ليونيد هورفيتش.. الجائزة ولو بعد تسعين عاماً

TT

ولد أستاذ الاقتصاد المتفرغ في جامعة مينسوتا الاميركية، ليونيد هورفيتش، في 21 اغسطس (آب) عام 1917 في موسكو من عائلة يهودية من طائفة «الآشكيناز» (اليهود الأوروبيين)، أي قبل ايام من الثورة الشيوعية، او ما يعرف بثورة اكتوبر. وقد تركت عائلته العاصمة الروسية بعد ايام على اندلاع الثورة. تسلم هورفيتش اول شهاداته العليا من جامعة وارسو في بولندا عام 1938. وفي عام 1939، درس في كلية الاقتصاد وبعدها انتقل الى جنيف في سويسرا. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، أجبر على الانتقال كالكثير من اليهود آنذاك الى سويسرا ومن ثم البرتغال ومن هناك الى الولايات المتحدة كمحطة اخيرة له.

وقد انتهى اهله (أمه وأبوه وأخوه) في معسكرات الأشغال الشاقة الروسية بعد هروبهم من وارسو.

واصبح هورفيتش معروفا في الاوساط الدولية بسبب ابحاثه على النظريات الاقتصادية، وخصوصا في مجال الآليات الاقتصادية والتصاميم الاقتصادية والاقتصاد الرياضي. وتسلم الوسام الوطني للعلوم عام 1990 عن مجال العلوم الاجتماعية وبسبب عمله الفريد على نظرية «آلية التخصيص اللامركزي».

وتهدف نظرية هورفيتش المعروفة بنظرية «تصميم الآليات الاقتصادية» التي فاز بنوبل بسببها، الى مساعدة الاقتصاديين على تحديد آلية التداول التجاري التي تحقق اكبر قدر ممكن من المكاسب من عملية التداول على سبيل المثال.

وقد أدخل زميلا هورفيتش اللذان فازا معه بالجائزة، ماسكين ومايرسون، المزيد من التحسينات على النظرية التي تتعامل مع تخصيص الموارد في مجالات تشمل تنظيم السوق والتصويت واتخاذ القرار. وتقول لجنة نوبل بهذا الخصوص، انهم: «وضعوا أساس ميكانيكية نظرية تصميم السوق الحر المثالي.. وزادت بفضل أبحاثهم معرفتنا للظروف المثالية لتحديد السوق مع وضع اعتبار للحوافز الفردية والمعلومات الخاصة»، وان النظرية التي اشتركوا في وضعها «تساعد الاقتصاديين والحكومات ورجال الأعمال ليفرقوا بين ـ العوامل التي تساعد والتي لا تساعد ـ عند وضع البرامج الاقتصادية».

ويعتبر هورفيتش أحد اعضاء الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الاميركية للفنون، وهو رئيس سابق وعضو نادي «ايكونوماتيك سوساييتي» (تطبيق التقنيات الإحصائية والرياضية على الاقتصاد).

حاز هورفيتش ست شهادات دكتوراه، وخدم في هيئات تحريرية بعدة نشرات اقتصادية. وساهم في مجموعتين تابعتين لدار نشر جامعة «كامبريدج»، ودراسات في «عمليات تخصيص الموارد» (1978 مع كانيث اورو)، و«الاهداف الاجتماعية» و«التنظيم الاجتماعي» (1987 مع ديفيد شيميدلار وهوغو سونينشاين).

ومنشوراته الاخيرة تشمل اوراقاً في «النظرية الاقتصادية» (2003 مع توماس مارشاك)، و«التصميم الاقتصادي» (2001 مع ستانلي رايتر)، و«تقدم في الاقتصاد الرياضي» (2003 مع مارسيل ريختر).

وقال هورفيتش تعليقا على فوزه بالجائزة: «كبرت في السن، واعتقدت اني سأموت قبل ان افوز بها. منذ ثلاثين سنة تقريبا، وكل سنة، يقول لي بعض الناس انني سأفوز بها. وان اسمي في القائمة التي تدرسها لجنة نوبل في السويد. لكن، لم يحدث ذلك، وفقدت الأمل، وقلت انهم نسوني، خاصة أن كل من عاصرتهم ماتوا» لم تكن جائزة نوبل في الاقتصاد جزءا من جوائز نوبل عندما أعلنها صاحبها السويدي الفريد نوبل في وصيته سنة 1895. لكن بنك السويد المركزي اضافها سنة 1945، وتعهد بدفع قيمتها.