في أول تداولات 2008.. أسعار النفط تكسر الخانات الثلاث برقم قياسي جديد

بلغت 100 دولار للبرميل لأول مرة وسط ضعف الدولار.. و«وول ستريت» تفاقم خسائرها

عيون مشرئبة لأسعار النفط التي سجلت ارتفاعا ملحوظا أمس في أولى تعاملات 2008 («الشرق الأوسط»)
TT

لأول مرة في تاريخه، سجلت أمس العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي مستوى قياسيا جديدا ببلوغ حاجز الـ100 دولار للبرميل وذلك بعد أن زادت الأسعار أكثر من أربعة دولارات حيث تضافر العنف في نيجيريا والجزائر العضوين في منظمة أوبك مع ضعف الدولار وطقس بارد الامر الذي عزز الاسعار. كما أشير الى عمليات شراء جديدة مطلع العام كأحد الاسباب وراء ارتفاع أسعار الخام.

وبحلول الساعة 17:17 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام تسليم فبراير (شباط) في بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» 2.67 دولار أي ما يعادل 2.78 في المائة مسجلا 98.65 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 96.05 الى 100 دولار وهو أعلى سعر لعقد أقرب استحقاق ويتجاوز مستواه القياسي السابق 99.29 دولار المسجل في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن بلاده لن تستخدم الاحتياطيات النفطية. وكانت ليبيا أول أعضاء منظمة أوبك التي علقت على الأسعار الجديدة وفقا لـ«رويترز»، إذ أكد شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن «أوبك» ليس بيدها الكثير لخفض سعر النفط من مستوى 100 دولار للبرميل. واستند غانم على ذلك «أن معظم الاعضاء يضخون بأقصى طاقة».

إلى ذلك، تراجع الدولار 2 بالمائة مقابل الين بعدما ارتفعت أسعار النفط الخام الى 100 دولار للبرميل مما أوقد شرارة المزيد من عمليات التصفية لتداولات عالية المخاطر. وهبط الدولار الى أدنى مستوياته للجلسة مسجلا 109.31 ين ومواصلا بذلك خسائره التي بدأها في وقت سابق من أمس بعد الكشف عن تراجع مؤشر للنشاط الصناعي الاميركي الى أدنى قراءة له منذ ابريل (نيسان) 2003.

ولم تقف الأوضاع عند ذلك الحد بل أدى كسر حاجز الـ 100 دولار لبرميل النفط إلى تفاقم خسائر الاسهم الاميركية لينخفض مؤشر ناسداك أكثر من 2 بالمائة في ظل مخاوف مؤججة بشأن توقعات الاقتصاد.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 207.85 نقطة أي ما يعادل 1.57 في المائة ليصل الى 13056.97 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 21.96 نقطة أو 1.5 في المائة مسجلا 1446.4 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 52.87 نقطة أو 1.99 في المائة الى 2599.41 نقطة.

واتجهت الاسعار الى الارتفاع في المبادلات الاولى من العام الجديد 2008، بعد تجدد أعمال العنف في نيجيريا أكبر مصدري النفط في أفريقيا وبرودة الطقس في شمال غربي أوروبا مما سيرفع الطلب على وقود التدفئة، ووسط توقعات بأن بيانات للحكومة الاميركية ستظهر هبوطا في مخزونات الخام في اميركا لسابع اسبوع على التوالي. وستصدر ادارة معلومات الطاقة الاميركية احدث تقرير اسبوعي للمخزونات البترولية اليوم الخميس متأخرا يوما عن الموعد المعتاد بسبب عطلة العام الجديد.

وأنهت أسعار النفط عام 2007 على مكاسب بلغت حوالي 58 في المئة وهي اكبر مكاسب لعام واحد منذ بداية العقد الحالي.

وكان الصعود قويا بشكل خاص في الربع الاخير مع تسجل النفط الاميركي مستوى قياسيا مرتفعا جديدا بلغ 99.29 دولار للبرميل في الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني).

وتأتي هذه التطورات في وقت نقلت صحيفة عن مسؤول ايراني قوله، انه من المتوقع أن تصل ايران الى انتاج 4.5 مليون برميل يوميا في وقت أقرب كثيرا من الموعد المستهدف في عام 2010. وقال محمد جواد عاصميبور رئيس شؤون الانتاج في شركة النفط الايرانية الوطنية، ان انتاج النفط الخام سيرتفع الى 4.2 مليون برميل يوميا بنهاية السنة الايرانية الحالية في 19 مارس (اذار) المقبل. وذكر أن الانتاج الحالي يبلغ 4.15 مليون برميل يوميا. وقال عاصميبور للصحيفة «وفقا لخطة التنمية الخمسية الرابعة فان البلاد تحتاج الى زيادة انتاج النفط الخام الى 4.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2010 ولكن يبدو أننا سنحقق الهدف قبل ذلك بكثير».

وأوضح وزير النفط غلام حسين نوذري في نوفمبر (تشرين الثاني) أن انتاج النفط الايراني يبلغ 4.145 مليون برميل يوميا وأن الطاقة الانتاجية تبلغ 4.3 مليون برميل يوميا.

ويقول محللون ان صناعة النفط الايرانية تحتاج لضخ استثمارات أجنبية كبيرة من اجل تعزيز الانتاج ولكن الشركات الغربية بشكل خاصة تخشى الاستثمار في ايران بعد أن فرضت الامم المتحدة عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.

من جهة أخرى قالت وزارة الطاقة في كوريا الجنوبية، خامس أكبر مشتر للنفط في العالم، امس الاربعاء، ان من المرجح أن ترتفع واردات البلاد من النفط الخام في العام الجديد بنسبة 2.7 في المئة بالمقارنة مع انخفاضها 0.3 في المئة في العام الماضي. وقالت وزارة التجارة والصناعة في بيان ان واردات النفط الخام سترتفع الى 909 ملايين برميل في عام 2008 من 885.4 مليون برميل في عام 2007.

وقالت مصادر بصناعة النفط ان خطة زيادة الواردات تأتي في وقت انخفض فيه مخزون النفط في كوريا الى أدنى مستوى منذ ابريل (نيسان) الماضي ليصل الى 69.55 مليون برميل بنهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وذلك بانخفاض 5.7 في المئة عما كان عليه قبل عام بسبب ارتفاع معدلات تكرير الخام.