سعود الفيصل: لا نريد حربا حتى ولو بـ200 دولار لبرميل النفط

النعيمي: التقلبات الحادة التي نراها اليوم ليست من صنع أوبك

الامير سعود الفيصل اثناء المؤتمر الححافي المشترك (تصوير: أحمد فتحي)
TT

في مؤتمر صحافي مشترك اختلطت فيه السياسة بالاقتصاد، رفض الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تسييس اوبك، قائلا إنها منظمة معنية أساسا بإنتاج النفط، كما رفض التطرق إلى افتراضات حدوث حرب جديدة في المنطقة، في إشارة الى المواجهة بين ايران والغرب بسبب الملف النووي، وما أعلن عن إمكانية وصول النفط الى 200 دولار للبرميل، وقال مازحا، مستعدون للتسامح في الـ200 دولار مقابل الا تحدث حرب.

واعلن وزير الخارجية السعودي، الذي اشاد في بداية مؤتمره الصحافي، بروح المسؤولية والتعاون التي سادت في المداولات، ان الكويت وقطر والامارات تبرعت كل منها بمبلغ 150 مليون دولار، لتمويل برنامج ابحاث الطاقة والبيئة، الذي اعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في افتتاح قمة اوبك الثالثة في الرياض، وخصصت له السعودية مبلغ 300 مليون دولار.

وحول الدعوة الى دور سياسي لاوبك، قال الامير سعود الفيصل، ان اوبك ليست منظمة سياسية، فهي منظمة لانتاج النفط.من جهته قال وزير البترول علي بن ابراهيم النعميي ان المنظمة تخلت منذ عام 1986 عن تحديد اسعار النفط تاركة ذلك للسوق، وبالتالي فان الافكار السياسية التي طرحت كانت يمكن ان تطرح في مكان اخر غير اوبك.

وحول موضوع انخفاض الدولار، الذي اعربت دول مشاركة في القمة عن قلقها منه، قال الامير سعود الفيصل، ان واجب المنظمة حماية عوائدها من النفط، وان وزراء المالية هم المسؤولون عن دراسة هذا الموضوع، ووجهت القمة الوزراء بدراسة هذا الموضوع.

واشار الامير سعود الفيصل الى كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي اكدت ان البترول يجب ان يكون اداة للبناء والتعمير، وليس وسيلة للنزاع والصراع. مؤكدا ان استقرار السوق هو مسؤولية مشتركة بين المنتجين والمستهلكين لضمان استمرار عملية النمو الاقتصادي. واشار الى ان معالجة مسألة التقلبات في الاسعار يجب ان تستند الى لغة الحقائق والارقام، وليس الافتراضات والتكهنات، كما ان من المهم عدم تحميل النفط مسؤولية التغيرات المناخية، وما يستتبع ذلك من فرض ضرائب باهظة عليه تضر المستهلكين.

وأجاب الامير سعود الفيصل حول تكهنات ترددت بان المغادرة المبكرة لرئيس دولة الامارات وامير قطر قبل الجلسة الختامية مرجعها خلافات، بقوله ان الزعماء لديهم مشغوليات ولا يفترض ان يجلسوا حتى الجلسة الاخيرة لاعلان القرارات.

وتحدث في المؤتمر الصحافي المشترك علي بن ابراهيم النعيمي، وزير البترول السعودي، عن الحادث الذي وقع في خط غاز امس، قائلا انه لا يؤثر على الانتاج، لانه مشروع خط جديد. وقال ان القتلى كما ورد في ارامكو 28، بينما يوجد 12 مفقودا يجري التأكد من وضعهم قبل اصدار بيان بعدد اخر من الضحايا، بينما اعرب الامير سعود الفيصل عن تضامنه مع الضحايا طالبا لهم الرحمة ومعزيا ذويهم.

واجاب الامير سعود الفيصل على 3 اسئلة سياسية طرحت في المؤتمر طلب بعدها من الصحافيين التركيز على موضوع قمة اوبك، الذي عقد المؤتمر الصحافي من اجله، ونفى ان يكون قد تم بحث الاقتراح الذي طرح على ايران بتخصيب اليورانيوم بواسطة كونسورتيوم في بلد محايد، وذلك لنزع فتيل الازمة. وحول ما اذا كان يتوقع ان ينتخب اللبنانيون رئيسا خلال الفترة المحددة لذلك في البرلمان اللبناني، اعرب عن تمنياته بان يكون هناك حل للازمة هناك، لكنه قال لا نعرف فالسؤال يجب ان يوجه الى المسؤولين اللبنانيين، لانهم هم الذين بيدهم القرار ونحن نساعد لو طلب منا ذلك. وحول اجتماع انابوليس قال ان مرتكزات المؤتمر هي خريطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية والمشكلة ليست في المرتكزات، ولكن في التنفيذ وان يكون عند الاسرائيليين حسن نوايا فليس معقولا ان يتحاوروا حول اعادة الحقوق الفلسطينية، بينما لا يتوقف بناء المستوطنات، ولايزال هناك جدار والمواقف العربية لتتعلق بالتفاؤل والتشاؤم، ولكنها تتعلق بالرغبة في ايجاد الاسس الحقيقية للسلام، مشيرا الى ان هناك مبادرة عربية مشتركة وفاعلة ومؤثرة وقابلة للتطبيق، وهناك اجتماع للدول العربية يوم 22 الجاري من اجل تقرير الموقف من انابوليس.

وحول تقلبات اسعار النفط الحالية قال علي بن ابراهيم النعيمي، ان اوبك تخلت عن تسعير النفط منذ عام 1986 والتقلبات الحادة التي نراها اليوم ليست من صنع المنظمة، ولا من عمل الدول المنتجة، فمهمة منظمة اوبك هي ان تحافظ على الامدادات في ضوء الطلب وان تحافظ ايضا على مخزون معقول يمنع حدوث التذبذبات.