برنانكي: خسائر سوق الرهن العقاري الأميركية 100 مليار دولار

البيت الأبيض يدعو لدفعة اقتصادية والمركزي الأوروبي يحذر من التباطؤ

برنانكي يتحدث أمام لجنة الميزانية بمجلس النواب الأميركي (ا.ف.ب)
TT

قال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي)، امس ان خسائر سوق الرهن العقاري الاميركية بلغت 100 مليار دولار حتى الان.

وأبلغ برنانكي أمس لجنة الميزانية بمجلس النواب الاميركي «في سوق الرهن العقاري مرتفع المخاطر، هناك حوالي خمسة ملايين رهن عقاري قيمتها الاجمالية تريليون دولار. حاليا 20 في المائة من هذه الرهون العقارية متأخرة السداد. اذا افترضنا أن كل هذه الرهون العقارية تنتهي الى نزع الملكية وهذه مبالغة... فان هذا يعطينا حتى الان 100 مليار دولار».

واعترف بيرنانكي بأن الاقتصاد اصبح ضعيفا، لكنه كرر التوقعات بالنسبة للنمو فى عام 2008، مبينا ان مخاطر الهبوط في النمو أصبحت أكثر وضوحا، مؤكدا انه لا يتوقع ركودا في الاقتصاد.

وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الى ان الحوافز «المؤقتة» من شأنها ان تساعد المصرف المركزي في دعم النمو الاقتصادي، لكنه حذر من التوقعات السلبية الطويلة الامد نتيجة تفاقم عجز الموازنة. وكان البيت الابيض قد أعلن أمس ان الرئيس الاميركي جورج بوش يعتقد أن هناك حاجة الى دفعة قصيرة الاجل لمعالجة تباطؤ الاقتصاد الاميركي، وذلك وسط ما وصفه ببيانات اقتصادية «متباينة».

وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض «أعتقد أن الرئيس يرى أنه على المدى القصير وللتعامل مع هذا التباطؤ في الاقتصاد ثمة حاجة لدفعة ما». من جهته قال وزير الطاقة الاميركي سام بودمان امس، ان احتمالات دخول الاقتصاد الاميركي في حالة ركود تتزايد وارتفاع أسعار النفط يمثل مشكلة كبيرة لاكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم.

وقال بودمان ان امدادات النفط الحالية أقل من المستوى الذي تريده الولايات المتحدة، لكنه لم يصل الى حد تكرار دعوة الرئيس جورج بوش لاوبك بزيادة انتاجها، التي وجهها في وقت سابق هذا الاسبوع.

وقال بودمان للصحافيين في الاردن، الذي بدأ به جولته في الشرق الاوسط، «هناك بالتأكيد دلائل على اننا نواجه تحديات اقتصادية وأنا اعتقد أن احتمالات الدخول في حالة ركود زادت الان عما كانت عليه في السابق». وأضاف بودمان «في رأيي هناك بعض الدلائل التي تشير الى ان الامدادات أقل مما نريدها ان تكون عليه».

وحث بوش الذي يقوم بجولة منفصلة في الشرق الاوسط هذا الاسبوع، منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) على زيادة انتاجها في اجتماعها المقرر يوم الاول من فبراير (شباط) للمساعدة في تهدئة اسعار النفط المرتفعة وتخفيف آثار ارتفاع أسعار الطاقة على الاقتصاد.

وقال بودمان ان مستويات امدادات أوبك مسألة تقررها المنظمة، لكن الضرر المحتمل على الاقتصاد من ارتفاع الاسعار يدعم الرأي القائل برفع مستويات الانتاج.

كما أعلن البنك المركزي الأوروبي امس أنه جاهز للتدخل برفع أسعار الفائدة، على الرغم من تحذير عضو في مجلس محافظيه بشأن النمو، الأمر الذي أثار تكهنات بأن البنك سوف يخفض تكاليف الإقراض.

وتأكيدا للتصريحات التي أدلى بها جين كلود تريشيه، حذر البنك، في نشرته الشهرية لشهر يناير (كانون الثاني) وصدرت أمس، من التهديد الذي يواجهه التضخم نتيجة حدوث قفزة في الأجور بدعوى تعويض ارتفاع معدل التضخم.

كما ردد البنك تصريحات تريشيه الذي أدلى بها الأسبوع الماضي، وقال في نشرته الشهرية إن «(عملية) إعادة التقييم المستمرة للمخاطر في أسواق المال لا يزال يصاحبها غموض بشأن تأثيراتها المحتملة على الاقتصاد الحقيقي».

وذهبت النشرة إلى القول إن «المخاطر التي تحيط بمستقبل النشاط الاقتصادي تصب في اتجاه نزولي»، مع توقع محللين بأن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو سوف يتراجع خلال العام الحالي.