«بترو رابغ» يعزز «قوى الشراء» لصدّ الأسهم السعودية عن التراجع

سهم «الضيف الجديد» يستحوذ على 40% من كمية التداول.. والمؤشر العام يصعد 1.6%

TT

صحت سوق الأسهم السعودية، أمس، بعد فترة من التراجعات الحادة أدت إلى انخفاض المؤشر إلى مادون 10 آلاف نقطة؛ إذ سجل المؤشر العام أمس حركة صعود جيدة بارتفاع قوامه 1.6 في المائة بفضل حيوية التداولات على سهم «بترو رابغ» التي عززت بوضوح حركة قوى الشراء ودفعت بالمؤشر العام للصعود.

وواصل سهم شركة بترو رابغ، وهو الضيف الجديد الذي أدرج مطلع هذا الأسبوع ضمن قائمة الشركات المساهمة العامة، حيوية التداول عليه، حيث استحوذ على نسبة تداول عالية جدا مستمرا بهذا المسلسل منذ إدراجه ولليوم الرابع على التوالي.

وساهم سهم «بترو رابغ» على دعم حركة المؤشر التي قاومت قوى البيع عند تراجع مؤشرات السوق إلى أقصى نقطة وتحديدا عند 9356.79 نقطة قبيل تدخل قوى الشراء التي كانت تستهدف السهم وقامت فعليا بالشراء بكميات ضخمة وساعدت بالتالي قوى الشراء الأخرى في الأسهم والقطاعات المختلفة حتى استطاع المؤشر العام الاستيقاظ من موجة الهبوط التي كاد أن يتعرض لها.

ويمكن الاكتفاء هنا بالنظر إلى حجم الكمية المتداولة على سهم «بترو رابغ»، حيث مثلت نحو 40 في المائة من مجمل كمية التداول، بينما تشكل القيمة المتداولة على السهم قرابة 46 في المائة من إجمالي قيمة المتداول أمس، حيث بلغ إجمالي المتداول على السهم نحو 113.8 مليون سهم، بقيمة 5.7 مليار ريال (1.5 مليار دولار)، نفذت عبر 95.7 ألف صفقة، على الرغم من أن ارتفاعه كان محدودا؛ إذ لم تتخط نسبة الصعود واحدا في المائة فقط، إلا أن كميات الشراء كانت واضحة الهدف بغرض الاستثمار بالدرجة الأولى.

وكانت سوق الأسهم السعودية أمس قد كسبت 155 نقطة، حينما وقف المؤشر العام عند 9545.13 نقطة، تداول خلالها المتعاملون 290 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 12.4 مليار ريال (3.3 مليار دولار)، نفذت عبر 262.3 ألف صفقة.

وترجع مجموعة كسب المالية ـ إحدى شركات الوساطة المرخصة رسميا ـ الوضع المتذبذب للمؤشر العام إلى أنه نتاج استغلال بعض المضاربين للأخبار غير الإيجابية لاسيما الأخبار المتعلقة بالأسواق العالمية والكساد، مما شكل بيئة مناسبة لنشر الإشاعات حول انخفاضات حادة زرعت الخوف في نفسيات المتعاملين من تلك الانخفاضات.

وأضافت المجموعة في تقرير حديث صدر عنها أن الارتفاعات الكبيرة التي حققتها ساهمت في عرض أسهم بعض الشركات من قبل بعض المتعاملين بالنسب القصوى لتدخل معها موجة جني أرباح حادة وغير طبيعية فلا يمكن اعتبار ما حدث جني أرباح طبيعيا بسبب ارتفاعات كبيرة حصلت لتقوم بتصحيحها تعاملات ثلاثة أيام فقط. ولا تزال مجموعة كسب المالية ترجع اضطراب السوق حتى الآن إلى انعكاسات نتائج الشركات العملاقة والمصرفية على الوضع العام محددة بالذكر سهم «سابك» الذي تبعته جميع الأسهم ـ على حد وصفها ـ مشيرة إلى أنه بالرغم من العامل الذي شكل أثراً واضحاً على نفسيات المتعاملين إلا أن عوامل أخرى أثرت بشكل أكبر وساعدت على حدوث الانخفاضات الحادة.

واستمرت مجموعة كسب في تحليلها لوضعية السوق الحالية على أن التراجع تزامن مع الانخفاض في معظم الأسواق العربية والعالمية متأثرة بالكساد في الاقتصاد الأميركي وإعلان صندوق النقد الدولي عن كساد عالمي متوقع في الدول المتقدمة، ولكنها ستكون أقل أو شبه معدومة على اقتصاديات الدول النامية.

من ناحيته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز البركات الحموه، وهو خبير اقتصادي سعودي، أن الوضع العام للسوق ليس بـ«المقلق»، ولكن تأثيرات الأصداء السلبية العالمية حول أسواق المال والركود أدت إلى توجه المستثمرين والصناديق على وجه الخصوص للتوجه نحو البيع، وذلك توخيا للحذر وتطبيقا لسياسة جني الأرباح بانتظار «الفرص السهلة». وأضاف الحموه أن الوضع في سوق الأسهم السعودي مطمئن، ولكن التنبؤ بتسجيل المؤشر العام لارتفاعات خيالية غير مجد حاليا، وذلك لظروف ودواعي عديدة تلف وتحيط بالسوق والأجواء المحيطة به، مقدرا أن يبلغ المؤشر العام خلال الستة الأشهر الأولى في مستويات بين 9500 نقطة و12000 نقطة.

ويرى الحموه أن المتعاملين عليهم التوجه خلال الفترة المقبلة نحو الاستثمار عبر الشراء في أسهم الشركات التي لها استراتيجية واضحة ومتخصصة في مجالها، لافتا إلى أن سياسة المضاربة غير المقننة لا تفيد وستنتهي نتائجها إلى خسائر فادحة.

وحول ذلك، أشارت مجموعة كسب حول عمليات المضاربة، إلى أن الوقت حان لتغيير بعض الأفكار عن الأسواق المالية لدى بعض المضاربين ذوي الخبرة الضئيلة والتي اتضحت خلال الانخفاض الحاد في خروج البعض وتسييل محافظهم من دون معرفة ما يحدث أو الأسباب التي أدت إلى ذلك، مؤكدة أن ما حدث هذا الأسبوع مبالغ به إلى حد كبير.