لحماية أرصدتكم المصرفية

سـعود الأحمد

TT

بمناسبة انعقاد مؤتمر «تقنية المعلومات والأمن الوطني»، الذي تنظمه رئاسة الاستخبارات العامة، وحول موضوع حماية مقدرات المواطن، فيما يتعلق بحسابات المواطنين لدى البنوك التجارية. فقد نشرت صحيفة «الاقتصادية» بتاريخ 25 نوفمبر الماضي تحقيقاً صحفياً، تم التطرق فيه لبعض أساليب الاحتيال المصرفي الذي تمارسه عصابة محترفة، بعنوان «حوربت في الولايات المتحدة فاتجهت إلى دول النفط، عصابة (914) النيجيرية تنهب الخليجيين عبر إيميلاتهم»، بمجرد أن تأخذ معلومات عن حساباتهم المصرفية، والموضوع سبق لي ولغيري الكتابة عنه، إلا أن الذي يمكن إضافته في هذا الشأن، أن الأخطر من إعطاء شخص لا تعرفه معلومات عن حسابك المصرفي، أن تعطيه معلومات عن بطاقتك الائتمانية. فعصابات الاحتيال ترسل رسائل على الهواتف الجوالة سبق أن وردتني واحدة منها، رمز مرسلها لأسمه بـ«Visa»، أنقلها كما هي من باب نشر الوعي تقول «مبروك لقد ربحت معنا 20000 ريال وذلك نتيجة اختيارك في نظام التميز، كل ما عليك هو إرسال رقم بطاقتك الائتمانية وتاريخ الانتهاء، بالإضافة إلى ثلاثة أرقام خلف البطاقة من اليسار إلى اليمين على جوالنا الموحد، ليتم إضافة المبلغ للبطاقة». وأهم ما في هذا الأمر أن هذا المحتال يعرف اسمك، وبقي عليه أن يعرف رقم بطاقتك الائتمانية وتاريخ انتهائها وأرقام الكود الثلاثة. ومن ذلك يستطيع استغلال هذه المعلومات ليقوم بعمليات نصب على حساب هذه البطاقة، كل ذلك وصاحب البطاقة لا يدري عن ذلك، إلا عندما يستلم كشف الحساب! وطريقة أخرى، أن يوجد شخص نصاب متمرس بغرفة مكائن السحب الآلي ويتظاهر أنه يجري عملية بإحدى آلات السحب، وهو ينظر إليك وأنت تستخدم آلة السحب الأخرى ليعرف رقمك السري. وما أن تنتهي وتستلم النقود وتخرج للشارع، يناديك وفي يده ورقة نقدية ذات المائة أو المائتي ريال يلوح بها لينبهك بأنها سقطت منك، ويطلب منك أن تعود وتُراجع رصيدك. وأثناء ذلك يقف بجانبك ويلغي العملية ويتظاهر أنه سيعطيك بطاقتك لكنه يسقطها على الأرض وبطريقة احترافية يستبدلها بأخرى لا تخصك. وهو بالطبع يكون قد حصل على البطاقة والرقم السري، وبذلك يستطيع سرقة رصيدك وأنت لا تعلم. وهؤلاء يستغلون طيبة عامة الناس وكون الغالبية لا يعتاد النظر في الاسم المدون على البطاقة ليتأكد أنه هو اسمه الشخصي بالفعل! والبعض لو لم يستطع السحب يؤجل الأمر حتى يراجع البنك بعد مدة، ليكتشف أنه يحمل بطاقة سحب آلي لا تخصه، وأن بطاقته سرقت والرصيد المتوفر في الحساب قد سحب! ولمعالجة هذه المشكلة، علينا أن نأخذ بالاعتبار أن الثغرة التي يستغلها المحتال هي غفلة الكثيرين عن حساباتهم، وأن المختلس يستطيع السحب من الحساب خلال أيام وقد يستمر على ذلك لأسابيع وصاحب الحساب لا يدري، ثم أن المختلس غالباً يكون ضمن عصابة منظمة، وبالتالي فهم لن يغامروا لكسب مبلغ بسيط بعملية سحب واحدة أو اثنتين، ولو أن العميل قد علم بالسرقة مع أول عملية فلا بد أنه سيتنبه ليوقف ذلك. ولذلك فإن الذي أنصح به لمعالجة هذه المشكلة، أن يبادر كل عميل (عاجلاً) ليطلب من البنك أن يمكنه من خدمة (Alert) الذي تخبر العميل بأي حركة مدينة أو دائنة تجرى على حسابه تصل قيمتها إلى مائة ريال فأكثر. وبالمناسبة، هذه الخدمة المصرفية إلكترونية تقدمها البنوك لعملائها مجاناً. والواجب علينا كأفراد إذا لم يقدم لنا البنك الذي نتعامل معه هذه الخدمة أن نكتب لمؤسسة النقد عن هذا البنك لحثه على سرعة توفير هذه الخدمة المجانية وبالشكل المطلوب (أسوة ببقية البنوك)، وأن نقلص تعاملنا مع البنوك المقصرة في مثل هذه الخدمات الأمنية أو التوقف عن التعامل معها حتى تُطور خدماتها، بما يكفل حماية أرصدة عملائها.

* كاتب ومحلل مالي سعودي [email protected]