اختتام منتدى دافوس بالدعوة لجعل نتائج العولمة أكثر عدالة

تضمن نقاشات حول السياسة والاقتصاد العالمي.. وخيمت عليه أزمة أسواق المال

خيمت أوضاع أسواق المال العالمية على مناقشات منتدى دافوس (أ.ف.ب)
TT

اختتم «منتدى الاقتصاد العالمي» أعماله أمس بدعوة قادة في مجال السياسة والأعمال لجعل نتائج العولمة أكثر عدالة. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي شارك في رئاسة المنتدى هذا العام: «إذا أصبح العالم مترابطا، الطريقة الوحيدة لينجح العالم هو لتبني قيم مشتركة»، مضيفاً: «علينا أن نجمع ما بين الفرص الاقتصادية ومبادئ العدالة والحق». وطالب رئيس شركة الاتصالات الجوالة الصينية وانغ جينتزاو العالم بتبني شعار الألعاب الأولمبية التي ستعقد في بكين هذا الصيف «عالم واحد، حلم واحد». وأضاف: «يجب أن تشارك كل الدور والصناعات والشركات في عالم سلمي ومنسجم». وفي الجلسة الختامية للمنتدى صباح أمس في منتجع دافوس السويسري، تطرق عدد من الاخصائيين المشاركين في المنتدى الى التحديات التي تواجه العالم، وعلى رأسها «عولمة الخوف» وضرورة مواجهته. وقال البروفيسور ايلي ويسل الحاصل جائزة «نوبل» للسلام: «علينا النظر الى كيفية تأثير الاقتصاد العالمي على من لا يسمع صوته، كيف يؤثر على الناس في دارفور وغزة وغيرها». وأضاف ان الحفاظ على الاقتصاد مبني على «الثقة وكيف تؤثر التطورات على حياة الناس العادية وليس الاقتصاد بشكل عام». وشدد رئيس «مستشارين بحوث الطاقة في كامبريدج» دانيال يرغن، على ان «العولمة لن تختفي، السؤال هو أي نوع من العولمة». وأشار المشتركون الى ضرورة الاهتمام بقضايا البيئة والعمل على تحسين الظروف المعيشية للفقراء والمحتاجين. وقال بلير: «علينا أن نطور خطة لتقلص الدول المتطورة الإفرازات الغازية بينما تسرع الدول النامية نموها وتحتفظ بمستواه». وأَضاف أن الحل يكمن في «الحصول على اتفاق يشمل الولايات المتحدة والصين والهند، ولكن بالتزامات مختلفة حسب وضعها الخاص». وطغى على جلسات المنتدى التي تضمنت حوارات حول السياسة والاقتصاد والصحة وغيرها من امور تهم البشرية، جو من الحذر عقب تراجع أسواق المال الاميركية والأوروبية والآسيوية عشية بدء المؤتمر. وبينما شدد المشاركون الاميركيون على صلابة الاقتصاد الاميركي وقابليته على المعافاة، حرص نظراؤهم من الصين والهند على اللفت الى صلابة اقتصاد بلديهما وقدرتهما على تحمل عبء التراجع الاميركي. وقال رئيس المؤسسة المصرفية العالمية «جي بي مورغان» جايمي ديمون: «لا أحد يعلم ما إذا سيكون هناك تراجع اقتصادي واسع، ولكن على كل حال لا حاجة الى الخوف الواسع، فعبر التاريخ هناك دائماً حلقات اقتصادية»، مضيفاً ان «المؤسسات المصرفية تقوم بعمل استثنائي لمواجهة التحديات». من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة «بيبسي» اندرا نويي إنها لا تشعر بقلق لأن «القوى العظمى في الصين والهند وآسيا ارتقت ويمكنها لعب دورها في الاقتصاد العالمي»، مضيفاً: «علينا ألا نتشاءم».

واعتبر رئيس بنك «اي سي سي أي» الهندي كي في كاماث، الذي شارك في رئاسة المنتدى هذا العام، ان هذا التحول الاقتصادي «يمثل مرحلة جديدة للانسانية؛ فبعد 300 عام سننظر الى هذه المرحلة مثل ما ننظر الى الثورة الصناعية». وشاطر وانغ جينتزاو المشاركين تفاؤلهم الحذر ازاء الاقتصاد، قائلا: «أشعر بتفاؤل حول المستقبل، فلا أتوقع تأثيراً كبيراً على اقتصاد الصين بسبب التباطؤ الاميركي، وذلك بناء على 3 عوامل تدفع الاقتصاد هي الصادرات والاستثمارات والاستهلاك». ولفت الى ان شركته للاتصالات الجوالة تحصل على 6 ملايين مشترك جديد شهرياً، ولها اليوم 70 مليون مشترك، موضحاً ان نسبة عالية منهم من المناطق الريفية.

وعندما دار الحديث عن العولمة والمخاوف من تراجع الاقتصاد العالمي، كانت هناك تحذيرات من المشتركين من فرض قوانين الحماية الوطنية protectionism لتحمي كل دولة نفسها من مخاوف الركود. وقال طلال علي الزين، الرئيس التنفيذي لشركة «ممتلكات» البحرينية لـ«الشرق الأوسط»: «الحديث في المنتدى هذا العام ركز على الاقتصاد العالمي وخاصة الاميركي؛ فالسوق الاميركي سوق مستهلك، وأي ركود فيه يؤثر على الاسواق الآسيوية والأوروبية لأنهم بحاجة الى السوق الأميركي». ولكنه أضاف أن «التوقعات ان يكون هناك خمول، ولكن حدته ستكون قصيرة وقليلة». وكانت أسعار الغذاء من القضايا التي نوقشت في المنتدى، مع مطالبة برنامج الغذاء العالمي من المشتركين في العمل على مواجهة هذه الظاهرة وتأثيرها على المحتاجين حول العالم. وقال الزين إن «ارتفاع المواد الغذائية وأسعار البترول تؤثر على الاقتصاد وعلى تطلعات المشتركين». من جهته، قال الرئيس الاداري لشركة «انفوسيس» الاستشارية ستيفن برات لـ«الشرق الاوسط» إن المنتدى شهد «اندفاعا جديدا بسبب المحادثات حول عدم الاستقرار الحالي، مما جعل المشاركون النظر الى التطورات القصيرة الأمد والحالية بدلا من التركيز على المستقبل البعيد مثلما حصل في السابق». وأضاف: «هناك إجماع بأن الاقتصاد الاميركي سيتباطأ ولكنه لن يدخل فترة ركود لفترة طويلة».