المغرب: مبيعات الإسمنت تسجل أعلى رقم لها في 10 سنوات

شركات القطاع تستثمر 1.5 مليار دولار خلال 3 سنوات

TT

عرفت مبيعات الإسمنت في المغرب نموا قياسيا بنسبة 12.6% خلال سنة 2007، وهي أعلى نسبة تسجلها مبيعات الاسمنت بالمغرب خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد نمو بنسبة 10.49% خلال سنة 2006. ويأتي هذا النمو القوي في سياق التوسع الكبير للقطاعين العقاري والسياحي بالمغرب، خاصة مع انطلاق مشاريع إنشاء المحطات السياحية الكبرى المبرمجة ضمن المخطط الأزرق للنهوض بالسياحة الشاطئية بالمغرب، بالإضافة إلى إطلاق الدولة لعدة مشاريع ضخمة للبنيات التحتية خاصة الطرق والموانئ.

وبلغ حجم مبيعات الإسمنت في المغرب 12.8 مليون طن خلال سنة 2007. وحافظت منطقة الدار البيضاء على مركزها كأكبر مستهلك للاسمنت في المغرب بحجم 1.9 مليون طن، والتي تمثل حصة 15% من إجمالي المبيعات. غير أن استهلاك المناطق الصاعدة عرف نموا قويا وبدأ يقترب من حجم استهلاك الدار البيضاء. هذا وعززت منطقة طنجة ـ تطوان في شمال المغرب، التي تعيش فورة عقارية غير مسبوقة، موقعها في المرتبة الثانية بحصة 13.6% من مجموع مبيعات الاسمنت في المغرب خلال 2007، إذ بلغ حجم مبيعات الاسمنت في هذه المنطقة 1.7 مليون طن، وأصبح قريبا من مستوى مبيعات الدار البيضاء، فيما تجاوز مستوى مبيعات الاسمنت في مراكش والذي بلغ خلال السنة الماضية 1.4 مليون طن.

ولمواكبة هذا النمو القوي أعلنت شركات الاسمنت المغربية عن تسريع خططها الاستثمارية من خلال إطلاق برامج استثمارية ضخمة، بالإضافة إلى الإعلان عن استثمارات كبيرة لأربع شركات جديدة في مجال انتاج الاسمنت بالمغرب خلال الفترة بين 2008 و2011. ومن شأن هذه الاستثمارات المعلنة الزيادة في القدرات الانتاجية للاسمنت بالمغرب بنسبة 64.3%، ورفعها من 14 مليون طن في السنة حاليا إلى 23 مليون طن في السنة. ويرتقب أن تبلغ كلفة هذه الاستثمارات 11.5 مليار درهم (1.5 مليار دولار) في سنة 2011.

وتتوزع هذه الاستثمارات على مختلف مناطق المغرب، ففي المنطقة الجنوبية أعلنت شركة «اسمنت المغرب» التابعة للمجموعة الأوروبية «إيطاسيمانتي» عزمها على استثمار 3.5 مليار درهم (450 مليون دولار) في انشاء مصنع جديد بقدرة 2.2 مليون طن في منطقة أيت باها، قرب مدينة أكادير، لمواكبة الحاجيات المتصاعدة للمنطقة مع انطلاق مشاريع سياحية وعقارية ضخمة في أكادير وفي المناطق الجنوبية، خاصة محطة تاغازوت السياحية، التي تنفذها مجموعة «كولوني كابتل» الأميركية قرب أكادير، ومحطة الشاطئ الابيض، التي تنفدها المجموعة الاسبانية فاديسا قرب سيدي افني (جنوب أكادير).

وفي شمال البلاد، أطلقت شركة «لافارج المغرب» مشروعا بقيمة 1.5 مليار درهم (192 مليون دولار) لتوسيع القدرات الإنتاجية لمصانعها في طنجة وتطوان. وفي المنطقة الشرقية الوسطى أعلنت شركة «اسمنت تمارة» التابعة لمجموعة «سيمبور» البرتغالية عزمها بناء منشأة جديدة بمكناس بقيمة 1.3 مليار درهم (167 مليون دولار) وقدرة انتاجية تبلغ 750 ألف طن، وستنطلق أشغال بناء هذه المنشأة منتصف العام الحالي. فيما تستثمر «هولسيم» مبلغ مليار درهم (128 مليون دولار) بمكناس أيضا في وحدة انتاجية جديدة بقدرة 700 ألف طن.

ومن أبرز المشاريع الجديدة في هذا القطاع، إعلان رجل الأعمال المغربي ميلود الشعبي، إنشاء شركة جديدة للاسمنت والاستثمار في مصنع تبلغ قدرته الانتاجية 3 ملايين طن في منطقة سطات (جنوب الدار البيضاء). كما تم إنشاء شركة أخرى تحت اسم «اسمنت الاطلس» من طرف رجال أعمال مغاربة، والتي تعتزم بناء مصنعين بقدرة انتاجية تبلغ مليوني طن الأول في منطقة الفقيه بن صالح والثاني في منطقة بن أحمد (شرق الدار البيضاء).

أما الاستثمارات الأجنبية الجديدة في هذا القطاع فتتصدرها إسبانيا، إذ تعتزم مجموعة «لوباسا» الإسبانية إنشاء مصنع بقدرة انتاجية تبلغ مليون طن في منطقة سيدي قاسم (وسط)، فيما تخطط مجموعة «إسانتوم» الاسبانية للاستثمار في مصنع الاسمنت بمنطقة الناضور في إطار شراكة مع مجموعة «أوراسكوم» المصرية، والتي تم ابتلاعها اخيرا من طرف مجموعة «لافارج» الفرنسية.