السعودية: فرص استثمارية سياحية بـ533 مليون دولار في الطائف

تعتبر المحافظة أحد المستفيدين من دخول رمضان في الصيف لاعتدال أجوائها وقربها من مكة المكرمة

TT

تعد محافظة الطائف (غرب السعودية) من أهم المناطق التي يتوقع أن تستفيد من دخول شهر رمضان في موسم الإجازة الصيفية، لعدة أسباب من أبرزها تمتعها بأجواء معتدلة، وقربها من مكة المكرمة، إذ يفصلها فقط جبل الهدا وتبعد نحو 70 كيلومترا عن الحرم المكي الشريف، بينما عن حدود مكة المكرمة فقط 25 دقيقة.

وقدرت مصادر اقتصادية حجم فرص الاستثمار السياحية المتاحة في مدينة الطائف حاليا بنحو ملياري ريال (533 مليون دولار)، في ظل اعتراف من الغرفة التجارية بان منطقة الهدا الجبلية ما زالت فقيرة سياحياً وتحتاج إلى بنية اقتصادية لتكون منطلقاً للحجاج والمعتمرين خاصة اذا تم اعتماد هذه المنطقة مستقبلا كمنطقة حج اضافة الى توافق شهر رمضان في العقد المقبل مع موسم الصيف والاجازات.

وتوقعت المصادر نفسها ان تحصد الطائف نصيب الاسد من كعكة السياحة الدينية نظرا لقربها من العاصمة المقدسة وخاصة بعد تدشين طريق الهدا الجديد الذي يتيح فرصة الوصول الى مكة المكرمة خلال 25 دقيقة فقط.

وأوضح لؤي قنيطة عضو الغرفة التجارية بالطائف رئيس اللجنة السياحية لـ«الشرق الاوسط» أن صيف العام المقبل سيشهد زيادة في الإنتاج السياحي والاقتصادي لمدينة الطائف بنسبة 50 في المائة، مبيناً أن وجود 12 عاما مقبلة يتزامن شهر رمضان الكريم فيها مع فصل الصيف هي نقلة قوية لمنطقة الهدا ويتوقع أن يحدث هذا التزامن المستمر خلق فرص عمل كبيرة في الطائف على جميع المستويات.

وأضاف لؤي قنيطة أن الطائف حالياً غير جاهزة لاستقبال التطورات والتحديات المقبلة التي من شأنها أن ترفع القيمة الاقتصادية والسياحية، موضحاً «منطقة الهدا بالطائف ما زالت فقيرة سياحياً وتحتاج إلى بنية اقتصادية تكون منطلقاً للحجاج والمعتمرين خاصة إذا وضعنا بالحسبان الملايين القادمة التي ستعتمد بشكلٍ كبير على منطقة الهدا كبوابة عبور ومحطة دائمة طيلة الإجازات القادمة تنطلق منها وإليها قوافل الحجاج والمعتمرين».

وبين قنيطة أن أول هذه التحديات هي خزان الماء الاستراتيجي مبيناً «أزمات المياه المتكررة خاصةً في فصل الصيف ظاهرة لا توائم التحديات المستقبلية لأنها توقع أصحاب المنتجعات والشاليهات السياحية في حرجٍ بالغ أمام قاطني مساكنهم». ويردف بالقول «مع الانتهاء من خزن الماء الاستراتيجي ستتقدم الطائف كثيراً في مجال السياحة».

من جانبه أوضح أحمد العبيكان رئيس مجموعة العبيكان للاستثمارات العقارية عضو لجنة التنمية السياحية أن مجموعته العبيكان وضعت اللمسات النهائية على مشروع صحي ستقيمه وتنفذه المجموعة والذي يرمي أن يكون منتجعاً سياحياً يحوي السياحة العلاجية الاستشفائية التي تكون مقصداً للسائحين بحيث تكون زيارة السائح لا تعتمد على الطائف بحد ذاتها بقدر قصده للمنتجع السياحي الصحي.

وأشار العبيكان إلى أن العروض لدى المستثمرين متوفرة بشكلٍ كبير في منطقة الهدا السياحية حيث يستطيع المستثمرون استثمار مبالغ تصل إلى ملياري ريال وبإمكان المستثمرين أن يجدوا فرصاً استثمارية ناجعة، على حد قوله. ويعارض العبيكان القول الذي يشاع حول أن الطائف اكتفت اقتصادياً من حيث الأسواق التجارية والخدمات الفندقية بأن المحافظة منطقة سكنية وجغرافية كبيرة قادرة على استيعاب رؤوس أموال المستثمرين والراغبين في صناعة السياحة. إلا أنه طالب بضرورة تقديم تسهيلات للمستثمرين، مستشهدا بأن المستثمر خارج السعودية في دولة مثل مصر على سبيل المثال يحظى بتسهيلات اقتصادية كبيرة.

وأوضح العبيكان أن وقوف الطائف على أعتاب المدينة الرابعة للحجاج يضعها تحت مسؤولية اقتصادية كبيرة حيث يتعين على الجميع المساهمة والإسهاب في وضع بنية تحتية قوية جداً تمكن المدينة التي لا تبعد عن مكة المكرمة سوى 25 دقيقة فقط خاصة بعد افتتاح طريق الهدا ـ الكر في الصيف المقبل.

وأبان العبيكان أن منطقة الهدا تم ايقافها أكثر من 30 سنة وفتح باب الاستثمارات فيها قبل بضع سنوات وهي جاهزةٌ الآن لضخ رؤوس الأموال، داعياً المستثمرين من خارج المدينة إلى المسارعة في تأسيس منطقة سياحية استثمارية تكون واجهة سياحية للمشاعر المقدسة ومقصداً سنوياً للمعتمرين والحجاج، وأن يستغلوا ما تنفرد به من مزايا طبيعية وجغرافية أهلتها لأن تكون منطقة جذب سياحي من الدرجة الأولى.

وربط رئيس مجموعة العبيكان للاستثمارات العقارية بين التجارة والسياحة حيث تعتبران رافدين داعمين لبعضهما، مشيراً إلى افتقار منطقة الهدا للتبادلات التجارية التي تلائم متطلبات السائح والمعتمر. واعتبر في ذات السياق أن منطقة الهدا يجب أن تكون سياحية تجارية، مشيرا إلى أن مجموعته أوشكت على الانتهاء من بناء عدة أبراج سياحية في تلك المنطقة ومدينة سياحية متكاملة يتسنى للسائح التجول بها كيفما شاء مستنداً في نزهته لجميع التسهيلات والقطاعات الخدمية.