«بترورابغ» تضيف مسحة تفاؤلية على السيولة لتقفز إلى مستويات غادرتها منذ 10 أشهر

تداول 104% من الأسهم المطروحة لضيف السوق الجديد بعد استحواذها على 55% من قيمة التداول

TT

قفزت معدلات السيولة المدارة في سوق الأسهم السعودية إلى مستويات غادرتها منذ 10 أشهر، بعد أن لامست قيمة التعاملات أمس مستوى 19.6 مليار ريا ل (5.22 مليار دولار)، إذ أضافت أسهم شركة بترورابغ للتعاملات قيمة مضافة ضخمة، استحوذت فيها على 55.1 في المائة من سيولة السوق.

حيث استقبلت السوق أمس أسهم «بترورابغ» بشغف مالي قوي، بعد أن انهالت على أسهم الشركة 10.8 مليار ريال (2.88 مليار دولار) تعادل 55 في المائة من قيمة التداول، ليقتنص الضيف الجديد لنفسه 49.9 في المائة من كمية السوق المتداولة أمس، بعد تداول 228.5 مليون سهم على أسهم الشركة، تمثل 104% من أسهم الشركة المطروحة للاكتتاب العام والبالغة 219 مليون سهم.

وسجلت أسهم «بترورابغ» ارتفاعا قوامه 147.6 في المائة قياسا بسعر الطرح والذي كان بمبلغ 21 ريالا (5.6 دولار) للسهم الواحد، بعد أن أغلقت الشركة عند مستوى 52 ريالا (13.8 دولار)، مغلقة بالقرب من أعلى مستوى محقق لأسهم الشركة والذي كان عند مستوى 52.5 ريال (14 دولارا).

وكان لإدراج أسهم «بترورابغ» للتداول، مسحة تفاؤلية عمت أركان السوق، حيث لجأت أسهم 93.6 في المائة من شركات السوق إلى المنطقة الخضراء، بعد معاناة مؤلمة مع التراجعات الحادة في الأسبوع الماضي، وعلى وجه الخصوص أسهم الشركات القيادية، والتي تصدرتها أسهم مصرف الراجحي بارتفاع 5.2 في المائة، وأسهم شركة سابك بصعود قوامه 3.5 في المائة. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد العنقري خبير استثماري، أن سوق الأسهم السعودية ومن خلال تعاملات أمس، بدأت تتجه إلى امتصاص الهبوط الحاد الذي طرأ على التعاملات في الأسبوع الماضي، والذي يعتبر غير مبرر من حيث حدته في التراجع، خصوصا أن هذا الهبوط جاء بعد إعلان النتائج النهائية الايجابية للشركات المهمة في السوق والتي أظهرت ملامح إيجابية لنتائج الربع الأول من 2008. وأكد على أن ما يحدث حاليا عبارة عن تجديد فرص في السوق للدخول من جديد، مضيفا أن ما تشهده السوق في التعاملات الأخيرة من ارتدادات تؤكد عودة المتداولين إلى القناعة بأن سوق الأسهم السعودية جيد من حيث التقييمات المالية.

وأفاد العنقري أن السوق سيتخللها في المرحلة المقبلة نشاط مضاربي، بهدف ترتيب المحافظ، من جهة، وتوليد سيولة من عمليات المضاربة من جهة أخرى، مضيفا توقعه استمرار هذا السلوك المضاربي حتى تقترب التعاملات من نتائج الربع الأول من العام الجاري، حيث ستكون المراكز في حينها قد تحددت، وبالتالي سيطرأ على السوق استقرار نسبي.

ويستمر العنقري في تفصيله للسيناريو المتوقع، فيرجح أن يتخلل السوق بعدها اختبار لنقاط دعم مهمة تؤكد انطلاقة السوق لمستويات جديدة قياسا بالمناطق السعرية الأخيرة. ويرى الخبير الاستثماري أن السوق على المدى المتوسط مطمئنة، وأن التوقعات التي تتحدث عن تأثرها بما يحدث في الاقتصاد العالمي لا تتعدى كونها مجرد توقعات. وينصح العنقري أن يتبنى المتداولون في سوق الأسهم السعودية إستراتيجية بناء المراكز خلال المرحلة المقبلة، ومحاولة التماشي مع الحركة المضاربية التي تحكم السوق في الفترة الحالية. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أظهر تحركا لافتا خلال تعاملات أمس أعطى إشارة إلى إمكانية تحرك السوق إلى منطقة 10 آلاف نقطة، كمحاولة للوصول إلى مستويات المقاومة عند 10333 نقطة.