رفعت منظمة اوبك امس تقديراتها للطلب على نفطها هذا الشتاء، وقالت انه يبدو من المرجح بشكل اكبر الان أن الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم ستتفادى تباطؤا اقتصاديا حادا.
ويأتي التقرير في وقت يتراجع فيه قلق المستثمرين بشأن الاقتصاد الاميركي رغم ارتفاع أسعار النفط الى أعلى مستوياتها على الاطلاق فوق 85 دولارا للبرميل. كما تقترب اسواق الاسهم العالمية اليوم من مستوياتها القياسية.
وقال التقرير الذي أعده الخبراء الاقتصاديون في مقر اوبك بفيينا «يبدو من المرجح بشكل أكبر الان ان الاقتصاد الاميركي قد يتجاوز الازمة المالية بغير تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي».
وفي تقريرها الشهري عن سوق النفط لشهر اكتوبر (تشرين الاول) قالت اوبك ان الطلب على نفطها الخام سيصل في المتوسط الى 31.43 مليون برميل يوميا في الربع الاخير من عام 2007 بارتفاع 100 الف برميل يوميا عن التقدير السابق.
كما تتوقع اوبك ارتفاع الطلب في اوائل العام المقبل، ورفعت المنظمة تقديراتها للطلب على نفطها في الربع الاول من 2008 بواقع 120 الف برميل يوميا ليصل الى 31.17 مليون برميل يوميا.
وفي وقت سابق من العام أثارت أوبك مخاوف من تأثر الاقتصاد العالمي سلبا بتباطؤ نمو الاقتصاد الاميركي واثار أزمة قطاع الرهن العقاري عالي المخاطر بما قد يؤدي الى خفض استهلاك النفط.
وتكهنت اوبك بانحسار الضغوط التي تدفع أسعار النفط الى الارتفاع مع ضخ اعضاء المنظمة كميات اكبر في الاسواق واقتراب موسم الاعاصير في المحيط الاطلسي من نهايته.
ويدفع موسم الاعاصير عادة شركات النفط الى اغلاق منصات انتاج النفط في منطقة خليج المكسيك.
وقال التقرير «اجمالا تشير التوقعات الحالية للعرض والطلب الى ان السوق ستكون أساسا متوازنة خلال الفصول المقبلة».
وتركت اوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل بدون تغيير يذكر عند 1.3 مليون برميل يوميا وهو ما يقل كثيرا عن بعض التقديرات. وتزود أوبك العالم بثلث احتياجاته من النفط.
وكانت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح للدول الصناعية قد قالت في تقريرها الشهري الاسبوع الماضي ان الطلب على النفط سيرتفع بواقع 2.1 مليون برميل يوميا في عام 2008.
وقلصت اوبك في تقريرها لشهر اكتوبر توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي في 2008 الى 4.9 في المائة من خمسة في المائة.
ومن المقرر ان ترفع المنظمة انتاجها النفطي بواقع 500 الف برميل يوميا اعتبارا من اول نوفمبر (تشرين الثاني) في خطوة تأتي بعد شهور من الضغط من جانب وكالة الطاقة الدولية، وأظهر تقرير اوبك اليوم ارتفاع الامدادات.
وقال التقرير نقلا عن مصادر ثانوية ان انتاج عشرة اعضاء في اوبك يخضعون لنظام حصص الانتاج بلغ 26.73 مليون برميل يوميا في سبتمبر (ايلول) ارتفاعا من 26.681 مليون برميل يوميا في اغسطس (اب) بحسب رويترز.
يأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار النفط امس أثناء التعاملات إلى أرقام قياسية غير مسبوقة حيث بلغ سعر النفط مستوى قياسيا عند 85.19 دولار للبرميل في وقت سابق امس. في الوقت نفسه سجل مزيج برنت بحر الشمال 81.26 دولار للبرميل بزيادة قدرها 71 سنتا عن سعر الاقفال يوم الجمعة الماضي.
وأرجع الخبراء والمتعاملون ارتفاع السعر إلى تصاعد حدة التوتر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وانتقال الصراع إلى الحدود الشمالية للعراق ووسط مخاوف من حدوث عملية عسكرية كبيرة للجيش التركي في المنطقة الكردية الغنية بالنفط في شمال العراق.
تضاف إلى ذلك حالة التوتر التي تشهدها أسواق النفط في ظل ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية مع انخفاض الكميات المطروحة للبيع.
كما عزا المحللون ارتفاع النفط الى عمليات شراء بغرض المضاربة. واظهرت بيانات صدرت يوم الجمعة أن المضاربين في بورصة نيويورك التجارية عززوا مراكزهم الدائنة الصافية في الاسبوع المنتهي في التاسع من اكتوبر. وقالت مجموعة سيتي غروب في مذكرة «يبدو من المعقول الان ان تستمر موجة الصعود للوصول الى 90 دولارا».
من ناحية أخرى أعلنت الامانة العامة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) امس في فيينا أن سعر البرميل الخام من إنتاج الدول الاعضاء سجل رقما قياسيا جديدا يوم الجمعة الماضي حيث بلغ سعر البرميل 77.46 دولار بزيادة قدرها 51 سنتا عن سعر الاقفال يوم الخميس الماضي وبنحو ثلاث سنتات عن الرقم القياسي السابق المسجل في 28 من الشهر الماضي.