الذهب يواصل صعوده القياسي كملاذ آمن من الركود والتضخم

مع تجدد ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الدولار

ارتفع سعر الذهب في غضون عام واحد بنسبة 45 % تقريبا («الشرق الأوسط»)
TT

وأصل سعر الذهب ارتفاعه في المعاملات الفورية أمس ليسجل مستوى قياسيا جديدا عند 876.20 دولار للاوقية (الاونصة) مع إقبال المستثمرين على شرائه يدعمه ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الدولار مقابل اليورو الاوروبي، وفي ظل تجدد المخاوف بشأن تصاعد معدلات التضخم والكساد في العالم.

وحطم الذهب أمس سعره القياسي التاريخي ليبلغ 876 دولارا للاونصة، مواصلا بذلك مساره التصاعدي والمترافق مع ارتفاع سعر برميل النفط الذي تجاوز الاربعاء للمرة الاولى عتبة المائة دولار.

وسجل سعر اونصة الذهب في سوق لندن للمعادن رقما غير مسبوق حطم الرقم القياسي التاريخي الذي وصل اليه في الثالث من يناير (كانون الثاني) والبالغ 868.89 دولارا. وارتفع سعر الذهب في غضون عام واحد بنسبة 45% تقريبا.

كما ارتفع سعر الذهب امس بنسبة 2.1% او حوالي 18 دولارا بعد أن كان قد قفز إلى مستوى قياسي آخر في وقت سابق من الشهر الحالي متزامنا مع تراجع مؤشر الدولار مقابل 15 عملة عالمية من اصل 16 دولارا.

وشهد سعر الذهب ارتفاعا على حساب الدولار الذي تعزز التوقعات بخفض اسعار الفائدة الاميركية، انخفاضه المستمر مقابل اليورو. وقال ديفيد ثورتيل محلل المعادن ببنك «بي ان بي باريباس اس ايه» في لندن «الدولار الاميركي يتراجع واسعار النفط تتصاعد، فهناك أسباب كثيرة لشراء الذهب، وليس هناك اسباب للبيع». ويعتبر المعدن الأصفر الدرع التقليدية الواقية من التضخم ويتبع سعره منحى اسعار النفط التي حققت رقما قياسيا جديدا مع استمرار ارتفاع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويد كرود) بعدما تجاوز الاسبوع الماضي وللمرة الاولى عتبة المائة دولار الرمزية.

هذا وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي أكثر من دولارين، امس، متجاوزة 97 دولارا بفعل خطر العنف بمنطقة انتاج النفط في نيجيريا، وتوقع أن تكون مخزونات الخام الاميركية قد تراجعت مجددا الاسبوع الماضي.

وبحلول الساعة 14.24 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر الخام تسليم فبراير (شباط) في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) دولارين، أي ما يعادل 2.1 في المائة مسجلا 97.09 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 95.26 الى 97.16 دولار. وسجل الخام في نايمكس مستوى قياسيا عند 100.09 دولار يوم الخميس الماضي.

وقال المتعاملون إن المخاوف من انخفاض كميات المخزون الاحتياطي الاميركي من النفط الخام أدت إلى ارتفاع الاسعار، وتوقعوا أن تسود حالة من التذبذب في الاسعار خلال الايام المقبلة.

وإلى جانب المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي دائرة الركود تأثرت السوق العالمية بالأوضاع الدولية التي واجهت أزمة خطيرة بسبب المناوشات التي شهدها مضيق هرمز في منطقة الخليج بين زوارق حربية إيرانية وسفن حربية أميركية.