تقرير سعودي يكشف تحسن الإنفاق الاستهلاكي وتجاوز صدمات سوق الأسهم المحلي

يدعمه تراجع عدد أفراد الأسرة وارتفاع معدلات الإقراض

المستهلك السعودي أصبح يفضل شراء المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الأخرى التي تُعرض في علب وأكياس صغيرة («الشرق الاوسط»)
TT

كشفت دراسة بنكية حديثة عن تحولات في مستوى الإنفاق الاستهلاكي للفرد السعودي لاسيما بعد الصدمات التي تعرضت لها سوق الأسهم المحلية منذ العام الماضي إذ ذكرت بأن المستهلك السعودي أصبح أقل حذراً حيال الإنفاق الاستهلاكي على الرغم من تواصل نمو الاقتصاد السعودي وارتفاع مستوى أسعار النفط وتزايد الإنفاق الحكومي. وترصد دراسة للدكتور جون أسفكياناكيس كبير الاقتصاديين لمجموعة إتش اس بي سي ( HSBC ) تحت عنوان «تحسن مستوى الانفاق السعودي» ونشرها بنك ساب مؤخرا، عودة المستهلك السعودي إلى السوق وتزايد إقباله على الإنفاق، بعد انقضاء تلك الفترة التي لازمت التذبذبات الكبيرة في سوق الأسهم السعودية، والتي ارتفعت فيها حساسيّة المستهلكين حيال الزيادات في الأسعار، حيث شهدت الأسواق التجاريّة في تلك الفترة إحجام المستهلكين عن شراء السلع بكميات كبيرة. وبحسب الدراسة، تغير هذا الشعور مع بداية عام 2007، حيث تحسن معدل إنفاق المستهلك السعودي في الفترة التي انقضت من عام 2007 مقارنةً بعام 2006، ولكنه لا يزال دون معدلات عام 2005 الذي يمثل أفضل أعوام الطفرة الاقتصادية الراهنة، حيث نما معدل اقتراض المستهلك السعودي بنسبة 1.85 في المائة في الربعين الأول والثاني من عام 2007، إثر تسجيل انخفاض طفيف بين الربع الأخير من عام 2006، والربع الأول من عام 2007.

كما نما تمويل المشاريع العقارية بنسبة في المائة 6.7 في الربع الأول والثاني من عام 2007 نتيجة ازدياد القروض المصرفيّة لتمويل مشاريع عقارية ضخمة، بالإضافة إلى ازدياد حجم قروض الّسكن، شهدت نفس الفترة زيادة غير مسبوقة في القروض المصرفيّة الممنوحة لشراء أجهزة سيارات) 9.05 في المائة). وأفادت التقرير أن الطلب على الذهب في السعودية زاد بنسبة 6.9 في المائة في الربع الأول من عام 2007 ، وبنسبة 17 في المائة في الربع الثاني منه؛ في حين من المحتمل أن يستمر الطلب القوي على الحليِّ والذهب بالمملكة خلال الجزء المتبقي من هذه السنة.

وترى الدراسة أنه يلزم وضع التغيير الذي طرأ على سلوك المستهلك السعودي في الإطار الأوسع لمجمل التغيير الاقتصادي والاجتماعي، إذ من الملاحظ أن حجم الأسرة السعوديّة أخذ يتقلّص تدريجياً بسبب عملية التمدين وانخفاض معدل دخل الفرد بالسعودية.

وقالت الدراسة إن متوسط حجم الأسرة السعوديّة يبلغ حاليا 5.9 شخص، وهو متوسط منخفض جدا قياسا إلى بيانات السنوات السابقة. كما أن المستهلكين بدأوا يُبدون حساسيّة متزايدة حيال الزيادات في الأسعار وأصبحوا أكثر اهتماماً بها. وفي نفس الوقت، بات من الواضح خلال السنوات القليلة الماضية أن المستهلك السعودي أصبح يفضل شراء المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الأخرى التي تُعرض في علب وأكياس صغيرة.