الأردن: 100% نسبة حجوزات الفنادق في المناطق السياحية خلال العيد

الأسواق في المجمعات والمراكز التجارية تشهد اكتظاظا غير مسبوق

جانب من وسط البلد في العاصمة الاردنية عمان («الشرق الاوسط»)
TT

سجلت الحركة السياحية الداخلية في الاردن انتعاشاً ملحوظاً إذ وصلت نسبة حجوزات في الفنادق على كل من الشاطئ الشرقي للبحر الميت والعقبة والبترا ووادي رم خلال ايام العيد الثلاثة الى 100% نتيجة لاقبال المواطنين على قضاء الإجازة في هذه المناطق للترفيه والاستجمام خلال عطلة عيد الفطر السعيد.

ورغم تراجع حركة سياحة المجموعات الأوروبية بنسبة 90% مقارنة مع العام الماضي، الا ان الفترة المقبلة تبشر بانتعاش في أعداد الوافدين الأوروبيين خلال الأشهر القليلة المقبلة وذلك لقرب الاحتفالات بالأعياد والمناسبات في نهاية العام ولأن الاردن يتميز بالاستقرار الأمني والخدمات السياحية المتميزة والتي تشمل التعدد السياحي الديني والعلاجي والتراثي والثقافي والعلمي والفني وغيرها.

وقال مدير عام جمعية الفنادق السياحية ميشال نزال «ان السياحة الأردنية تشهد تطوراً ملموساً هذا العام وازدادت نسبة السياحة مع اعلان المدينة الوردية كإحدى أهم عجائب الدنيا السبع الجديدة.

واضاف: رغم تقارب الفترة الزمنية بين الإجازة الصيفية وعطلة عيد الفطر المبارك الا ان حجوزات الفنادق تمت منذ ايام واصبحنا بحاجة ماسة لزيادة عدد الفنادق في المناطق السياحية بشكل عام، وهذا ما تؤكده المناسبات المقبلة التي تتزامن في فترات متقاربة كعيد الميلاد وعيد رأس السنة الميلادية وعيد الأضحى وغيرها».

من جانبه قال رئيس جمعية وكلاء السفر والسياحة حيدر زيادات ان السياحة الوافدة لهذا العام وخاصة في عطلة عيد الفطر المبارك تختلف عن كل الأعوام السابقة حيث وصلت نسبة الزيادة فيها الى 30%.

وأشار إلى «أن هناك حركة واضحة لفلسطينيي الأراضي المحتلة منذ عام 1948 الذين يتوافدون بشكل رئيسي الى العاصمة عمان للاستجمام والسياحة واللقاءات العائلية، رغم ان السياحة الخارجية انخفضت بنسبة 40% وتعود الأسباب للتزامن القريب بين العطلة الصيفية ومناسبة عيد الفطر بالإضافة لارتفاع أسعار الفنادق في الدول المجاورة».

على صعيد آخر تأثرت قطاعات تجارية وخدمية معينة بموسم الأعياد أكثر من غيرها نظرا لارتباطها بمتطلبات ومستلزمات المواطنين في هذا الموسم، سيما قطاعات المواد الغذائية والمخابز والمطاعم ومحلات الحلويات.

ورفعت المخابز العاملة من طاقتها الانتاجية خلال اليومين السابقين للعيد بسبب كثافة الطلب على الخبز من قبل المواطنين وحسب نقيب أصحاب المخابز عبد الاله الحموي فأن الكثير من المواطنين يعمدون لشراء كميات كبيرة من الخبز قبل يوم أو يومين من العيد تفاديا للخروج للأسواق أثناء العيد، مما يجعل المخابز تعمل بطاقاتها القصوى خلال هذه الفترة وتفتح العديد منها أبوبها 24 ساعة خاصة الكبرى منها لتلبية كافة احتياجات المواطنين.

وأشار الى أن ما نسبته 50% من المخابز في الاردن تعمل خلال أيام العيد حيث تم الاتفاق على برنامج للمناوبات بين المخابز في كافة المحافظات والمناطق فيما لن يتم منع أي مخبز من الدوام طيلة أيام العيد اذا رغب صاحب المخبز بذلك، كما تحرص المخابز خلال ايام العيد على توفير الخبز بكافة اشكاله خاصة الخبز العربي الكبير.

وبحسب معلومات النقابة فان الطلب على الخبز يتراجع بنسبة 30% تقريبا خلال أيام عطلة العيد نتيجة انخفاض حجم الاستهلاك عموما بسبب ميل معظم العائلات والمواطنين لتناول وجبات الطعام الرئيسية خارج المنازل بما يقلل من نسبة الاستهلاك اليومي من الخبز.

وتقدر الاحتياجات السنوية من الطحين بحوالي 720 ألف طن من القمح و550 ألف طن من الطحين، ويبلغ عدد المخابز في المملكة بنحو 1850 مخبزا تخضع لرقابة عدة جهات معنية خاصة في مواسم الانتاج العالية كالأعياد.

وتستقطب المطاعم ومحلات الحلويات بكافة تصنيفاتها الشعبية منها والسياحية اهتمام المواطنين خلال العيد الذين يفضلون تناول الوجبات وقضاء السهرات في هذه المرافق كنوع من التغيير للروتين اليومي، ووفقا لنقيب أصحاب المطاعم والحلويات رائد حمادة فان نسبة محدودة من المطاعم تعمل خلال العيد نظرا لرغبة العاملين فيها قضاء عطلة العيد بين ذويهم وعائلاتهم.

وأضاف أن المطاعم التي تفتح أبوابها أمام المواطنين في العيد تتركز في مطاعم الوجبات السريعة والخفيفة والمقاهي، مشيرا الى قيام أصحاب هذه المرافق الى تقديم خدماتهم المعتادة بل وتوجه العديد منها لتمديد ساعات العمل خلال العيد وبأسعار مستقرة ونفس مستوياتها الحالية دون أي زيادة.

وأوضح أن قطاع الحلويات أخذ يشهد نشاطا اضافيا منذ يوم الخميس الماضي وارتفعت مبيعاتها بصورة ملحوظة نظرا لتزايد اقبال المواطنين على شراء أنواع الحلويات خاصة المتعارف عليها في هذا الموسم كالكعك والمعمول بأنواعها. وبين أن لجنة خاصة اجتمعت مؤخرا لتباحث أسعار الحلويات والجودة والمنافسة في فترة الأعياد، وتم طرح مقترح بامكانية تخفيض الأسعار لتشجيع المواطنين على الشراء في ظل ارتفاع التنافسية وقد عمد بعض أصحاب محلات الحلويات فعليا لخفض الأسعار استجابة لتلك المقترحات.

وأكد الى تكثيف اجراءات الرقابة على المطاعم في مواسم العمل العالية، علما أنه لم يتم خلال شهر رمضان تحرير المخالفات بحق أي من المطاعم نظرا لالتزامها بالاسعار والتعليمات التي تفرضها عليها النقابة، كما أن النقابة تصدر قائمة محددة بالأسعار ترسلها إلى جميع المطاعم لاعلانها بصورة واضحة بالنسبة للزبائن. ويبلغ عدد المطاعم المرخصة في المملكة من 10 ـ 12 ألف مطعم ويبلغ عدد المنتسبين إلى النقابة 3500 مطعم بكافة فروعها في عمان وإربد مع أن الانتساب ليس اجباريا لهذه المطاعم.

ويتمتع قطاع المواد الغذائية عموما بحالة من الاستقرار خلال موسم الأعياد، ويقول نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق إن الطلب على المواد الغذائية يميل للاستقرار بالمقارنة مع الأيام الرمضانية التي تشهد عادة تهافتا في الطلب على جميع السلع الغذائية.

وأشار الى أن الكثير من الأسر تتبع عادات اجتماعية باقامة الولائم وتبادل العزائم خلال العيد مما يرفع الطلب في بعض المناطق على أنواع محددة من المواد الغذائية خاصة اللحوم والدجاج والأسماك والأرز والبقوليات، مؤكدا أن أسعار المواد الغذائية لن تتغير وستحافظ على استقرارها خلال فترة الأعياد.

وحظيت قطاعات الألبسة والأحذية الاكسسوارات باقبال واسع من المواطنين الذين يرتادون الأسواق في جميع مناطق المملكة حتى ساعة متأخرة من فجر ليلة العيد.

وتكتظ المناطق والمجمعات والمراكز التجارية بأنواعها بالزبائن الذين أنعشوا الأسواق خاصة بعد صرف 100 دينار كمكرمة ملكية امر بها العاهل الاردني للموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين وحذو معظم مؤسسات القطاع الخاص حذو المكرمة.

وبحسب نقيب تجار الأقمشة والملبوسات صلاح حميدان فان قطاع الملبوسات شهد ارتفاعا في المبيعات خلال الأيام الماضية خاصة ملابس الأطفال التي تعتبر الأكثر مبيعا مقارنة بملابس الكبار، حيث فضلت معظم الأسر الاستفادة من مبلغ المكرمة لشراء ملابس لأطفالها واسعادهم في العيد.