لندن على رأس لائحة المدن الأوروبية الأكثر نشاطا في مجالي العقارات التجارية والاستثمار

مؤسسة «لاسال»: المستثمرون سيتعرضون لضغوط كبيرة بسبب أزمة الائتمان

لندن من أكثر المدن الأوروبية جذبا للمستثمرين («الشرق الأوسط»)
TT

أكد تقرير جديد عن مؤسسة «لاسال» الخاصة بإدارة الاستثمارات، ان العاصمة البريطانية لندن تتربع على صدارة قائمة المدن الأوروبية على صعيد استثمار واستئجار العقارات التجارية.

ويؤكد التقرير ايضا ان لندن على رأس لائحة المدن الاوروبية من ناحية النمو الاقتصادي رغم ازمة الإئتمان.

ومن عادة التقرير الذي يرافق مؤشر النمو الاقتصادي الإقليمي في اوروبيا (EREGI) السنوي، ان يضع ترتيبا للمدن (91 مدينة اوروبية) الأكثر طلبا عند سكانها، بالإضافة الى المستثمرين والمستأجرين فيها على المدى القريب. ويؤخذ المؤشر بعين الاعتبار عوامل النمو الاقتصادي، وضع الثروات ومستواها وجاذبية اسواق المدينة التجارية.

ويشير تقرير «لاسال» الى وجود علامات ايجابية في جميع انحاء اوروبا، وان هناك قدرا كبيرا من رؤوس الأموال التي تستهدف الاسواق الاوروبية، وخصوصا اسواق العقار فيها. ويتوقع ان يبقى مستوى الصفقات والمبيعات على قوته في النصف الثاني من هذا العام رغم الأزمة الائتمانية التي سببتها مشكلة الرهن العقاري العالي المخاطر في الولايات المتحدة.

ويبدو أن مدينة لندن بدأت تستفيد من عملية تطوير البنية التحية في شرق المدينة، تحضيرا لقيام الألعاب الاولمبية عام 2012، كما استفادت من النمو الممتاز في قطاعاتها المالية وسوق العمل نتيجة استقبال مئات الآف من مهاجري اوروبا الشرقية وخصوصا بولندا.

واهم ما في التقرير، ان اسواق العقار الاوروبية ستتمكن من استيعاب تفاعلات ونتائج ازمة الائتمان الدولية. وعلى هذا الاساس تكون لندن قد تربعت على رأس اللائحة للسنة الثانية على التوالي، واحتلت مدينة ميونيخ المرتبة الثانية مكان العاصمة الفرنسية باريس التي احتلت المرتبة الثانية عام 2005، وجاءت على رأس اللائحة عام 2004. ويبدو ان الاقتصاد الألماني المتعافي والصحي ساعد موينخ للوصول الى المرتبة الثانية، وان باريس تتأثر بتراجع نمو سوق العمل. ويقول غود تشايلد عن «لاسال»: «ان اوروبا تتمتع بمجموعة من المدن الاساسية التي تعتبر مواقع مهمة للمستثمرين. وتعتبر اسواق لندن وباريس وميونيخ الاهم في هذه اللحظة، إذ انها تلبي حاجات سكانها ومستثمريها التجارية».

وقد تراجع موقع العاصمة الإيرلندية دبلن من المرتبة الثالثة الى الرابعة، مما دفع بالعاصمة الإسبانية الى من المرتبة الخامسة الى العاشرة. وجاء بعد دبلن العاصمة السويدية استوكهولم ثم لوكسمبورغ وهيلسنكي وشتوتغارت ثم اوسلو في المرتبة التاسعة. وحول لندن يقول التقرير ان المدينة تتمتع بناتج محلي اجمالي عال، ومعدل نمو اقتصادي جيد. كما في المدينة اهم المراكز المالية حول العالم وبشكل خاص اوروبا. وتستحوذ المدينة على حصة ضخمة من النشاط المالي العالمي اكبر من حصة نيويورك. كما ان المدينة مركزا لأهم الشركات التقنية العالية، الصناعات الذكية ومن اهم المراكز الوطنية الخاصة بأبحاث ونتاج الأدوية، اضف الى ذلك الدفعة القوية التي منحتها عملية تطوير البنية التحتية للألعاب الاولمبية عام 2012.

أما عن ميونيخ فيقول التقرير، انها حصلت على مرتبتها نتيجة الاقتصاد الإلماني الممتاز الأداء في الفترة الاخيرة، وبقائها اكثر المدن جذبا للأعمال والاستثمار في المانيا. ومن شأن هذا ايضا، جعل المدينة جذابة للاستثمار العقاري التجاري وغيره. وهذه افضل مرتبة تحصلها المدينة منذ صدور المؤشر قبل تسع سنوات.

أما بخصوص دبلن، فإنها تراجعت مرتبة واحدة رغم انها لا تزال من اهم المدن الاوروبية من الناحيتين الاقتصادية والعقارية ويتوقع لخدماتها المالية ومشاريع بنيتها التحتية واتساع رقعة الملكية الخاصة ان تساهم في دفع الاقتصاد باتجاه النمو وعلى صعيدي سوق العمل الإنتاج العام. وعن استوكهولم التي حافظت على ترتيبها السادس، يقول التقرير انها تبقى افضل المدن الإسكندنافية اداء على الصعيد الاقتصادي والعقاري التجاري وغيره. وتشهد المدينة جملة من مشاريع بناء المؤسسات وشق الطرقات وتوسيع خطوط سكك الحديد. كما ان هناك مشاريع عمرانية وعقارية اسكانية ضخمة لحل مشكلة السكن في المدينة نتيجة للنمو السكاني.

وحذر تقرير «لاسال» من ان المستثمرين سيتعرضون لضغوط كبيرة في المستقبل القريب نتيجة ازمة الائتمان، إذ فرضت هذه الازمة على البنوك تشديد الشروط على القروض وعلى البنوك المركزية رفع معدل الفائدة العام والتراجع على ارباح قطاع الإيجار.

واشار التقرير الى ان اكبر الخاسرين هي المدن الإسبانية (كلها باستثناء بلنسيا) والإيطالية، ما يعكس التراجع العام في النمو الاقتصادي بعد فترة طويلة من النمو والتطور.

وتحتل المدن الإيطالية اسفل القائمة، بسبب الإداء الاقتصادي المتردد والآفاق المستقبلية الضعيفة والحاجة الى اعادة تأهيل.

ومن المدن البريطانية التي حسنت مرتبتها كانت مدينة بيرمنغهام التي احتلت المرتبة الـ29، تليها نوتنغهام ـ داربي في المرتبة الـ3 وكارديف في المرتبة الـ47.

وعلى صعيد اوروبا الشرقية، يقول التقرير ان النمو الاقتصادي انعكس على المدن التي حسنت مراتبها الى الافضل وخصوصا المدن البولندية والعاصمة وارسو التي تعتبر حالية الاكثر جذبا من النواحي الاستثمارية.