بنك أبوظبي يبعث برسالة عاجلة لكبار عملائه: الأسواق الخليجية فرصة مغرية

رئيس قطاع الأصول في البنك لـ «الشرق الأوسط»: انخفاض الأسواق هلع غير مبني على ثوابت

TT

حصلت «الشرق الأوسط» على نص رسالة عاجلة بعثها بنك أبوظبي الوطني، ثاني أكبر البنوك الاماراتية من حيث حجم الأصول، إلى كبار عملاء البنك، يؤكد فيها أن موجة البيوع التي تجتاح المستثمرين في أسواق الأسهم الخليجية «هي رد فعل عاطفي لما يحدث في بعض الأسواق العالمية المتطورة والناشئة». وبحسب الرسالة التي أرسلها أمس بنك ابوظبي الوطني، والذي تملك فيه حكومة أبوظبي 73 بالمائة من أسهمه، لمجموعة من كبار المستثمرين في البنك، «فإن بنك أبوظبي الوطني يشير إلى أن أسواق الأسهم العالمية شهدت مؤخراً موجة تصحيحية حادة، الأمر الذي أثار دهشة العديد من المهتمين». لكن البنك يشير إلى عدم إرتباط ما يحدث في الأسواق العالمية مع الأسواق الخليجية ـ بحسب الرسالة.

«الشرق الأوسط» سألت ناظم القدسي الخبير الاقتصادي ومدير قطاع الاستثمار في بنك أبوظبي الوطني عن النصيحة التي يقدمها البنك للمستثمرين بعد أسوأ موجة تجتاح أسواق الخليج خلال الأسبوع الجاري، فنصح المستثمرين الذين يملكون سيولة خارج الأسواق «بالدخول حالا بالشراء في الشركات الرائدة التي تعرض باسعار مغرية». ويضيف القدسي «لم يتغير شيء في ربحية هذه الشركات فكيف لا تصبح فرصا قد لا تتعوض في أسواق الأسهم؟». في حين ينصح القدسي من لا يملكون سيولة «بعدم البيع والخروج من أسواق الأسهم.. خبراتنا لمدة تزيد عن العشرين عاما في الأسواق العالمية والأسواق الناشئة تؤكد أن ما يجري هو هلع مبني على قرارات عاطفية وليس على ثوابت». ويشرح القدسي أن ما أصاب الأسواق العالمية «قد يكون مبررا بإعتبار أن هناك مؤسسات مالية ضخمة تعرضت لخسائر في الأزمة السابقة وهو ما أدى إلى إجراءات لإعادة تقييمها بعد موجة الخسائر التي تعرضت لها، أما الدول الخليجية فاقتصادياتها قوية». ويشير القدسي إلى أن هناك مشكلة سيولة لدى الأسواق العالمية، أما في دول مجلس التعاون الخليجي فإن هناك سيولة كبيرة «والدليل أن حكومات دول المجلس أقرت ميزانياتها على أساس أن سعر برميل النفط بين 50 و60 دولارا، إذا هناك سيولة عالية».

وردا على ما يتداوله بعض المستثمرين من أنتظارهم حتى تنفرج الأزمة ويشترون أسهمهم بأسعار أرخص، قال القدسي «لا أحد يقرع الجرس والأسواق في قمة أدائها، وكذلك لا أحد يقرع الأجراس عندما تكون الأسواق في أدنى مستوياتها، لذلك فإن المحترفين يعون أن ما يحدث غير قائم على أسس، وبالتالي فإن الأسواق الخليجية هي فرصة تنتظر من يغتنمها، وهناك أسهم كثيرة تعرض بأسعار اقل من تقييمها بكثير».

ويؤكد الخبير الاقتصادي ناظم القدسي «وفقا لما تشهده المنطقة من نمو ملحوظ، والنتائج الجيدة التي تحققها شركات المساهمة العامة، والمشروعات الضخمة التي تم إطلاقها والتي يتوقع أن يتم إطلاقها قريباً، وارتفاع أسعار النفط، وانخفاض أسعار الفائدة والزيادة المستمرة في الاستثمارات الأجنبية المؤسسية وانخفاض مضاعف أسعار الأسهم، نتوقع أن يكون أداء الأسواق جيداً خلال العام الجاري وأن تشهد ارتفاعاً بنهاية عام 2008». وبحسب الرسالة التي أرسلها بنك أبوظبي الوطني لكبار مستثمريه، فأن مجموعة إدارة الأصول بالبنك تعمل على متابعة أسواق الأسهم الإقليمية والمحلية بصورة لصيقة، «ونرى أن موجة البيع لا تعدو أن تكون مجرد رد فعل عاطفي لما يحدث في بعض الأسواق العالمية المتطورة والناشئة».

وتضيف الرسالة أن الخسائر التي تكبدتها مؤسسات مالية كبيرة في الولايات المتحدة وعدد من الدول المتطورة بسبب أزمة القروض العقارية جعلت المستثمرين يشعرون بالقلق.