الأسهم السعودية تنطلق اليوم وسط صراع بين سلبية «البنوك» وتفاؤل «الصناعة»

مع بدء تعاملاتها عقب إجازة العيد وتطبيق نظام تداول الجديد

TT

تلتقي سوق الأسهم السعودية بمتعامليها اليوم مع بداية انطلاقة التداولات، عقب إجازة عيد الفطر المبارك، والتي استمرت منذ نهاية تعاملات 10 من الشهر الجاري. ويعم التفاؤل آراء المتداولين، خصوصا بعد النهاية الايجابية التي اختتمت فيها السوق تعاملاتها قبل الإجازة. إذ تمكن المؤشر العام من الالتصاق بالاتجاه الصاعد في تداولات آخر 4 أيام قبل الإجازة، والتي انعكست إيجابيا على روح التعاملات، بعد أن أوصلت السوق إلى مستوى 7912 نقطة، والتي أغلق عندها المؤشر العام، محاولا العودة إلى منطقة الحاجز النفسي المتمثلة في مستوى 8000 نقطة. حيث يتوجب عليه تجاوز مستوى المقاومة في المنطقة بين مستوى 7930 إلى 7950 نقطة.

وجاءت التعاملات الأخيرة نتيجة الصراع بين القطاعات الرئيسية في السوق، والتي قاومت فيها النتائج المتوقعة لقطاع الصناعي، السلبية التي غلبت على نتائج البنوك، وعلى وجه الخصوص التوقعات التي تلف نتائج الربع الثالث لشركة سابك، والتي دفعت أسهم الشركة لقيادة المؤشر العام نحو المنطقة الايجابية. وأحدث المؤشر العام هذه الحركة المتفائلة، على الرغم من ضعف الكميات المتداولة وقيمتها، والتي تضاءلت بقوة خصوصا مع دخول تعاملات شهر رمضان، لكن تركز التعاملات على أسهم شركة سابك في الفترة الخيرة كان له الدور الأكبر في رفع وتيرة التفاؤل والتي أخذت السوق إلى المستويات الحالية. إلا أن قوة سلبية نتائج القطاع البنكي، مع الضغط المعتاد الذي يعقب أي نتائج إيجابية لشركة سابك، قد يكون له تأثير على تعاملات، بعد انكشاف نتائج سابك. حيث ذكر محمد البشري محلل فني، أن سوق الأسهم السعودية اتجه إلى الارتفاع مع تماسك المؤشر العام بعد الأداء الايجابي الذي عكسته تداولات القطاع الصناعي.

وأشار البشري لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه الأداء للقطاع الصناعي يأتي بعد التوقعات التي تتركز على إيجابية أرباح شركة سابك خصوصا مع دخول أرباح وحدة البلاستك في جنرال إليكتريك لقوائم الشركة، إلا أن المحلل يرى أنه اعتاد السوق على الضغط المتعمد على أسهم شركة سابك قبل ظهور النتائج الجيدة المتوقعة، إلا أن هذه القاعدة كسرت في السيناريو الماضي.

وأوضح المحلل الفني أن السوق يعكس حاليا إشارات إيجابية قوية، خصوصا بعد أن اخترق المؤشر العام نموذج الوتد الهابط على الرغم من الكميات الضعيفة التي رافقت هذا الاختراق، مؤكدا أهمية تجاوز أسهم شركة سابك لمستوى 135 ريالا والتي تعد عقبة قوية في طريق السوق.

ويتوقع البشري من خلال معطيات فنية أن يتوجه المؤشر العام إلى مستوى 7945 نقطة مع افتتاح تعاملات اليوم، لتعود السوق لمرحلة جني الأرباح بعد الارتفاعات الأخيرة، متوقعا مواصلة السوق بعدها للصعود إلى مستوى 8100 نقطة، وملمحا إلى انعكاس نظام التداول الجديد الذي يبدأ تطبيقه اليوم والاكتتابات الأخيرة على نفسيات المتعاملين.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» سليمان العلي مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية اعتادت في هذه الأوقات على الدخول في موجة التحركات المفاجئة مع التوقعات التي تحيط في بعض القطاعات، مفيدا بأن قدرة القطاع الصناعي على جذب الانتباه يثير الاستغراب خصوصا في هذا التوقيت بالذات.

ويرفض العلي تأييد أن هذا التحرك لأسهم شركة سابك ناجم عن التوقعات الايجابية لأرباح الشركة، معلقا على ذلك بقوله «لماذا لم يتأثر سهم الشركة بهذه التوقعات المتفائلة إلا بالتزامن مع الحركة السلبية لأسهم بعض البنوك والتي سايرت نتائجها السلبية» مؤكدا انكشاف هذه الحقائق منذ فترة، وملمحا إلى أن هذا الأداء يأتي من قبل صناع السوق الذين يرغبون بإضافة لمسة تفاؤل على السوق تقاوم تأثير البنوك.