مدير عام «ونا» المغربية: سنوسع استثماراتنا وخدماتنا في 2008

كريم الزاز لـ «الشرق الأوسط»: طرحنا منتجا جديدا وكسبنا مليون مشترك في 8 أشهر

TT

أعلن كريم الزاز، المدير العام لشركة «ونا» للاتصالات في المغرب، طرح شركته لخدمات الجيل الثالث من الهاتف الجوال بالمغرب، والتي ستشمل عروض الانترنت عالي الصبيب (التركيز).

وقال الزاز في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن عرض الهاتف الثابت الموجه للعموم، والذي كانت الشركة أطلقته تحت علامة «باين» حقق مليون مشترك في ظرف 8 أشهر، كما أن عرض الانترنت ذي الصبيب (التركيز) المنخفض، والموجه أيضا للجمهور، حقق 40 ألف مشترك في ظرف 6 أشهر رغم محاولة الشركة للحد من انتشاره.

وتحدث الزاز عن عروض الشركة للمقاولات ونشر شبكة الألياف الضوئية، وآفاق تطورها. وفي ما يلي نص الحوار الذي جرى في الدار البيضاء.

> منذ انطلاق «ونا» كمشغل ثالث للهاتف التابث، اقتصرت على طرح عرض فريد وهو «باين»، الذي يقدم نفسه كمنافس لمخادع الهاتف. لماذا الاقتصار على هذا المنتوج؟ ولماذا منافسة المخادع العمومية للهاتف؟

ـ أود الإشارة أولا إلى أن سنة 2007 كانت سنة خاصة بالنسبة لنا، لأنها كانت سنة الانطلاق، وذلك بعد سنة من إعداد المؤسسة وبنائها على جميع الأصعدة والمستويات، التقنية والتسويقية والتجارية والمالية، وكذلك التنظيمية والبشرية. التحدي الكبير الذي واجهناه في هذه السنة تمثل بالنسبة لنا في الخروج إلى السوق، سواء سوق الشركات الذي كنا موجودين فيه عبر عروض الانترنت كمزود ثانوي للخدمات، والذي نأتي إليه هذه المرة بعروض جديدة وإمكانيتنا الخاصة، ولكن أيضا على صعيد السوق الجماهري.

صحيح أن الذي ظهر من الخارج هو إطلاق «باين»، وهو عرضنا الأول الموجه للجمهور العريض، والذي وضعناه في السوق خلال فبراير(شباط) 2007. ويحاول «باين» من وجهة نظر تجربة المستخدمين التقارب أكثر مع التجربة المعاشة للمغاربة عندما يذهبون للمخادع العمومية للهاتف (تيلي بوتيك). > الآن لماذا هذا الخيار؟ ـ ببساطة لأن المخادع العمومية للهاتف تشكل الجزء الأهم من سوق الهاتف التابث في المغرب بنحو 75 في المائة من حجم هذه السوق. وتقدر نفقات الأسر المغربية في الاتصال عبر المخادع الهاتفية بنحو 5 مليارات درهم (667 مليون دولار)، الشيء الذي يجعل من المخادع الهاتفية الوسيلة الاساسية التي يستعملها المغاربة، عندما يتعلق الأمر بالهاتف التابث.

لذلك فإن الفكرة كانت اقتراح بديل يتضمن عدة مزايا جديدة بالإضافة إلى المزايا التقليدية التي يجدها المستخدم في استعمال المخادع العمومية للهاتف من خلال عرض «باين»، الذي قدمناه على أنه عبارة عن هاتف عمومي في الجيب. وبالإضافة إلى تحديد سعر المكالمات في نفس مستوى أسعار المخادع الهاتفية، فهو يوفر إمكانية التنقل المحدود في نطاق 35 كيلومترا. كما يوفر عدة خدمات للتحكم في التكلفة.

الآن أعتقد أن الفكرة كانت صائبة، والدليل هو الإنجاز الذي حققناه، إذ بلغنا سقف مليون مستخدم في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي بعد 8 أشهر فقط من إطلاق «باين». ورغم أن هذا يمثل انجازا جيدا، إلا أنه لم يكن سهل التحقيق، وكانت وراءه العديد من المشاكل التي كان علينا تجاوزها. ولكنه مكننا من بلوغ هذا الرقم الرمزي لمليون مشترك، والذي يعطينا حضورا فعليا في السوق.

> لكن يبدو أن «ونا» توقفت عند «باين» فهي لم تطرح أية عروض منافسة لما هو مطروح من اشتراكات عادية أو جزافية في مجال الهاتف التابث، فهل هناك أية عروض جديدة قيد الإعداد في هذا المجال؟

ـ كما قلت لك الامر بالنسبة لنا كان يتعلق بدخول أولي لسوق الاتصالات الجماهيري، وقد اخترنا الموقع عبر استهداف الجزء الاكبر من السوق من حيث الحجم والقيمة، والذي كان يمكننا أن ننافسه بسهولة. أما بالنسبة لسوق الاشتراكات العادية للأسر في الهاتف التابث، فهناك صعوبات كبيرة في ولوجها. فالمستخدمون في هذه السوق يرتبطون بعقود مع شركة «اتصالات المغرب» بحيث يصعب انتزاعهم منها، وغالبا ما تكون هذه العقود متشعبة، فحاليا يوجد 800 ألف اشتراك في الهاتف التابث من ضمنها 450 ألف اشتراك مزدوج يتضمن، بالإضافة إلى خدمات الهاتف خدمات الانترنت عالي الصبيب. وإخراج هؤلاء المستخدمين من «اتصالات المغرب» معقد ويتطلب وقتا. لذلك وحتى الآن ليست لدينا أية مقاربة لإطلاق عرض جديد في مجال الهاتف التابث، وننتظر إطلاق عروضنا الرئيسية في مجال الانترنت، والنظر كيف سيكون تطورها في السوق قبل المضي في طرح منتجات أخرى، والتي ستكون مكملة لعروض الانترنت.

> طرحت «ونا» خلال سنة 2007 أول عرض انترنت موجه للعموم، كيف تم استقباله من طرف السوق؟

ـ بالنسبة لسوق الانترنت، الذي كانت «اتصالات المغرب» تسيطر على 98 فى المائة منه قبل مجيء «ونا»، فقد طرحنا خلال سنة 2007 عرضا أوليا للعموم، والذي كان مبتكرا ومتميزا من حيث التنقل لكونه لاسلكيا، ويمكن استعماله حيثما توفرت تغطية شبكة الشركة، واعتماده الاداء المسبق عبر بطاقات شهر أو أسبوع أو يومين، إضافة إلى الحرية، حيث لم نفرض أية إلتزامات على المستخدم باستثناء شراء المودم، إذ يمكنه التعبئة متى أراد. ورغم أن نقطة ضعف هذا العرض كانت في ضعف الصبيب، إلا أنه كان كافيا للاستعمالات الشائعة للانترنت مثل الرسائل الإلكترونية والدردشة والإبحار العادي. وهذا الضعف هو الذي جعلنا نكبح التوسع التجاري لهذا العرض والحد من مبيعاته، لأن هدفنا الأساسي منه كان يقتصر في قياس عمق سوق الانترنت المتنقل. ورغم ذلك فقد عرف هذا العرض إقبالا مهما واستطعنا بيع 40 ألف مودم في ظرف 6 أشهر الأولى من إطلاقه. وسمحت لنا هذه التجربة الأولية بإعداد عروض جديدة ذات صبيب عال والتي ستكون منافسا لعروض الصبيب العالي لـ«اتصالات المغرب»، ونعتزم إطلاق هذه العروض الجديدة، وهي من الجيل الثالث للاتصالات النقالة، خلال الربع الأول من سنة 2008 في المدن المغربية الكبرى، والتي ستتضمن عروض اشتراكات، بالإضافة إلى عروض الاداء المسبق.

ونتوقع أنها ستعطي دفعة قوية ونفسا جديدا للانترنت بالمغرب.

> هذا بالنسبة للعموم، لكن بالنسبة للمقاولات، ما هي حصيلة «ونا» على هذا الجزء من السوق؟

ـ بالنسبة للشركات لم ننطلق من الصفر. فقد كانت لـ«ونا» تجربة تاريخية مع الشركات كمزود لخدمة الانترنت، وكنا نتعامل مع عدة مئات من الشركات في السابق. الفكرة التي انطلقنا منها بخصوص هذا الجزء من السوق هي ولوجه عبر اقتراح حلول وعروض جديدة مرتكزة على تجهيزاتنا الذاتية، بعد أن كنا من قبل نعتمد على تجهيزات «اتصالات المغرب» باعتبارها الفاعل التاريخي في قطاع الإتصالات بالمغرب. فاليوم أصبحنا نتوفر على بنيات تحتية خاصة بنا، وعلى الخصوص التجهيزات عالية الصبيب بالألياف الضوئية والحزمة المحلية الرادوية وهي تقنيات لاسلكية. وتمكننا هذه التجهيزات من توفير ربط ذي صبيب عال بالشبكة وتقديم عروض خدمات متكاملة، إذ يمكن عبر نفس القناة أن تمر كل التدفقات المعلوماتية من صوت ومعطيات. وهذه هي ميزتنا الرئيسية إذ نوفر للشركات إمكانية الولوج للاتصالات عبر قناة واحدة ذات صبيب عال ولاسلكي، بدل وجود خط للهاتف وخط للفاكس وخط للانترنت. هنا أيضا النتائج التي حصلنا عليها حتى اليوم جيدة وتجعلنا نتطلع إلى آفاق واعدة بخصوص تموقع «ونا» في سوق المقاولات.

> هذه العروض ترتبط إذن بسعة شبكة الالياف الضوئية للشركة، فأين وصل اليوم مروع نشر هذه الشبكة؟

ـ لدينا اتفاق لاستغلال شبكة الألياف الضوئية التابعة لـ«المكتب الوطني للكهرباء» التي يصل طولها 4000 كيلومتر وتغطي كافة التراب المغربي، بالإضافة إلى خط تحت بحري يربط المغرب بأوروبا عبر اسبانيا. إلا أن هذه الشبكة تقتصر على الربط بين المدن. فخطوط الألياف الضوئية تصل إلى مشارف المدن ثم تتوقف. لهذا كان علينا نشر شبكتنا داخل المدن، سواء من أجل ربط معداتنا وتجهيزاتنا أو من أجل توفير إمكانية ربط الشركات التي ترغب في ذلك عبر خطوط مباشرة بشبكة الالياف الضوئية حتى نتمكن من تزويدها بخدمات ذات تقنية عالية، والتي ستمكن من استعمال الانترنت من منظور مهني. وحتى الآن نشرنا شبكتنا في الدار البيضاء، وهي الآن في طور الإنتشار بالرباط، ثم مراكش ومكناس وطنجة، وغيرها من المدن الكبرى.

> ما هي نسبة التغطية التي حققتها «ونا» حتى الآن؟

ـ نغطي اليوم 60 مدينة، عبر شبكة الهاتف التابث «باين»، بالإضافة إلى المراكز المتنقلة، ونعمل حاليا على تغطية أهم المحاور الطرقية، الشيء الذي سيمكن من إعطاء ميزة التنقل أهميتها ومعناها. وحددنا كهدف التوصل إلى تغطية 70 إلى 75 فى المائة من السكان عند إطلاق خدمات الجوال خلال الربع الأول من السنة المقبلة. وسنواصل بعد ذلك العمل على توسيع مجال التغطية لبلوغ مستوى منافس، خاصة بالنسبة لشبكة «ميديتل»، لأن المستوى الذي وصلته تغطية اتصالات المغرب اليوم بالنسبة للجوال مستوى ضخم جدا، وسيتطلب بلوغه مدة طويلة واستثمارات كبيرة. ما نصبو للوصول إليه هو تغطية المدن الأساسية والمحاور الكبرى، والانطلاق من مستوى تغطية جيدة، والتي يمكن لمستعملي شبكتنا أن يعتبروها كذلك، من خلال ضمان نسبة نجاح مهمة في إجراء الاتصالات ونسبة ضعيفة من الانقطاعات، مع تمكيننا من إحداث فرق في جودة الخدمات مع المنافسة في نطاق التغطية.

> هل تستعملون نفس التكنولوجيا التي اعتمدتموها في إطلاق «باين» بالنسبة للانترنت والجوال، أم أن لكل فرع تقنية خاصة به؟

ـ إنها نفس التكنولوجيا المرتكزة على تقنية «دي سي إم»، وهي من تقنيات الجيل الثالث. وميزتها تكمن في كونها تمكن من توفير مجموع خدمات الإتصالات التابثة والمتنقلة والانترنت على نفس الشبكة. وبذلك فهي تمكن من تعاضد الاستثمارات في البنية التحتية ذاتها، والتي تمكن من القدرة على توفير مجموع الخدمات.

> لكن ألا يشكل ذلك عائقا بالنسبة للترابط والتفاعل مع الشبكات المنافسة، سواء «اتصالات المغرب» أو «ميديتل»، والتي تعتمد تقنية «جي إس إم»؟

ـ لا تطرح أية مشكلة في هذا الجانب. لكن بالنسبة للمستهلك لا يمكنه الاحتفاظ بنفس جهاز الهاتف، إذا أراد التعامل مع فاعل آخر. فبالنسبة لـ«اتصالات المغرب» و«ميديتل» يمكن للزبون تغيير بطاقة فاعل ببطاقة آخر والاحتفاظ بنفس الجهاز. وهذا يشكل بالنسبة إلينا نوعا من الحماية بالنسبة لنا ولاستثماراتنا خاصة في الأجهزة المحمولة، لكنه للأسف يوفر مرونة، أقل بالنسبة لمستخدمينا.

> ما هي آفاق 2008 بالنسبة لـ«ونا»؟

ـ بقدرما كانت 2007 سنة الانطلاق والبناء، بقدر ما ستكون 2008 سنة التوسع، خاصة في ما يتعلق بتموقعنا في سوق الانترنت. كما أنها ستكون بالنسبة لنا سنة إطلاق خدمات الجوال، المرتقبة في بداية 2008، الذي يعتبر الجزء الأكثر أهمية في سوق الاتصالات، من حيث عدد المستخدمين ومن حيث قيمة السوق. والهدف هو بناء حصة سوق معتبرة في ظرف 3 إلى 5 سنوات، من خلال توسيع الشبكة والقدرة على اقتراح عروض مبتكرة تمكن «ونا» من جلب عدد مهم من المستخدمين.

خاصة مع دخول مبدأ انتقال الأرقام الهاتفية حيز التنفيد، حيث سيصبح من السهل استقطاب مستخدمين الشركات الأخرى، من دون الخوف من أن يفقدوا أرقامهم.

بالنسبة لقطاع الشركات أحدثنا أخيرا فرعا متخصصا في خدمة المناطق الصناعية الموجهة لاستقبال شركات التكنولوجيا وخدمات الأوفشورينج، التي لديها حاجات خاصة ذات جودة عالية وقدر كبير من الاحترافية، إذ تشكل الاتصالات أحد المحاور الرئيسية لنشاطها. وستبدأ هذه الشركة التي أطلقنا عليها اسم «أوتيو»، نشاطها في مرحلة أولى مع انطلاق منطقة «كازاشور» المرتقب في يناير (كانون الثاني) 2008 قرب الدار البيضاء، إذ أنها ستكون المشغل الحصري لهذه المنطقة بخدمات الاتصالات. ثم ستوسع نشاطها في مرحلة ثانية ليشمل منطقة «تيكنوبوليس» قرب الرباط، والتي ستبدأ في سبتمبر (أيلول) المقبل.

> هناك انطباع عام بأن الاتصالات لا تزال مرتفعة الأسعار في المغرب، ما رأيك؟

ـ أعتقد أن السوق المغربي منافس، إذ يجب التمييز بين السعر الذي يمكن أن تحصل عليه في عرض معين، وبين ما تحصل عليه فعلا عن طريق التخفيضات والعروض الترويجية. فبالنسبة للانترنت أعتقد أن الصبيب العالي كما تطرحه «اتصالات المغرب» جد منافس، ولا أعتقد أنه يمكن وجود عروض بنفس مستوى السعر في بلدان أخرى. وبالنسبة للثابت كذلك هناك عروض لدى «اتصالات المغرب»، مثل عرض «فوني»، والتي تعتبر جد مهمة. أما بالنسبة لأسعار الجوال فهناك انطباع، خاصة لدى زوار المغرب بأنها غالية، لأن الدقيقة مقترحة بين 5 إلى 7 دراهم (الدولار يساوي 7.5 درهم). لكن في الحياة العادية للمغاربة هناك عروض ترويجية متعددة يستفيدون منها، عروض للتعبئة المضاعفة مرتين أو ثلاثة مرات، والتي تخفف من حدة الانطباع حول غلاء الأسعار، والتي تجعل متوسط السعر الذي يؤديها المستهلك للدقيقة في مستويات جيدة ومماثلة، لما نجده في أسواق أخرى. الآن مع وصول «ونا»، ومن خلال سياستها التي ستحاول كسب حصص في سوق، فإنها سوف تؤدي إلى انخفاض الأسعار في 2008، من خلال احتداد المنافسة. لكن يجب التنبيه إلى أن الأمر لا يتعلق بالنزول بالأسعار إلى النصف، لأن هناك استثمارات ضخمة وراء كل هذا وهناك مستويات لا يمكن تجاوزها للحفاظ على مردودية دنيا لهذه الاستثمارات.