الأسهم السعودية.. استنزاف النتائج المهمة يرفع نسبة الترقب لاستمرارية الاتجاه

في ظل وقوف المؤشر العام للسوق عند قمة أغسطس الماضي

TT

تستكمل سوق الأسهم السعودية تعاملاتها اليوم، بعد توقف لإجازة نهاية الأسبوع، وفيها يترقب المتعاملون مدى قدرة المؤشر العام على الاستمرار، في اتجاهه الصاعد، والذي ظهر وبقوة مع بداية تداولات الأسبوع الماضي، بعد أن دفع السوق لاعتلاء الحاجــز النفسي المتمثل في مستــوى 8000 نقطة، وإغلاق المؤشــر عند مستوى 8209 نقاط. حيث يرفع المتداولون مستوى المتابعة، لرؤية ما سيؤول إليه اقتراب السوق من القمة السابقة، والمتحققة في أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، والتي لامس فيها المؤشر العام أعلى إغلاق عند مستوى 8226 نقطة، قبل أن يبدأ مسلسل التراجع إلى مستوى 7681 نقطة، والتي تعتبر المستويات الدنيا الأخيرة للموجة الحالية والتي نقلت السوق بعدها إلى المستويات التي يدور في فلكها.

ويزيد من نسبة التركيز على مدى قدرة السوق على التمسك في مسارها المتفائل، استنزاف أسهم أغلب الشركات القيادية لحركتها السعرية الناجمة عن تفاؤل الأرباح المتوقعة، والتي ظهرت إلى العيان خلال تداولات الأسبوع الماضي. ويزيد من ذلك مع وقوف المؤشر العام على مشارف هذه المقاومة التي تحتاج إلى زخم عال يأتي من قبل الأسهم القيادية أو أغلبها على الأقل، لتمنح السوق قدرة على تجاوز هذه المستويات.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فيصل العثمان، محلل فني وعضو جمعية الاقتصاد السعودية، إلى أنه قبل الدخول في توقعات الاتجاه العام لا بد من إلقاء نظرة مفصلة على أداء المؤشر العام في الفترة الماضية، حيث يلاحظ أنه يعيش في داخل اتجاه جانبي. إذ اختبر المؤشر العام مستوى دعم 6800 نقطة في وسط السنة الحالية مرتين متتاليتين.

وأضاف العثمان أن هذا المستوى يمثل دعما أسبوعيا كما هو يومي أيضا، مشكلا قاعا مزدوجا، يتمثل خط الرقبة فيه عند مستوى 7200 نقطة والذي هو في نفس الوقت مستوى مقاومة مما يجعل كسره أمرا مهما وصعبا في آن واحد، مفيدا بتمكن المؤشر العام من تجاوز هذا المستوى مع وجود حجم تداول معقول، عاكسا بذلك توجهه الهابط.

وأوضح أنه بهذا الانعكاس استطاع المؤشر الوصول إلى مستوى مقاومة 8300 في أواخر أغسطس الماضي مخترقاً عدة مقاومات ومعتمدا على المتوسط المتحرك، ثم صحح ليس بالقليل ولكنه على مدة طولية نسبيا بحجم تداول متناقص، كوّن بذلك نموذج الوتد، وهو بهذا الشكل يعتبر نموذج تكملة للمسار الصاعد، حيث يغلب الظن أنه سيصل إلى مستوى مقاومة 8300 بعد كسر هذا النموذج وهو ما حصل بالفعل.

ويتوقع العثمان، أنه وبناء على المعطيات السابقة، فالوتد بشكله هذا يعتبر نموذج تكملة أي أنه بعد اختراقه، من المرجح أن يكمل المؤشر تصاعده للوصول إلى الهدف المبدئي عند منطقة 8300 نقطة، وهو ما حدث في الأسبوع الماضي، بانيا توقعه بأن يقوم المؤشر بالتصحيح إلى مستوى دعم عند 8000 نقطة، بعد فترة التوازن التي مر بها خلال اليومين الأخيرين.

ويرى المحلل العثمان أن تتجه السوق بعدها إلى الهدف النهائي، مرجحا أن تتجاوز مستوى المقاومة عند 8300 نقطة، لتصل إلى منطقة 9000 نقطة، وقد تتجاوزها لتصل إلى 9300 نقطة. إلا أنه يؤكد على ضعف هذا الاحتمال لأن مستوى مقاومة 9000 هو الحد الأعلى للتوجه الجانبي الذي يعيش فيه المؤشر العام على المدى الأسبوعي.

من جانبه أبان لـ«الشرق الأوسط» سلطان المطلق مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية بدأت تتحرك بناء على رؤى المستثمرين، التي تستشف من قوائم الشركة المالية، بدليل ظهور الانتقائية في أداء الأسهم، مما يعني تخلص السوق من التوجه الجماعي الذي يؤجج المضاربة، وتعافي السوق نسبيا من هذه الظاهرة.