قاضي التحقيق يحسم اليوم وضع العميل كيرفيل المتهم بالاحتيال

«سوسيتيه جنرال» يقول إن قيمة المركز الاحتيالي 73.26 مليار دولار

TT

قال بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي، أمس، إن المركز الاحتيالي الذي كشفه البنك مطلع الاسبوع الماضي قيمته حوالي 50 مليار يورو (73.26 مليار دولار). وكان البنك قد أعلن عن كشف الاحتيال الخميس الماضي، واتهم متعاملا صغيرا وحيدا باتخاذ مراكز كبيرة تكلفت 4.9 مليار يورو (7.1 مليار دولار) من الخسائر. وذكرت الشرطة أن المتعامل جيروم كيرفيل، 31 عاما، لا يزال محتجزا حاليا لاستجوابه بشأن المسألة. وقال بيان البنك، أمس، إنه بدأ تصفية مراكز المتعامل في سوق «غير مواتية» من 21 يناير (كانون الثاني) وأكمل العملية بحلول الأربعاء الماضي الموافق 23 يناير الحالي. إلى ذلك، يتعين على قاضي التحقيق الفرنسي المولج النظر في ملف «الاحتيال» على مصرف سوسيتيه جنرال أن يحسم اليوم وضع العميل كيرفيل المحتجز منذ 48 ساعة في مقر الشرطة المالية التابع لمكتب الادعاء في باريس. وليس أمام قاضي التحقيق سوى خيارين اثنين: إما إطلاق سراحه وتركه حرا في حال لم يجد القضاء تهمة يوجهها اليه وإما، في حال الظن به بارتكابه جنحة أو مخالفة قانونية، إرساله الى قاض تحقيق آخر الذي يستطيع ان يوجه رسميا التهم اليه فيأمر إما باحتجازه رهن التحقيق أو يخلي سبيله، على أن يبقى تحت الرقابة القضائية ولا يغادر البلاد ولا يتصل بالأطراف الآخرين الذين على علاقة بعملية الاحتيال. ولم يتسرب الكثير عن عملية التحقيق الجارية مع كيرفيل، وجل ما عرفه أنه «يتعاون» مع التحقيق و«يجيب عن الأسئلة» التي توجه اليه. وأوضحت مصادر الشرطة أن كيرفيل لم يفر أو يختفي عن الأنظار، بل إن الشرطة كانت منذ البداية على اطلاع على مكان وجوده، وما كان «اختفاؤه» عن الأنظار سوى وسيلة لتفادي الصحافة، إضافة الى أن الشرطة عينت له مكان الالتقاء به وهي التي قادته الى الشرطة المالية في باريس. وكانت قرية «بون لابيه» في منطقة الـ«فينيستير» الواقعة شمال غربي فرنسا تحولت الى وجهة مفضلة للإعلام بكل وسائله التي سعت الى إلقاء الضوء على هذا الشاب الذي قالت بعض الشهادات عنه إنه «هش الشخصية». وقال زملاء له إنه «عميل عادي» متوسط الدرجة و«محدود المسؤولية». وثمة سؤالان يشغلان القطاع المصرفي وسلطات الرقابة والقضاء على السواء هو: هل كيرفيل هو الواجهة لعملية احتيال واسعة ويراد له بالتالي أن يحمل المسؤولية وإبعادها عن آخرين واتهامه بالاحتيال وتحميله مسؤولية أكبر خسارة في تاريخ المصارف؟ ثم كيف استطاع كيرفيل تحاشي أن ينكشف أمره رغم عمليات التدقيق اليومية التي يقوم بها المصرف؟ ويبدو أن بعض الشكوك تساور السلطات السياسية والمالية والقضائية على السواء. وأعربت مصادر مقربة من مكتب الادعاء في باريس عن «دهشتها» من الإسراع في «تحديد المسؤولين أو المسؤول قبل أن يبدأ التحقيق» مطالبة بـ«التروي» لمعرفة ما سيؤول اليه التحقيق. وأفادت مصادر التحقيق بأن المحققين «سيفتحون كل الملفات» ولن يحصروا عملهم فقط في الفضيحة المذكورة.