خبراء: اليورو سيبلغ 1.45 دولار قبل نهاية العام الحالي

أونصة الذهب ترتفع 100 دولار في شهرين

TT

ارتفع اليورو أمام الدولار أمس إلى مستوى قياسي جديد في ظل توقعات بإقدام مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي على خفض جديد لسعر الفائدة الأسبوع المقبل في إطار محاولات إنعاش الاقتصاد وتخفيف حدة أزمة السيولة النقدية في الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

ويتوقع الخبراء وصول سعر اليورو إلى 1.45 دولار قبل نهاية العام الحالي بعد أن فقد الدولار نحو 8% من قيمته أمام اليورو منذ بداية العام الحالي.

وتمثلت قوة الدفع الرئيسية في ضعف الدولار الذي تراجع الى مستويات متدنية جديدة مقابل اليورو وسلة عملات وسط توقعات أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) سعر الفائدة من مستواه الحالي 4.75 في المائة الاسبوع القادم.

وينال تراجع أسعار الفائدة من اغراء العملة الاميركية التي يجعل ضعفها من السلع المسعرة بها أرخص للمستثمرين غير الاميركيين.

وقال لـ«رويترز» كريستوف ايبل مدير التداول لدى تيبيريوس لادارة الاصول، «يبدو أن الجميع يريدون بيع الدولار وشراء أصول أخرى... أي أصول سواء أسهم أو سلع أولية... هكذا التداول الان».

وأجج ضعف الدولار قوة الدفع الصعودية في الخام وسط تدفقات متزايدة من الاستثمارات المضاربة الى جانب عمليات شراء تحركها عوامل فنية.

وتضرر الدولار كذلك من ارتفاع أسعار الخام الاميركي متجاوزة 92 دولارا للبرميل وصعود الذهب الى أعلى مستوياته في 28 عاما مما رفع اسعار عملات الدول الغنية بهذه السلع على حساب الدولار فزاد الدولار الاسترالي الى أعلى مستوياته في 23 عاما أمام الدولار. وارتفع سعر اليورو الى 1.4377 دولار وهو أعلى مستوياته منذ طرحه عام 1999.

وتخلى عن بعض مكاسبه ليسجل 1.4364 دولار.

وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قيمتها أمام سلة من ست عملات رئيسية الى 77.035 وهو ادنى مستوياته في مرحلة ما بعد بدء العمل به بعد اتفاقية بريتون وودز قبل 30 عاما. وانخفض سعر الين 0.2 في المائة الى 114.37 ين للدولار وبمقدار نصف نقطة مئوية الى 164.33 يورو.

وقفزت العملة الأوروبية في مستهل تعاملات أمس إلى 1.4374 دولار، فيما يعد عودة جديدة إلى الصعود بعد ثلاثة أسابيع من التراجع وذلك بسبب حالة الغموض الاقتصادي الناجمة عن أزمة خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري بالولايات المتحدة.

ويثير هذا التطور مخاوف دول منطقة اليورو وعددها 13 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بشأن القدرة التنافسية لها في الأسواق الخارجية مع الارتفاع المطرد للعملة الأوروبية الموحدة.

يأتي الارتفاع الجديد في سعر اليورو قبل أيام من الاجتماع المنتظر للجنة السياسة النقدية في مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي يوم الأربعاء المقبل في ظل توقعات قوية بخفض سعر الفائدة الأميركية الأمر الذي يعزز الضغوط على العملة الأميركية.

وكان مجلس الاحتياط الاتحادي قد خفض سعر الفائدة الشهر الماضي بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 4.75% في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي الأميركي. وفي اسواق المعادن الثمينة ارتفع سعر اونصة الذهب مجددا امس ليصل الى 780 دولارا في سوق لندن، وهو اعلى مستوى لها منذ بداية العام 1980، بسبب تراجع جديد لسعر الدولار وارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية جديدة.

ووصل سعر اونصة الذهب الى 778.50 دولار في وقت سابق من تعاملات امس وهو سعر قياسي منذ يناير (كانون الثاني) 1980 ما يعتبر زيادة بحوالي 100 دولار منذ مطلع سبتمبر (أيلول)، وبارتفاع نسبته 15% خلال شهرين.

ويساهم تراجع سعر صرف الدولار الذي وصل الى ادنى مستوى تاريخي له امام اليورو واسعار النفط القياسية في ارتفاع سعر اونصة الذهب. ويلجأ المستثمرون الى اقتناء الذهب بسبب ارتفاع اسعار النفط الذي يعتبر سلبيا لافاق النمو الاقتصادي.

واسترشدت أسعار الذهب بالاتجاه الصعودي للنفط وضعف الدولار وتصاعد التوترات السياسية لتشق طريقها تدريجيا تجاه مستوى المقاومة النفسي عند 800 دولار الذي لم تبلغه منذ عام 1980 عندما سجل المعدن الاصفر أعلى مستوياته على الاطلاق عند 850 دولارا للاوقية.

وسجل الذهب في أحدث معاملاته 775.70 دولار بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته في 28 عاما عند 778.25 دولار.

وقال جون ريدي كبير محللي المعادن لدى بنك الاستثمار يو.بي.اس «الصورة الاقتصادية المتدهورة تتجسد في ضعف الدولار وهذا يساعد الذهب. كذلك يبدو النفط قويا. نقترب كثيرا من 800 دولار. خطر التصحيح لا يزال قائما لكنك تحتاج الى محفز له».

وارتفعت أسعار البلاتين سيرا على خطى الذهب ومقتربة من مستوى قياسي مرتفع بلغته في الاونة الاخيرة عند 1454 دولارا للاوقية. وسجل المعدن في أحدث تداولاته 1451 دولارا.

كما بدت المعادن الصناعية قوية مع بيانات تظهر طلبا صينيا قويا عليها، الامر الذي أبطل أثر عدم التيقن الاقتصادي.

وسجل النحاس تسليم ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن 7830 دولارا للطن بزيادة 80 دولارا أو 1.03 في المائة عن اغلاق أول من أمس الخميس ولتصل مكاسبه منذ مطلع العام الى أكثر من ألف دولار. وغالبا ما يعتبر النحاس مؤشرا لسوق المعادن وللاقتصاد الحقيقي عموما. وفي أسواق المال والبورصات العالمية أنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع كبير مدعومة بالنتائج الإيجابية لبعض الشركات.

وصعد مؤشر نيكي القياسي بمقدار 221.46 نقطة أي بنسبة 1.36% ليصل إلى 16505.63 نقطة. في حين ارتفع مؤشر توبكس للاسهم الممتازة بمقدار 25.9 نقطة أي بنسبة 1.67% إلى 1548.07 نقطة.

وكانت بعض الشركات اليابانية الكبرى قد أعلنت تحقيق نتائج ربع سنوية تجاوزت التوقعات منها هوندا موتور للسيارات وسوني كورب للإلكترونيات مما أشاع جوا من التفاؤل في البورصة.

وقد أنهى مؤشر نيكي تعاملات الأسبوع الحالي بتراجع نسبته 1.84% من قيمته في حين تراجع مؤشر توبكس بنسبة 2.72%.

هذا وتراجعت أسعار الاسهم الاوروبية في التعاملات المبكرة امس اذ عوض ضعف نتائج أعمال بعض الشركات المكاسب المترتبة على ارتفاع اسهم شركات النفط والاتصالات.

وهبط مؤشر يوروفرست لاسهم كبرى الشركات الاوروبية 0.2 في المائة مسجلا 1563.46 نقطة بعد ارتفاعه بأكثر من واحد في المائة أول من أمس الخميس عندما اثارت المزيد من نتائج الاعمال الضعيفة لشركات أمريكية احتمالات ان تخفض الفائدة الامريكية الاسبوع المقبل وهو ما من شأنه دعم الاسهم.

وانخفض سهم شركة ساندفيك السويدية سبعة في المائة بعد أن أعلنت نتائج ضعيفة في حين هبط سهم سلسلة متاجر اهولد الهولندية 4.7 في المائة بعد ان قالت أن اعمال تحديث متاجرها في الولايات المتحدة ما زالت تضر بهوامش ارباحها.

واستفادت أسهم شركات النفط من ارتفاع اسعاره فسجل الخام الامريكي مستوى قياسيا فوق 92 دولارا للبرميل. وارتفع سهم بي.بي 1.3 في المائة ورويال داتش شل 1.5 في المائة وتوتال 1.5 في المائة.