في الأسبوع الماضي أُعلنت استقالة المدير التنفيذي لبنك البلاد عزام أبا الخيل وتباينت وجهات نظر المجتمع الاقتصادي السعودي حيال الاستقالة، فمنهم من قال إنه قدم استقالة طوعا ومنهم من قال إنه أقيل. وبالتأكيد القارئ يعرف الفرق بين الحالتين، ومن الطبيعي أن يحتوي البيان على قبول الاستقالة بناء على طلب المدير مثل كل بياناتنا العربية. في حالة أن المدير أقيل فما هي أسباب الإقالة؟ هل هي عدم كفاءة المدير؟ وإذا كانت كذلك فما هي جوانب نقص الكفاءة، هل هو عدم تناغم المدير مع المجلس الذي يضم الملاك؟ معرفة الأسباب تترك خبرة تراكمية لدى مجتمع الأعمال لدينا وإهمالها يجعل بيئة الأعمال بدون خبرة متراكمة. الجانب الآخر من الممكن أن يكون المدير ضحية سياسات مجلس الإدارة بمعنى أن ترسم الإدارة العليا سياسات معينة يطلب من الإدارة التنفيذية تطبيقها وتكون هذه السياسات غير واقعية لا يمكن تنفيذها في السوق ولا تتم مراجعتها بسرعة فيكون المدير كبش فداء فشلها، إذ من غير المنطقي أن ينسب مجلس الإدارة الفشل له. ودعوني أحكي لكم حكاية ذكر لي رجل أعمال أن مسوقا من بنك البلاد طلب أن يقابله لتقديم خدمات البنك في بداية عمل البنك، يقول رجل الأعمال: فرحت كثيرا إذ أن بنكا يرسل مسوقيه فمعناه أن لدى البنك ما يقدمه وهذا يخدمني، وأردف نحن معشر رجال الأعمال ولاؤنا لمن يخدمنا بشكل أفضل ويزيد أرباحنا ولو بشكل طفيف. يستطرد رجل الأعمال ضربت موعداً للمسوق الذي حضر في وقته وبدأ بعرض الخدمات المقدمة من البنك، ذكرت له أنني أحصل على خدمات أفضل من البنك الذي أتعامل معه فأنا أحصل على نسبة في حالة القرض أفضل من المقدمة من بنك البلاد وعمولة في حالة تداول الأسهم أقل، كما أن البنك حديث النشأة ولديه خدمات لم تكتمل وبنكي جاهز لتقديمها مما ينتفي معه الحافز لنقل الحساب للبنك الجديد. يقول رجل الأعمال خجل المسوق ولم يجد جوابا مما اضطرني للتخفيف عنه فقلت له لا تقلق هذا ليس أمرا مقدما منك ولكنه من البنك، وكان الأجدر بإدارة البنك أن ترسم سياسة تسويقية تبدأ من حيث انتهى الآخرون حتى يستقطب البنك عملاء جدد، المسوق الشاب قال: سوف أذهب إلى مدير التسويق وأذكر له ما قلت وأعود بالجواب، ولكنه لم يعد حتى الآن ووفق رواية رجل الأعمال. السؤال من يحمي كل طرف من الآخر؟ فإذا كان المدير ضحية سياسات خاطئة فمن يحميه وإذا كان البنك ضحية إدارة غير واعية من مدير ما فمن يحميه، نحن بحاجة لتطوير أنظمة العمل لتتوافق مع متطلبات المرحلة.
* كاتب اقتصادي [email protected]