبات شراء باركليز على اسهم البنك العربي القيادي والبنك الاهلي الاردني والبنك الاسلامي الاردني وشركة المستثمرين العرب المتحدين وشركة دار الدواء.

وارتفع المؤشر الفرعي الذي يقيس اداء البنوك في البورصة الاردنية الى 11146 نقطة بنسبة 3.7 في المائة. وتستعد السوق الاردنية للاستقبال بيانات الشركات للربع الثالث من العام الحالي والتي تحمل توقعات ايجابية ينتظر ان تحمل المؤشر العام للارتفاع الى مستويات قياسية على مستوى العام الحالي.

يذكر ان اسعار الاسهم في البورصة الاردنية وصلت الى مرحلة لا تعكس فيها واقع الشركات، الامر الذي يجعلها تحمل توقعات ربحية كبيرة، وهو امر بدأت الصناديق الاستثمارية تتنبه له، وهذا ما اظهرته بيانات بورصة عمان التي اشارت الى ان الاستثمارات الاجنبية في السوق بلغت حوالي 46.1 في المائة من اجمالي الاستثمارات البالغة نحو 23 مليار دينار.