شهدت سوق الأسهم السعودية خلال العام الميلادي الجديد الإعلان عن ثلاثة اكتتابات مهمة، الأولى اكتتاب شركة بترورابغ، الذي ينتهي اليوم السبت ومع نهاية عمل البنوك. والثاني إعلان تحديد اكتتاب شركة زين أو المُشغل الثالث للهاتف الجوال في السعودية، اعتبارا من التاسع من الشهر المقبل، وكذلك طرح مصرف الإنماء مطلع شهر إبريل المقبل. ما يميز هذه الاكتتابات أنها كبيرة وأن هيئة سوق المال أعلنت عن اكتتابها قبل وقت كاف، وهي بالتأكيد تشكر على ذلك، كونها ريحت السوق من التخمين، وألغت عنصر المباغتة عن السوق، واستغلال مثل هذه الاكتتابات سلبا، وجعلها تجبر السوق على التراجع غير المبرر أحيانا. الأمر الآخر أن هذه الاكتتابات جعلت السوق تتوقف عن الصعود المبالغ فيه وفي مدة زمنية قصيرة، وهو أمر خطر على السوق، إذ أنه يجعل الهبوط سريعا مثل الصعود، ولكن هذه الاكتتابات جعلت السوق تستقر وهو المطلوب، وجعلت المضاربين يعيدون حساباتهم ويتريثون بدلا من الارتفاع غير المبرر، خاصة للأسهم ذات النتائج الخاسرة. ويبقى الأهم هو أن تستمر الهيئة في عمل من هذا النوع، وهو الإعلان قبل وقت كاف في السوق عن مثل هذه الطروحات الأولية، حتى لا تفاجأ السوق كما ذكرنا. الأمر الآخر أن كل هذه الشركات تتميز بأنها مهمة ومقبولة اقتصاديا، بل إنه يمكن القول إنها ذات قيمة مضافة. وأقترح في هذا السياق على شركة زين ومصرف الإنماء، الاقتداء بشركة بترورابغ ودعوة المهتمين في الشأن الاقتصادي لمقر شركاتهم ليتعرفوا على خطط الشركة ومديريها. فقد نظمت شركة بترورابغ زيارة لوفد اقتصادي لزيارة الموقع في رابغ، وكنت واحدا من أفراد الوفد وأقول وبكل صدق، إن هذه الزيارة اختصرت علينا الكثير من القراءة عن الشركة، فقد تعرفنا على منجزات الشركة على الطبيعة، خاصة الإنشائية، ورأينا أنها ستنتهي في أكتوبر المقبل وكما حددوا. إننا تعرفنا على عقلية مديري الشركة ووجدنا أنها عقلية ناضجة، إذ أنها أخذت طابع شركة أرامكو المعروفة بالاتقان والجودة، ووجدنا أن الشركة لديها أهداف واضحة تسعى لتحقيقها وفق جدول زمني محدد، ولقد كان لقاؤنا مع مدير الشركة المهندس سعد الدوسري لقاء رائعا، كما أن ما قدمه المهندس قيس عبد الباقي من شرح كان وافياً، ما قصدت قوله إن الشركة تدار بأيد سعودية وبعقلية ناضجة، ولن أستطيع أن أعدد كل من التقيناهم من شباب مسؤولين في الشركة. وكل طرح وأنتم بخير
* اقتصادي سعودي