عشرات الآلاف من الناس، الذين يمثلون جمعيات المزارعين، والتجار، والباعة المتجولين، وحتى الصيادلة جاؤوا أمس من جميع انحاء الهند لتنظيم الاحتجاجات الضخمة ضد دخول الشركات الأجنبية الكبرى مثل وول مارت قطاع التجزئة في الهند. وارتدى مزارعون القمصان البيضاء التقليدية الطويلة والقبعات البيضاء في مسيرة طويلة المواكب وكانوا يلوحون بملصقات وشعارات مثل «انها الآن أو أبدا. وول مارت اخرج من الهند».
وفيما يعد أكبر احتجاج من أي وقت مضى، نظم ما يصل الى 20 الف شخص مظاهرات ضخمة ضد كبرى شركات التجزئة العالمية، وسط اتهامات أنها ستدمر موارد الرزق لملايين البشر، وأنماط حياة أصبحت جزءا من التاريخ والتراث الهندي. وقال موهان غورناني رئيس اتحاد الجمعيات في ولاية ماهاراشتران وأحد المنظمين لتلك المظاهرة «نحن ضد سياسة الحكومة السماح للاستثمار الأجنبي المباشر في تجارة التجزئة وكذلك دخول الشركات الهندية الكبيرة إلى قطاع، حيث سيتأثر سلبا نحو خمسين مليون من التجار الكبار والصغار».
وتعتبر الاحتجاجات التي نظمت أمس مجرد مثال آخر على تنامي ردود الفعل ضد الشركات الكبرى من قبل صغار التجار في الهند الذين يشعرون أن اللاعبين الكبار يتمتعون بسلطة ونفوذ كبيرين فضلا على رؤوس اموال وبنيات تحتية ضخمة قادرة على إبادة ارزاق التجار الصغار. وكانت احتجاجات مماثلة قد جرت في الولايات الهندية الاخرى كيرالا، واوريسا واوتار براديش ضد دخول الشركات الاجنبية الكبيرة المتعددة الجنسيات والشركات الهندية فى قطاع البيع بالتجزئة. ومن بين الاجانب الآخرين المرشحين لدخول السوق الى جانب شركة وول مارت «كارفور» و«تيسكو».