«إيرباص» لا تأجيل بعد اليوم .. مع تسليم أولى طائراتها العملاقة

«إيديس» المالكة تنوي شراء شركات تسليح لوقف الاعتماد عليها

ادى تأخر تسليم طائرات «إيرباص» الحديثة الى خسائر فادحة («الشرق الاوسط»)
TT

واخيرا تنفست شركة «إيرباص الاوروبية لصناعة الطائرات» الصعداء، وبدأت تسليم طائراتها الحديثة الى زبائنها من شركات الطيران الدولية بعد تأخير دام اكثر من عامين. واكدت الشركة امس انها سلمت باكورة إنتاجها ن الطراز العملاق «أيه 380» إلى الخطوط الجوية السنغافورية (سنغافورة إيرلاينز) في مدينة تولوز الفرنسية.

وأشاد الالماني توماس إيندريز رئيس «إيرباص» بالحدث الهام وقال «يمكننا أن نفخر بهذا التاريخ». وأضاف أن التحدي القادم هو إنتاج هذه الطائرات العملاقة التي تعد الاكبر في العالم بشكل نمطي.

وكانت الصعوبات في توصيل الكابلات وبعض التصاميم قد أدت إلى تأخر إنتاج الطائرة العملاقة التي تسع أكثر من 500 راكب لمدة سنتين مما ألحق بالشركة خسائر بالمليارات وأوقع شركة صناعات الدفاع والطيران الاوروبية (إيديس) المالكة لـ«إيرباص» في أزمة كبيرة. ويوجد في الطائرة ما لا يقل عن 530 كيلومترا من الكابلات. ودلت الصعوبات آنذاك على عجز «إيرباص» التوفيق بين مختلف اقسام الإنتاج لديها منذ اصبحت مستقلة عام 2001. ويترافق خبر تسليم طائرة «إيرباص» مع اعلان شركة «بوينغ» هذا الاسبوع عن تأخير في عمليات تسليم طائراتها الحديثة من طراز «بويينغ 787 دريم لاينر». يذكر أن «سنغافورة إيرلاينز» هي أول عميل يشتري الطائرات الجديدة وسيبدأ استخدام الطائرة في الرحلات المنتظمة اعتبارا من 28 الشهر الجاري بين سنغافورة واستراليا. على اساس ان تبدأ اول رحلات «ايه 380 » الى مطار هيثرو في لندن في فبراير (شباط) المقبل. وستكون الرحلة الاولى حكرا على الزبائن الذين ارادوا التبرع للجمعيات الخيرية عبر استخدام احدث واضخم طائرة في العالم . وقد دفع احد الزبائن 100 الف دولار اميركي مقابل مقعدا في قسم «الدرجة الاولى» الذي سيكون الأفخم والأكثر رفاهية في عالم الطيران. ويوجد على طائرة «إيرباص ايه 380 » 12 مقعدا من الدرجة الاولى و471 مقعدا من الدرجة الاقتصادية. وتستطيع «أيه 380» نقل 800 مسافر في صيغة الشارتر. وفي صيغة مرفهة، يمكن تجهيزها بشكل يسمح لها بنقل ما بين 470 و525 راكبا. أما الطائرة المسلمة أمس، فإنها توفر رفاهية استثنائية لجهة مقاعد الدرجة الأولى «سويت». ومما هو مقترح على الراكب عشرات الأفلام والقنوات التلفزيونية والإذاعية على متن هذه الطائرة من طبقتين. وهي مجهزة بمحلات تجارية وحانة. وتؤكد الشركة الصانعة أن المساحة المتوافرة على متن «أيه 380» تزيد بنسبة 50 بالمائة عن منافستها بوينغ 747 إضافة الى كونها «تفرض معايير جديدة» في عالم الطيران والخدمات المتوافرة للزبون.

ويفترض استخدام «أيه 380» في رحلات تجارية تجهيزات خاصة في المطارات التي تستخدمها منها خاص بالمهابط أو بقاعات الاستقبال وغيرها. ومن جهة اخرى، اكد رئيس شركة «إيرباص» توماس إنديرز في تولوز امس إنه لن يحدث أي تأجيل آخر في عملية تسليم الطائرة العملاقة «أيه 380» للعملاء. وقال إنديرس للصحافيين قبيل ساعات قليلة من بدء مراسم تسليم اول طائرة إلى «سنغافورة أيرلاينز» إنني لا أعتقد أنه ستحدث تأجيلات أخرى».

واكد ماريو هاينان الذي قاد البرنامج الخاص في «إيرباص» بتنشيط الإنتاج، ان الخطة تقضي بتسليم طائرة واحدة هذا العام الى «سنغافورة ايرلاينز » و13 طائرة اخرى في عام 2008 و25 طائرة عام 2009 و45 طائرة في العام 2010 أي بمعدل اربع طائرات في الشهر. وكانت صحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية الأسبوعية قد ذكرت اول من أمس أنها حصلت على معلومات تفيد بأن «إيرباص» ليست متأكدة من قدرتها على تسليم الطائرات الثلاث عشر التالية كما وعدت بذلك في العام القادم. ومن المقرر أن تتسلم «سنغافورة ايرلاينز» خمس طائرات من هذا المجموع في حين ستذهب أربع طائرات إلى الخطوط الجوية الإماراتية «طيران الإمارات» والأربع الأخرى إلى شركة الطيران الاسترالية «كانتاس».

وقالت الصحيفة إن مشاكل التوصيلات التي تسببت في بادئ الأمر في تأجيل عملية تسليم الطائرة والأزمة داخل شركة «إيديس» الشركة الأم لـ«إيرباص» لا يزالان العقبة الرئيسية في التزام الشركة بالمواعيد المقررة لتسليم الطائرات.

وينظر إلى تقرير الصحيفة بأنه يتمتع بالمصداقية نظرا إلى أن صحيفة «جورنال دو ديمانش» مملوكة لمجموعة «لاغاردير» الفرنسية وهي واحدة من كبار المساهمين في «إيديس».

ويترافق الاحتفال بتسليم الطائرة العملاقة «أيه 380»، مع استمرار الجدل حول الفضيحة المفترضة التي تتناول بيع المساهمين الرئيسيين في الشركة الأم أي مجموعة لـ«غاردير» الفرنسية وشركة «مرسيدس بنز» الألمانية حصة كبيرة مما يمتلكانه من «إيديس» في أوائل العام 2006 وذلك قبل أسابيع فقط من إعلان الشركة عن تأخير في إنجاز برنامج الطائرة العملاقة. وبموازاة ذلك، عمد كبار قادة الشركة الى بيع اسهمهم قبل انهيار قيم التداول بها في البورصة. وجدير بالذكر أن هذه الأسهم خسرت ربع قيمتها بعد الإعلان عن التأخير. وثمة عمليات تحقيق قضائية وبرلمانية في فرنسا وكذلك في ألمانيا. وإذا ثبت أن قادة الشركة والمساهمين الرئيسيين استقادا من معلومات سرية لبيع جزء من السهم التي يملكونها، فإن ذلك يقع تحت طائلة القانون. وفي فرنسا بالذات، هناك تساؤلات عن طبيعة تصرف الدولة الفرنسية المشرفة على بنك الودائع الحكومي الذي اشترى جزءا مهما من حصة «لاغاردير» ومني بخسائر قيمتها 120 مليون يورو. وعلى صعيد آخر، أكدت شركة «إيديس» رغبتها في الاعتماد بشكل أقل على شركة «إيرباص» التي تملكها من خلال شراء شركات تسليح.

وقال الفرنسي لويس جالوي رئيس «إيديس» في حديث لصحيفة «فرانكفورت الجماينة تسايتونج» الصادرة امس إن أحد أهم الاهداف هو إيجاد التوازن الضروري والمتنوع للشركة وتوسيعها عن طريق شراء شركات تسليح وطيران أو تشكيل تحالفات في المجالين.

وأكد جالوي عزمه على تعزيز قطاع الخدمات واعترف في الوقت نفسه بأن الشركة تواجه أصعب الازمات منذ تأسيسها ليس فقط بسبب تأخر إنتاج وتسليم الطائرة العملاقة من طراز إيرباص «أيه 380» وإنما أيضا نتيجة للتكاليف الكبيرة لانتاج الطراز «أيه 350 » للمسافات البعيدة والذي سيتكلف برنامجه المليارات.

يذكر ان ست عشرة شركة طيران دولية طلبت ما لا يقل عن 189 طائرة من طراز «إيرباص ايه 380» العملاقة، وان عملية تأخير انتاج الطائرات زادت تكاليف الشركة لتطوير الطائرة من 10.7 مليار يورو الى 16 مليار يورو (23 مليار دولار).