خسائر «ميريل لينش» الجديدة من الرهون العقارية تلقي بظلالها السلبية على الأسواق

يتوقع أن يشطب 15 مليار دولار * عقود الذهب الأميركية تخترق 900 دولار للأوقية * الجنيه الإسترليني في أدنى مستوياته مقابل اليورو

مقر ميريل لينش في نيويورك (إ.ب.أ)
TT

ذكرت أنباء أمس أنه من المتوقع أن يشطب بنك ميريل لينش الاستثماري الأميركي أصولا بقيمة 15 مليار دولار، في شكل خسائر ناتجة عن أزمة الائتمان في الولايات المتحدة، وهو ضعف حجم خسائره الأصلية المتوقعة.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن الخسائر المتوقعة سوف تدفع البنك إلى اقتراض حوالي أربعة مليارات دولار. ومن المتوقع أن يعلن البنك عن الخسائر عندما يعلن عن نتائج عملياته المالية يوم الخميس القادم.

وكان محللون يتوقعون أن يتكبد البنك خسائر بقيمة 12 مليار دولار بسبب الاستثمارات العقارية المعدومة. وشطب البنك 8.4 مليار دولار من أصوله في الربع الثالث من العام الماضي، بعد أن تضرر من أزمة قروض التمويل العقاري عالية المخاطر.

وفي نيويورك ارتفعت عقود الذهب الاميركية الى مستوى قياسي عند 900 دولار للاوقية (الاونصة) أمس، مدعومة باقبال قوي من صناديق الاستثمار وعوامل فنية.

وبحلول الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش ارتفع عقد الذهب الاكثر نشاطا تسليم فبراير (شباط) في بورصة نيويورك السلعية (كومكس) 5.10 دولار الى 898.70 دولار للاوقية، بعدما لامس 900.10 دولار قبل دقائق قليلة فقط.

وعلى صعيد أسواق المال والبورصات العالمية هوى المؤشر نيكي القياسي أمس ليغلق على أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2005، بفعل المخاوف بشأن الاقتصاد الياباني وتقرير ذكر أن مؤسسة ميريل لينش ستعلن خسائر أكبر من المتوقع، جراء أزمة قطاع الرهن العقاري عالي المخاطر.

وانخفضت أسهم شركات التجزئة والعقارات وتراجع سهم طوكيو لاند 7.6 في المائة، مما ساعد في انخفاض مؤشر قطاع العقار أكثر من أي من المؤشرات الفرعية الاخرى.

وقبل نهاية جلسة التعامل في بورصة طوكيو هبط المؤشر نيكي ـ 225 بنسبة اثنين في المائة، ليسجل أدنى مستويات اليوم عند 14096.54 نقطة.

وعند الاغلاق كان المؤشر منخفضا 277.32 نقطة، أي 1.93 في المائة ليسجل أدنى مستوى اغلاق منذ 26 شهرا. وتراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 1.70 في المائة الى 1377.58 نقطة.

وواصلت الاسهم الاوروبية انخفاضها في المعاملات الصباحية امس اقتداء بضعف المعاملات الآجلة للاسهم الاميركية، في حين انخفضت أسهم شركة يونيليفر وشركة لوريال، بسبب خفض تصنيفها، وتراجعت البنوك بسبب المخاوف من الخسائر التي قد تمنى بها من جراء أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر. وتراجع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.5 في المائة الى 1429.61 نقطة.

وكان المؤشر قد سجل أدنى نقطة له هذا العام في الجلسة السابقة، بعد أن عزز البنك المركزي الاوروبي التوقعات برفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم. وانخفضت العقود الآجلة للاسهم الاميركية بنحو 0.6 في المائة.

وقال تقرير صحافي ان مؤسسة ميريل لينش قد تعلن خسائر أكبر من المتوقع، كما قال بنك يو.بي.اس السويسري في رسالة للمساهمين انه لا يمكنه التنبؤ بالتداعيات الكاملة لازمة الرهن العقاري.

وارتفعت أسهم يو.بي.اس 0.9 في المائة، لكن أسهم بنك اتش.اس.بي.سي البريطاني انخفضت 1.3 في المائة، وتراجعت أسهم دويتشه بنك الالماني 0.4 في المائة. وتصدرت أسهم يونيليفر قائمة الاسهم الهابطة من حيث النسبة المئوية، اذ انخفضت بنسبة سبعة في المائة بعد أن خفض بنك مورغان ستانلي تصنيفه لها.

كما تراجعت الاسهم الاميركية عند الفتح امس، تقودها الشركات المالية وسط مخاوف من أن ميريل لينش سوف تتكبد خسائر تتعلق برهون عقارية، تبلغ نحو مثلي ما كانت تتوقعه.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 97.79 نقطة، أي ما يعادل 0.76 في المائة ليصل الى 12755.30 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الاوسع نطاقا 10.68 نقطة، أو 0.75 في المائة، مسجلا 1409.65 نقطة. ونزل مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 19.43 نقطة أو 0.78 في المائة الى 2469.09 نقطة.

وعلى صعيد اسواق الصرف والعملات الاجنبية انخفض الجنيه الاسترليني الى مستوى قياسي مقابل اليورو الاوروبي لليوم الثالث على التوالي امس وتراجع دون 1.95 دولار بعد صدور قرارات ضعيفة عن الانتاج الصناعي دعمت التوقعات بخفض أسعار الفائدة، رغم قرار بنك انجلترا المركزي في اليوم السابق بابقاء أسعار الفائدة من دون تغيير.

وأظهرت بيانات رسمية أن الناتج الصناعي البريطاني انخفض على غير المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وانخفض الجنيه الاسترليني أمام اليورو الى 75.86 بنس وتراجع الجنيه أيضا الى 1.9485 دولار.

وكان بنك انجلترا قد قرر ابقاء أسعار الفائدة ثابتة على 5.5 في المائة أول من أمس، رغم أن التعاملات أمس أشارت الى أن المستثمرين يأخذون في حسبانهم خفض الفائدة في فبراير (شباط) المقبل والمزيد من قرارات تيسير السياسة النقدية خلال العام. كما ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني أمام العملات الرئيسية الاخرى أمس مع تجدد المخاوف من خسائر المؤسسات المالية الاميركية من جراء الاضطرابات التي شهدتها أسواق الائتمان، مما أدى لتراجع الاقبال على المخاطرة.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان من المتوقع أن تمنى مؤسسة ميريل لينش بخسائر تبلغ 15 مليار دولار عن استثمارات في قطاع الرهن العقاري وانها تحاول تدبير زيادة في رأس المال من مستثمر خارجي.

وجعل تنامي اتجاه العزوف عن المخاطرة المستثمرين أقل رغبة في ابرام الصفقات التي كانوا يقترضون فيها بالعملات منخفضة الفائدة، مثل الين للاستثمار في عملات أعلى عائدا.

وارتفع الفرنك السويسري الى أعلى مستوى منذ شهر ونصف الشهر أمام الدولار وأعلى مستوى منذ خمسة أشهر مقابل اليورو الاوروبي.

وبداية التعاملات انخفضت العملة الاوروبية الموحدة نحو 0.25 في المائة الى 1.6285 فرنك، بينما هبط الدولار بنسبة مماثلة الى 1.1003 فرنك. وارتفعت العملة اليابانية نحو 0.30 في المائة الى 109.03 ين مقابل الدولار كما صعدت الى 161.35 ين مقابل اليورو الاوروبي.

واستقر اليورو الأوروبي على 1.4787 دولار.