أسعار النفط تزحف نحو حاجز الـ90 دولارا للبرميل

أوبك تلوم المضاربين.. وسط استمرار المخاوف من عدم كفاية الإمدادات خلال الشتاء

TT

واصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها في المعاملات الآجلة لتسجل مستويات قياسية جديدة وبدأت تزحف نحو حاجز التسعين دولارا للبرميل الواحد، لاستمرار المخاوف من عدم كفاية الامدادات خلال فصل الشتاء مع استمرار الطلب القوي والتوترات السياسية في منطقة الشرق الاوسط.

وتتركز المخاوف على التوترات بين تركيا ومواطنيها الانفصاليين الاكراد، في شمال العراق، خشية أن تتسبب في تعطيل الامدادات. ودفعت هذه المخاوف سعر الخام الاميركي للاقتراب من مستوى 88 دولارا للبرميل اذ بلغ أعلى مستوى له 87.97 دولار.

كما تجاوز سعر مزيج برنت 84 دولارا للبرميل للمرة الاولى ليسجل مستوى قياسيا عند 84.26 دولار. وتزامن ارتفاع النفط مع صعود الذهب لأعلى مستوى منذ 28 عاما.

وطلبت الحكومة التركية من البرلمان يوم الاثنين السماح بشن هجوم على انفصاليين أكراد في شمال العراق بعد أيام من تقرير شهود أن تركيا قصفت قرية عراقية.

ورفعت منظمة أوبك يوم الاثنين تقديراتها للطلب على نفطها هذا الشتاء وقالت انه يبدو من المرجح بشكل أكبر الآن أن الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم ستتفادى ركودا اقتصاديا حادا.

ويأتي التقرير في وقت يتراجع فيه قلق المستثمرين بشأن الاقتصاد الاميركي رغم ارتفاع أسعار النفط في الاونة الاخيرة. ومن المتوقع أن تظهر بيانات تعلن هذا الاسبوع انخفاض مخزون النفط الخام الاميركي 300 ألف برميل الاسبوع الماضي وفقا لاستطلاع أجرته رويترز.

واعلن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبد الله سالم البدري امس في فيينا ان المنظمة تراقب «بقلق» الارتفاع الاخير في اسعار النفط.

واكد البدري في بيان ان «اوبك تراقب بانتباه تطورات السوق النفطية ولاحظت بقلق الارتفاع الاخير للاسعار». الا انه اضاف ان المنظمة ما زالت متمسكة بتحليلها القائل بأن أساسيات السوق لا تبرر هذه الاسعار القياسية.

وقال ان اوبك «لا تؤيد» مستوى اسعار بهذا الارتفاع و«هي متيقنة بان الاساسيات لا تدعم الاسعار الحالية المرتفعة في السوق التي هي مزودة بشكل جيد». واضاف البدري ان الارتفاع الحالي في اسعار النفط «عائد بالخصوص الى المضاربين».

الى ذلك قال مندوبان من دولتين من أعضاء أوبك من الشرق الاوسط امس انهما ليسا على علم بأي مناقشات بشأن زياة انتاج المنظمة مرة أخرى بعد رفعه بمقدار 500 ألف برميل يوميا.

وقال أحدهما وطلب عدم نشر اسمه «لم أسمع عن أي مناقشات بشأن زيادة اضافية».

وقال المندوب الآخر انه لم يسمع من أعضاء اخرين في أوبك ما يشير الى احتمال رفع انتاج أوبك مرة أخرى. واتفقت أوبك في اجتماعها السابق في سبتمبر (أيلول) الماضي على زيادة امداداتها بمقدار 500 الف برميل يوميا اعتبارا من الاول من نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي وقت سابق اليوم قال مندوب لدى أوبك ان توترات سياسية عالمية هي السبب في ارتفاع سعر النفط ليقترب من 88 دولارا للبرميل وان العوامل الاساسية متمثلة في العرض والطلب لا صلة بها بارتفاع الاسعار. وقال المندوب لرويترز «انها المشكلة القديمة نفسها وليست العوامل الاساسية للسوق»، مشيرا الى التوترات السياسية. وأضاف أن وزراء الدول الاعضاء في أوبك لا يبحثون زيادة أخرى في الانتاج في الوقت الحالي. من ناحيته قال أرفع مسؤول بقطاع النفط الليبي امس ان ليبيا لا ترى سببا يدعو منظمة أوبك لزيادة جديدة في انتاجها النفطي لخفض الاسعار التي بلغت مستوى قياسيا ودعت الدول المستهلكة الى خفض الضرائب على الوقود.

وكانت دول منظمة أوبك قد اتفقت في اجتماعها الاخير في سبتمبر (ايلول) على زيادة الامدادات بمقدار 500 ألف برميل يوميا بدءا من أول نوفمبر (تشرين الثاني). وواصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم لتقترب من 88 دولارا للبرميل.

وقال شكري غانم رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية لرويترز عندما سئل عما اذا كانت أوبك سترفع الانتاج مرة أخرى ان أوبك ليس بوسعها شيء يذكر الان. وأضاف أن على الدول المستهلكة أن تخفض الضرائب الان.