بنوك مركزية آسيوية تسعى لتهدئة الارتفاع في عملاتها

مخاوف اقتصادية في أوروبا بسبب ارتفاع اليورو

TT

اتخذت بنوك مركزية في آسيا أمس خطوات لتهدئة الارتفاع في قيمة عملاتها مع تراجع الدولار الى مستوى قياسي قبل اجتماع لوزراء مالية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وحذر محافظ البنك المركزي في كوريا الجنوبية الأسواق من أن السلطات ستتحرك اذا تطلب الأمر، فيما يشتبه متعاملون في العملات الاجنبية في ان البنكين المركزيين في سنغافورة وماليزيا يقومان بشراء الدولار للحد من صعود عملتي بلديهما اللتين وصلت اسعارهما الى أعلى مستويات لها منذ عشر سنوات.

ونزل الدولار الى مستوى قياسي أمام سلة عملات رئيسية وأمام اليورو مع اقتراب اجتماع مقرر في وقت لاحق أمس لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة السبع في العاصمة الأميركية واشنطن. وصعدت عدة عملات آسيوية بقوة أمام العملة الأميركية هذا العام بسبب الفوائض التجارية والفوائض في موازين المعاملات الجارية بالمنطقة وتدفق أموال الاستثمار.

وارتفعت الروبية الهندية أكثر من 11 في المائة مقابل الدولار منذ بداية العام. غير أن بعض البنوك المركزية الآسيوية تدخلت لشراء الدولار في الشهور الأخيرة مع وصول عملاتها الى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية الآسيوية خشية أن تضر قوة العملة بالصادرات في وقت يتراجع فيه الطلب بالولايات المتحدة.

وأبلغ محافظ بنك كوريا، لي سيونغ تاي، وفقا لـ«رويترز»، مشرعين خلال مراجعة برلمانية سنوية في سول بأن البنك المركزي سيتحرك اذا ارتفع الوون بشكل كبير واذا دعت الضرورة رغم أن من الافضل للسوق ان تحدد بنفسها حركة العملة. وقفز الوون الى أعلى مستوى مقابل الدولار خلال نحو أسبوعين أمس غير أنه فقد بعض مكاسبه في وقت لاحق بسبب مخاوف من تدخل محتمل من جانب السلطات بشراء الدولار.

وجاءت تعليقات لي بعد اغلاق السوق. وصعد الدولار السنغافوري الى أعلى مستوياته في عشر سنوات الى 1.4577 مقابل الدولار في أواخر المعاملات أول من أمس فيما ارتفع الرينجت الماليزي الى أعلى مستوى في 9 سنوات ونصف السنة الى 3.3585 مقابل العملة الأميركية.

وارتفع سعر اليورو أمام الدولار إلى مستوى قياسي جديد قدره 1.4318 دولار.

وجاءت الزيادة الجديدة في سعر اليورو أمس في ظل تجدد المخاوف بشأن تداعيات أزمة قطاع التمويل العقاري في الولايات المتحدة بعد أن اعلنت البنوك الأمريكية الكبرى تضررها من الأزمة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

ويقول محللون وفقا لوكالة الأنباء الألمانية إن الزيادة الجديدة تدعم التوقعات بوصول سعر اليورو إلى 1.45 دولار بنهاية العام الحالي. وفي الوقت نفسه شهدت التعاملات الصباحية أمس تراجعا طفيفا لليورو حيث انخفض إلى أقل من 1.43 دولار.

وتزامن ارتفاع سعر اليورو مع ارتفاع مطرد في سعر النفط حيث اخترق السعر أمس حاجز 90 دولار للبرميل بعد أن كان قد سجل مستوى قياسيا جديدا في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

وقد أثار ارتفاع سعر اليورو المخاوف بشأن آفاق اقتصاديات دول منطقة اليورو وعددها 13 دولة حيث تعتمد اقتصاديات تلك الدول على التصدير في الوقت الذي يقلص فيه ارتفاع قيمة اليورو القدرة التنافسية لصادرات تلك الدول في الأسواق الخارجية.