نجاد يقترح تأسيس بورصة جديدة للنفط والتخلي عن الدولار

الرئيس الإيراني قدم إقتراحات من بينها عقد قمة أوبك كل سنتين أو 3 سنوات

أحد أعضاء الوفود الآسيوية يغفو أثناء الجلسات الختامية للقمة (أ.ف.ب)
TT

اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، على دول أوبك أمس، التخلي عن الدولار، وإبرام الصفقات الخاصة بالنفط على أساس تشكيلة من العملات الصعبة المعتمدة، أو اعتماد عملة صعبة جديدة أساسا للتعامل، ومناشدة بورصات النفط اعتماد عملات صعبة أخرى.

ودعا نجاد الدول الأعضاء، إلى تأسيس بورصة نفط جديدة من قِبل الأعضاء، بغية خدمة الأهداف "الإنسانية" والمصالح "الوطنية"، على حد تعبيره، فيما حث قادة الدول المصدرة للنفط، على المبادرة باستبدال احتياطيهم من العملة الصعبة إلى عملات أخرى معتمدة، للحيلولة دون الخسارة جراء تداعيات سقوط سعر الدولار.

وقدمت إيران، في الكلمة التي ألقاها رئيسها نجاد، وأرسلت السفارة الإيرانية في الرياض نسخة منها لـ"الشرق الأوسط"، 11 مقترحا، منها "التخطيط لآلية نقدية ومالية مناسبة، من خلال مشاركة الأعضاء واستثماراتهم، وتنفيذ الاقتراح المقدم من الرئيس الفنزويلي الرامي إلى تأسيس بنك الأوبك، ليحافظ بدوره على احتياطي العملة الصعبة للأعضاء وليعيد إليهم أرباحهم المالية وليكون سندا جيدا لمشاريعهم التنموية". وعلل الرئيس الإيراني مقترحه الأخير، بـ"وجود بعض البلدان التي تستفيد اقتصاديا بشكل كبير من احتياطي البلدان الأعضاء من العملات الصعبة واستغلالها للأغراض السياسية، والإيرادات الاقتصادية البالغة التي يكسبها الأعضاء في الأوبك".

وشن نجاد هجوما حادا على الولايات المتحدة، متهما الإدارة الحالية، بـ"التستر" على التأثيرات السلبية الناجمة عن انخفاض سعر الدولار، في الوقت الذي قال فيه إن "مؤشرات عديدة تدل على استمرار وتيرة هذا الانخفاض وبالتالي تنامي ما يستتبع ذلك من مشاكل"، على حد قوله.

وألقى الرئيس الإيراني باللائمة في موضوع ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية في البلدان المصدرة للطاقة (كالقمح والرز والحبوب الزيتية وأنواع المعادن كالفولاذ والذهب والنحاس)، على الانخفاض المتزايد لسعر الدولار. وقال إن الخسائر الناتجة عن هذا الأمر تؤثر بشكل جدي على الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من الارتفاع الظاهري لسعري النفط والغاز، طبقا لنجاد، وانخفاض سعر الدولار خلال العامين الماضيين لأكثر من 45 بالمائة، غير أنهما بحسب الرئيس الإيراني، "ما زالتا بعيدتين عن سعرهما الحقيقي".

وحمَل الرئيس نجاد "بعض القوى المتغطرسة" التي قال إنها "عملت على القضاء على الأمن وتوسيع رقعة التهديد والحرب في بعض المناطق الغنية من العالم، وخلقت نوعا من التوتر النفسي في أسواق الطاقة، مما ترك آثارا سلبية على حفظ مصادر الطاقة، وتنمية الاستثمارات، وإثارة مخاوف هائلة في توفير الطاقة في المستقبل القريب".

ودعا نجاد الدول الأعضاء في أوبك لـ"التحلي بضبط النفس، تجاه الطلب المتزايد وغير الحقيقي أحياناً، والسعي للحيلولة دون إبادة احتياطات الطاقة، من خلال التحكم بالإنتاج والعرض"، معتبرا أن من شأن "الحفاظ على المصادر تمتع المجتمع الإنساني بهذه النعمة الإلهية لأمد أطول".

وفيما ساق الرئيس الإيراني انتقادات لاذعة بحق الدول التي لا تلتزم بالحفاظ على مصادر الطاقة، وهو ما عده "هاجسا جديا"، قال "إن تلك البلدان تتصور بأنه في حال زيادة الاستهلاك ونفاد الطاقة الأحفورية، فإن الدول الأخرى ـ لا سيما الدول المنتجة للنفط والغاز في الوقت الحاضر ـ ستضطر إلى الاستجداء منها وبإمكانها احتكار سوق الطاقات الجديدة".

وأضاف "إن عدم الموازنة في العلاقات الدولية وفرض السياسات الأحادية من قِبل بعض الدول، وسعيها للسيطرة والهيمنة على مصادر بقية الشعوب، يعتبر أمراً يثير (قلق) المجتمعات البشرية، ولا سيما في مجال الطاقة".

وأعرب نجاد عن قلقه أيضا، من التدمير المتزايد للبيئة من قِبل الدول الصناعية الكبرى وفي مقدمتها أميركا، بسبب الاستهلاك المباشر والعشوائي لمصادر الطاقة. ومن المقترحات التي قدمها الرئيس الإيراني: إعداد خطة شاملة حول الإنتاج والاستهلاك من قِبل الأعضاء في منظمة أوبك وترجمتها عملياً بعد التنسيق مع بقية المصدرين الرئيسيين والمستقلين، وإعداد برنامج منسق للحفاظ على المصادر في منظمة أوبك، وتنفيذه في ظل التعاون الإيجابي من قِبل الأعضاء وتشكيل منظمة لتبادل الخبرات والتقنية، والتخطيط ومتابعة التشاور مع الدول المصدرة غير الأعضاء للتوصل إلى برنامج عمل مشترك ومنسق، وذلك نظرا لمدى تأثير التنسيق والتعاون بين جميع البلدان المستقلة المصدرة للطاقة في استقرار السوق، إضافة إلى رسم استراتيجية موحدة لإنتاج التقنيات الحديثة واستخدامها بشكل صحيح بهدف الحفاظ على البيئة واعتبار تنويع مصادر الطاقة مصلحة عالمية.

وقال إنه "نظرا إلى التطورات العالمية المتسارعة والتحديات التي تواجهها الدول الأعضاء، فإنه لمن الضروري إقامة اجتماعات القمة لمنظمة الأوبك كل سنتين أو 3 سنوات". واستبعد نجاد أن تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربة لبلاده، وقال "ليست هناك أية أرضية لنشوب حرب جديدة في المنطقة"، مضيفا إن أي خطأ "سيرتكب سيحول المنطقة إلى حالة صعبة جدا. ولن يجد الأميركيون لهم أي موطىء قدم فيها. وهناك عقلاء في أميركا لن يسمحوا لهذه الحرب أن تقع".

ولوح الرئيس الإيراني بأن أي رد سيكون قاسيا في حال تعرضت بلاده لأي ضربة عسكرية.

ووصف نجاد الكلام عن وجود تهديدات إيرانية لدول الخليج بـ"الكاذبة والمزورة". وقال إن هناك "دولا لا تريد لعلاقاتنا مع الخليج أن تستمر".