صعود الإسترليني أمام اليورو بفعل مخاوف من ضعف الاقتصاد الأوروبي

فيما تراجع الفائض التجاري في منطقة اليورو مع ارتفاع قيمة العملة

TT

ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل اليورو الاوروبي امس الخميس بعد انخفاضه هذا الاسبوع الى أدنى مستوى له على الاطلاق مع تراجع تفاؤل المستثمرين بشأن العملة الموحدة وسط مخاوف من امتداد الضعف الاقتصادي الى منطقة اليورو. وكان اليورو قد ارتفع بشدة مقابل العملة البريطانية من 71 بنساً في 18 ديسمبر (كانون الاول) الماضي الى 76 بنساً هذا الاسبوع وسط تشاؤم بين المستثمرين بشأن الاقتصاد البريطاني دفع البعض لتوقع خفض أسعار الفائدة أربع مرات خلال العام الجاري.

ومن العوامل التي عززت العملة الاوروبية الموحدة تقديرات بأن اقتصاد منطقة اليورو قوي نسبياً في مواجهة مشاكل أسواق المال، الأمر الذي مكن مسؤولي البنك المركزي الاوروبي من اتخاذ موقف متشدد بشأن أسعار الفائدة.

لكن ايف ميرش، عضو مجلس البنك، قال أول من أمس الاربعاء إنه لا يستبعد خفض توقعات النمو في منطقة اليورو لعام 2008، مما دفع الجنيه الاسترليني للارتفاع. وانخفض اليورو 0.5 في المائة الى 74.30 بنس مقارنة مع 76.135 بنس يوم الثلاثاء.

واستقر الجنيه الاسترليني أمام العملة الاميركية على 1.9642 دولار.

لكن المحللين ما زالوا يتوقعون استمرار الضغوط على الجنيه في المدى الاطول.

من ناحيته، واصل الدولار تراجعه مقابل الين امس بعد صدور بيانات أظهرت مشروعات الاسكان الاميركية قيد التنفيذ في ديسمبر (كانون الاول) دون المتوقع بمراحل مما أثار توقعات بتخفيضات قوية في أسعار الفائدة.

وتراجعت العملة الاميركية مقابل الين الى 106.60 ين من 106.80 ين قبل اذاعة التقرير. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو أمام الدولار حيث سجل 1.4685 دولار من 1.4690 قبل اعلان الارقام. وقالت وزارة التجارة الاميركية ان عدد مشروعات الاسكان التي دخلت حيز التنفيذ تراجع 14.2 في المائة الى معدل سنوي قدره 1.006 مليون في ديسمبر، وهو أدنى ايقاع في 16 عاما. وتوقع الاقتصاديون معدلا سنويا يبلغ 1.140 مليون.

من جهة أخرى، قال مكتب الاحصاءات بالاتحاد الاوروبي (يوروسات) أمس الخميس ان الفائض التجاري في منطقة اليورو تراجع أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني) مع ارتفاع قيمة اليورو ونمو الواردات بمعدل أسرع من الصادرات.

وقال اليوروسات ان الفائض التجاري غير المعدل حسب العوامل الموسمية في دول منطقة اليورو التي كان عددها 13 دولة في ذلك الوقت بلغ 2.6 مليار يورو (3.0 مليار دولار) في نوفمبر اي اقل من نصف مستواه قبل عام عندما بلغ 5.2 مليار يورو. وعدل المكتب بالخفض بيانات الفائض في أكتوبر (تشرين الاول) الى 5.4 مليار يورو من 6.1 مليار يورو في تقديرات سابقة. وفي نوفمبر، بلغ متوسط توقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم 5.5 مليار دولار.

ونمت الصادرات بمعدل سنوي 4 في المائة في نوفمبر، في حين زادت الواردات بمعدل 7 في المائة.

وقال هاوارد ارتشر، كبير الاقتصاديين في غلوبال اينسيت، ان اليورو القوي وتباطؤ الطلب المحلي في بعض اسواق منطقة اليورو مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ربما بدأ يؤثر بشكل متزايد على المصدرين في منطقة اليورو. واضاف لرويترز «يبدو من المحتم ان يواجه المصدرون في منطقة اليورو صعوبات في الاشهر القليلة المقبلة». وتابع ان قيم الواردات ارتفعت في نوفمبر بسبب ارتفاع كبير في اسعار النفط. وعلى صعيد البورصات العالمية، صعد المؤشر الرئيسي للاسهم اليابانية في نهاية التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس الخميس وذلك للمرة الاولى في خمس جلسات تداول مع صعود أسهم شركات التصدير مثل هوندا موتورز بعد تحسن الدولار الاميركي مقابل الين الياباني. وصعد مؤشر نيكي القياسي بنسبة 2.1 في المائة الى 13783.45 نقطة عند الاغلاق. وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 2.2 في المائة الى 1330.44 نقطة.