5 شركات سعودية كبرى تتجه لطرح 3.2 مليار سهم بقيمة إجمالية 10.1 مليار دولار في 2008

بينها «أضخم طرح أولي» في سوق الاكتتابات

الاكتتابات الضخمة مرشحة للعودة بكثافة في السوق السعودية خلال العام 2008 («الشرق الأوسط»)
TT

تتجه السعودية خلال 12 شهرا المقبلة للدفع بكبريات الشركات العاملة فيها حاليا أو التي مازالت في طور التأسيس نحو طرح أسهما للاكتتاب العام أمام المواطنين في العام 2008. إذ من المرجح الإعلان عن طرح 5 شركات مختلفة الأنشطة والقطاعات في أوقات مختلفة من العام لقرابة 3.244 مليار سهم تبلغ قيمتها التقديرية نحو 37.975 مليار ريال (10.12 مليار دولار).

وينطلق في الخامس من الشهر المقبل رسميا الاكتتاب في 25 في المائة من رأس مال شركة بترورابغ للتكرير والبتروكيماويات المحدودة والتي تتملكها شركتا أرامكو السعودية وسوميتومو اليابانية، كأولى تلك الاكتتابات الضخمة في العام الجديد 2008، عبر طرح 219 مليون سهم، بواقع 21 ريالا للسهم الواحد (5.6 دولار)، تمثل 10 ريالات كقيمة اسمية، و11 ريالا كعلاوة إصدار. حيث سيتم تخصيص 50 في المائة من الأسهم المطروحة للمواطنين السعوديين الأفراد، في حين ستخصص الـ 50 في المائة المتبقية لصناديق الاستثمار والمؤسسات المكتتبة.

ويأتي وفقا لتأكيدات شهدتها الساحة الاقتصادية السعودية من تنفيذيين في شركات سعودية عاملة وجديدة التأسيس على أن طرح أسهمها سيكون في حدود قصوى خلال الربعين الأول والثاني من العام 2008، في وقت تصنف فيه كشركات ضخمة من حيث الهيكلة الإدارية والكوادر ورأس المال وقيمة التأثير على القطاعات العاملة فيه لتقع فيما يسمى عرفا بين الاقتصاديين شركات «كوربورات» التي تعني (الشركات العملاقة). وتضم قائمة هذه الشركات إضافة إلى «بترورابغ»، شركة التعدين العربية السعودية «معادن» المملوكة للحكومة إضافة إلى زيادة رأس مال بنك الرياض وطرح 70 في المائة من مصرف الإنماء وشركة إم تي سي السعودية «زين» المؤسسة نتيجة شراكة بين شركة إم تي سي الكويتية وشركاء سعوديين بعد أن فاز التحالف برخصة المشغل الثالث للهاتف الجوال في السعودية.

وتبرز أهمية هذه الطروحات في أنها ستمثل ثقلا في سوق الأسهم إضافة إلى أنها سترفع وتيرة لعبة الكراسي بين الشركات من حيث كثرة الأسهم حال طرحها جراء قيمة الأسهم وحجم المطروح حتى أن بعضها سيدخل قائمة أكبر الطروحات العامة في السعودية ودول الخليج وربما المنطقة العربية. وكان بنك الرياض قام برفع رأسماله عدة مرات من العام 2005 حيث صعد برأسماله إلى 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار)، وفي عام 2006 تم رفع رأس مال البنك إلى 6.25 مليار ريال (1.6 مليار دولار). بينما أعلن راشد الراشد رئيس مجلس إدارة بنك الرياض في سبتمبر (أيلول) الماضي أن مجلس الإدارة قرر التقدم إلى الجهات الرسمية المعنية بطلب الموافقة على زيادة رأس مال البنك من 6.25 مليار ريال إلى 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) بزيادة قدرها 140 في المائة. ويأتي ذلك من خلال طرح 875 مليون سهم إضافية لمساهميه بقيمة إسمية قوامها 10 ريالات للسهم و5 ريالات كعلاوة إصدار، ليصبح إجمالي عدد الأسهم بعد الزيادة 1500 مليون سهم.

ولكن الأهم لدى السعوديين، هو ما يصنف كأضخم إصدار أولي يطرح في السوق المالية السعودية مصرف الإنماء، وهو المصرف الذي لا يزال تحت التأسيس وشهد جملة من تأجيل الإعلان عن موعد الاكتتاب في أسهم رأسماله الذي يبلغ أيضا 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) ويعتبر أكبر مصرف عربي يتم تداول أسهمه في السوق المالية حال الموافقة عليه.

ويعتبر العام 2008 السنة الثالثة التي يرحل إليها موعد الاكتتاب في أسهم المصرف التي خصص منها 1050 مليون سهم للمواطنين السعوديين بقيمة اسمية قوامها 10 ريالات (2.6 دولار) دون علاوة إصدار، تبلغ قيمتها الإجمالية 10.5 مليار ريال (2.8 مليار دولار) بينما اكتتب المؤسسون في 450 مليون سهم من أسهم رأس المال، تقاسمها صندوق الاستثمارات العامة ومؤسستا التأمينات والتقاعد بنسبة 30 في المائة بواقع 10 في المائة لكل جهة. وستصطف هذه الاكتتابات في قائمة الشركات الأضخم طرحا ليس في السعودية فحسب بل في المنطقة بأسرها. حيث شهدت السعودية في منتصف العام 2007 واحدا من أضخم الاكتتابات في منطقة الخليج العربي المتمثل في طرح شركة كيان السعودية كشركة مساهمة سعودية عامة، برأسمال قدره 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) مقسم إلى 1.5 مليار سهم تبلغ القيمة الاسمية للسهم 10 ريالات اكتتب المؤسسون بـ 825 مليون سهم، بقيمة 8.25 مليار ريال، بينما طرح حينها 675 مليون سهم بقيمة 6.7 مليار ريال (1.7 مليار دولار) للاكتتاب العام أمام السعوديين.  إلى ذلك، تتجه الأنظار خلال الربع الأول من العام 2008 إلى الاكتتاب المنتظر في شركة زين السعودية - ثالث شركات الاتصالات السعودية المختصة في خدمة الهاتف المتحرك-، حيث ينتظر طرح 700 مليون سهم قيمتها 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) للاكتتاب العام أمام السعوديين منها 140 مليون سهم لصناديق الدولة بسعر 10 ريالات للسهم خلال الربع الأول من العام 2008، من إجمالي رأسمالها البالغ 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار).

وفي سيناريو مشابه، كان عبد الله الدباغ الرئيس التنفيذي لشركة «معادن» أكّد في أكثر من مناسبة خلال العام الماضي أن شركته تتجه لطرح 50 في المائة من رأسمالها البالغ 8 مليارات ريال في بداية عام 2008 على أبعد تقدير للاكتتاب العام تمثل 400 مليون سهم ويتوقع أن يتم طرح هذه الأسهم بعلاوة إصدار لم يتم تحديد قيمتها بعد.