إطلاق أول بنك لتمويل ودعم الاستثمارات السياحية العربية منتصف 2008

برأسمال ملياري دولار وبمشاركة مستثمرين من الدول العربية في مسعى لخلق فرص استثمارية جديدة

جانب من المنتدى الأول للسياحة في البلدان الإسلامية، الذي عقد في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة عن أن بنكا موجها للاستثمارات السياحية العربية، سيبدأ منتصف العام المقبل 2008، تقديم خدماته التمويلية والاستثمارية في قطاع السياحة العربي برأسمال يقدر بملياري دولار. ويعتبر هذا الاول من نوعه في هذا النشاط.

وأكد الدكتور غسان السليمان رئيس مجلس إدارة شركة سراج كابيتال، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن البنك العربي السياحي، سيبدأ تقديم خدماته التمويلية والاستثمارية من منتصف 2008، ويشارك في إنشائه مجموعة مستثمرين من الدول العربية وعلى رأسها السعودية بثقلها الاقتصادي.

وأوضح السليمان الذي تم تعميد شركته من قبل منظمة السياحة العربية التابعة لجامعة الدول العربية بمتابعة إخراج البنك إلى النور أن البنك الذي سيقدم خدمات للاستثمار ودعم المشاريع السياحية في الدول العربية ولن تقتصر خدماته على تمويل وإنشاء المدن السياحية والفنادق الضخمة. إذ أشار السليمان الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش فعاليات المنتدى الأول للسياحة في البلدان الإسلامية والذي عقد في مدينة جدة (غرب السعودية) على مدار يومين، أن البنك سيسعى إلى خلق فرص استثمارية جديدة في القطاعات السياحية، إلى جانب تمويل مشاريع البنية التحتية للقطاع في الدول العربية التي تعاني من عدم وجود بنية تحتية مناسبة.

وذكر أن من بين خدمات البنى التحتية التي سيدعمها ويمولها البنك السياحي إنشاء شبكات الطرق، والمطارات، وخطوط الطيران، وغيرها من الخدمات الأساسية والمشروعات الضخمة.

من جانب آخر أشار عدد من الخبراء الاقتصاديين المشاركين في المنتدى، إلى غياب الدور الذي يقدمه القطاع المصرفي السعودي في تطوير الاستثمارات السياحية، وهو ما أشار إليه حسين شبكشي مدير إحدى الجلسات بقوله «البنوك بشكل عام تختار القطاعات السهلة والربح السريع على حساب القطاعات الخلاقة والواعدة».

وأضاف شبكشي، أن تمويلات البنوك تذهب إلى قطاعات محدودة، وهو ما جعل الاقتصاد السعودي غير خلاق وغير مبدع ومعتمد بشكل أساسي على العقار والمساهمات العقارية التي جفت».

وهو ما أكد عليه رئيس المنظمة العربية للسياحة، بندر آل فهيد بقوله «للأسف البنوك لدينا لا تقرض المشروعات السياحية، ولا تهتم بإتاحة الفرص الاستثمارية في هذا القطاع، وهو ما أدى من بين جملة أسباب إلى تأخره». في حين أرجع السليمان السبب في عدم وجود خدمات مصرفية وبنكية متخصصة في القطاع إلى أن الاهتمام في معظم الدول الإسلامية لم ينصرف إلى السياحة إلا مؤخراً خاصة في دول الخليج، التي كان التركيز فيها على قطاعات البتروكيماويات والصناعات النفطية الأخرى. ولم يستثن السليمان أيضا مؤثرات أخرى من بينها الأوضاع الأمنية في المنطقة والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت على نمو القطاع السياحي في الدول العربية ذات القابلية الكبرى للاستثمارات السياحية كالجزائر ولبنان على سبيل المثال.

وتوقع السليمان في الفترة المقبلة ازدياد حجم التسهيلات والخدمات المصرفية المتخصصة في مجال السياحة نظراً للنشاط الذي يشهده هذا القطاع والدعم الحكومي الذي يقدم له حالياً.

وكانت جلسات المنتدى قد اختتمت أول من أمس الأربعاء وسط حضور ضئيل في القاعة وشبه غياب كامل للمستثمرين وممثلي القطاعات المصرفية والبنكية الأمر الذي علله مدير أولى جلسات اليوم الثاني حسين شبكشي، بحداثة التجربة. وبدأت الجلسات بنقاش حول تطوير السياحة البينية في دول العالم الإسلامي بمشاركة صباح زنقن ممثل إيران الذي تحدث عن صناعة السياحة في إيران، وطالب بزيادة التبادل السياحي بين إيران والدول الإسلامية الأعضاء بالمنظمة.

وأشار إلى أن هناك أكثر من 3 ملايين سائح إيراني يزورون دولا إسلامية، وأن أكثر من مليون سائح من الدول الإسلامية يزورون إيران، وطالب بوضع خطة لتطوير العمل السياحي بين الدول الأعضاء، إضافة إلى مشاركة مدير عام العلاقات العامة ومسؤول السياحة العربية بوزارة السياحة التونسية، عبد السلام الزرماطي الذي تحدث عن التجربة التونسية في المجال السياحي. وفي السياق ذاته، طرحت الهيئة العليا للسياحة بالسعودية من خلال ورقة عمل قدمها مدير الوحدة الاستشارية بالهيئة، عبد العزيز بن متعب الرشيد خلال الجلسة الأخيرة من أعمال المنتدى، رؤية مقترحة لتنمية التعاون في المجال السياحي بين الدول الإسلامية من خلال تطوير السياسات الوطنية والمحلية التي تتبناها حكومات الدول الإسلامية لمعالجة وتنشيط القطاع السياحي، إضافة إلى تطوير سياساتها الإقليمية وتطوير سياساتها الشاملة التي تتخذ في إطار المنظمات الدولية. حيث أشار إلى أنها مهتمة بتنمية الدول الإسلامية والمنظمات ذات العلاقة بالقطاع السياحي. في حين تناولت ورقة العمل التي قدمها الدكتور عيسى رواس، وكيل وزارة الحج لشؤون العمل التعريف بضوابط تقديم خدمات المعتمرين، وإيضاح آليات التنسيق بين القادمين لأداء العمرة والقادمين بغرض السياحة.