السعودية: تجمعات علمية ومفاوضات عالمية تشغل تطورات قطاع التأمين المحلي

ورش عمل واتفاقات مع شركات تأمين عالمية

مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) تشرف حاليا على شركات التأمين («الشرق الاوسط»)
TT

يشهد قطاع التأمين المحلي في السعودية حركة ملتهبة للتفاعل مع التطورات القائمة حيث بدأت بتكثيف التجمعات العلمية والعملية للخبراء المتخصصين والعاملين في القطاع ومرورا بتحركات لتحالفات واتفاقيات مختلفة مع شركات أجنبية ذات خبرة عالية في الأسواق العالمية.

وتعمل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) حاليا على عملية الإشراف على شركات التأمين التي رخص منها حتى الآن 14 شركة تأمين جميعها بدأت فعليا في ممارسة أنشطة التأمين بعد أن طرحت للاكتتاب العام في أوقات سابقة بدأت هذا العام ويتم تداول أسهمها في سوق الأسهم بعد إدراجها بشكل متعاقب خلال الشهور القليلة الماضية.

وتركز معظم التطورات الأخيرة في شركات التأمين على عدد من الأنشطة أبرزها عقد مؤتمرات وورش عمل وجمع العاملين في قطاع التأمين، كان آخرها الملتقى الثاني لشركات التأمين الذي عقد الشهر الماضي في مدينة جدة بمشاركة أكثر من 300 خبير في قطاعات التأمين المختلفة.

ويقول الدكتور صالح جميل ملائكة رئيس مجلس إدارة سلامة (إياك السعودية للتأمين التكافلي) إن مثل هذه المؤتمرات مهمة جدا في بداية نشاط التأمين وتساهم في إثراء آفاق ومستقبل سوق التأمين السعودي الذي توقع أن يتجاوز حجمه خلال السنوات الثلاث القادمة 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، و30 مليار ريال (8 مليارات دولار) في غضون عشر السنوات المقبلة.

وأكد ملائكة أن الفائدة كانت كبيرة في التجمع الأخير الذي استمر ليومين شهد تنظيم ورش عمل فاعلة وبالغة الأهمية حيث تطرقت لمبادئ التأمين الإسلامي وهياكل التكافل والتوافق مع الشريعة وورشة عمل أخرى كشفت عن فجوات التأمين وكيفية التغلب على نقص المهارات التأمينية، شارك بها خبراء وأكاديميون على مستوى عالمي.

واعتبر ملائكة أن التجمعات العلمية والعملية ضرورية وتتفق ومستقبل قطاع التامين بشتى مجالاته يشهد نموا قويا خاصة الصحي وتامين السيارات، اللذين يمثلان نصيب الأسد من حصة اختراق السوق ويشكلان نسبة 70 في المائة من إجمالي الشركات، مشيرا إلى أن النمو الحاصل في سوق التأمين الصحي جراء النمو السكاني وتوفير الغطاء الصحي الإلزامي لنحو 7 ملايين شخص، وتغطية جميع الموظفين الأجانب في المستقبل سيساهم في تحفيز التطوير بقطاعات الرعاية الصحية والدوائية. وعلى صعيد آخر، تتحرك شركات تأمين محلية للتفاوض والتباحث مع شركات عالمية للاتفاق معها في بعض الأنشطة، حيث يذكر في هذا الصدد محمد عبد التواب نائب الرئيس التنفيذي لشركة الأهلية للتأمين التعاوني، أن سوق التأمين السعودي بعد توثيق أوضاع الشركات ومنح معظمها السجل التجاري والتراخيص يعد محط أنظار شركات التأمين العالمية من بينهم معيدي التأمين على مستوى العالم بجميع تصنيفاتهم وفي جميع فروع التأمين.

وكشف عبد التواب أن شركته استقبلت خلال الأسابيع القليلة الماضية العديد من ممثلي شركات إعادة التأمين الدوليين من السوق الانجليزي والسوق الألماني والسوق الإسباني والسوق السويسري وهذه الأسواق التي تعد أسواق عالية الاحتراف في عمليات إعادة التأمين في العالم.

وأكد محمد عبد التواب بأن الشركة الأهلية للتأمين تهيئ لزيارة هذه الشركات في بلادها لإبرام اتفاقيات الشركة لإعادة التأمين للعام التأميني 2008 وذلك للتأمينات العامة والتأمين الطبي الذي باشرت فيه الشركة هذا العام، موضحا أنه نظراً لأهمية إعادة التأمين تحرص الشركة على انتقاء الشركات الكبرى الرائدة في إعادة التأمين.

وكانت المعلومات الرسمية الأخيرة كشفت أن هناك 10 ملفات منها تدرس من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، في حين انتهى للتو دراسة ملفات 11 شركة تأمين حولت أوراقها لوزارة التجارة والصناعة السعودية. بينما لا تزال (ساما) تدرس في الوقت الراهن ملفات 10 شركات تأمين تمهيدا لإرسالها للهيئة العامة للاستثمار ومن ثم إرسالها إلى وزارة التجارة والصناعة للموافقة على الترخيص لها، مشيرة إلى أن أوراق تلك الشركات وصلت إلى مراحل متقدمة.